
اليمنيون يطوون غدًا صفحة صالح
صنعاء - وكالات:
يطوي اليمنيون غدًا الثلاثاء صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح عبر انتخاب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيسًا لفترة انتقالية تستمر سنتين، ليصبح اليمن بذلك أول بلد من بلدان الربيع العربي يشهد انتقالاً للسلطة عبر اتفاق سياسي. إلا أن ظلال صالح الذي حكم بلاده 33 عامًا تخيم على هذا الاستحقاق، فهو ما انفك يلوح بعودته شخصيًا من الولايات المتحدة حيث يتلقى العلاج، فيما أقرباؤه ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من الأجهزة العسكرية والأمنية ووفقا للبيانات الرسمية التي نشرتها وكالة أنباء "سبأ" فإنه يحق لأكثر من 12 مليون ناخب يمني الإدلاء بأصواتهم غدًا الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيسًا للجمهورية.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء عن استكمال كل الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية لاستقبال الناخبين ومباشرة عملية الاقتراع . ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الجداول الانتخابية عشرة ملايين و243 ألف و364 ناخبًا، منهم أربعة ملايين و 348 ألف و485 ناخبة.
وذكرت "سبأ" أن اللجنة كفلت مشاركة جميع من بلغوا سن الاقتراع من غير المسجلين في جداول قيد الناخبين من خلال وثائق إثبات الهوية الشخصية. وتشارك في إدارة الانتخابات21 لجنة إشرافية و301 لجنة أصلية و28 ألف و742 لجنة فرعية فضلا عن 732 لجنة فرعية إضافية لاستقبال الناخبين المتواجدين في غير مواطنهم الانتخابية، وكذا 168 لجنة فرعية إضافية خاصة بالنازحين .
ويبلغ إجمالي العاملين في كل اللجان الانتخابية 89 ألفا و892 عضوًا ، ويتولى أكثر من مائة وثلاثة آلاف كادر أمني ينتشرون في كل المراكز الانتخابية توفير الحماية والأجواء الآمنة لسير عملية الاقتراع. وأشارت "سبأ" إلى أن اللجنة العليا للانتخابات كانت قد دعت جميع من بلغوا سن الاقتراع التوجه غداً الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع ابتداء من الساعة الثامنة صباحًا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة وسيصبح هادي، وهو عسكري جنوبي يبلغ السادسة والستين من العمر، رئيسًا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقّعه صالح في الرياض في 23 نوفمبر بعد عشرة أشهر من التظاهرات المطالبة بإنهاء حكمه وتحت ضغوط دولية شديدة . ودعا الأطراف السياسيون الأساسيون في اليمن إلى الاقتراع لهادي الذي انتشرت صوره في العاصمة اليمنية.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس قال اللواء النافذ علي محسن الأحمر الذي شكّل انضمامه لصفوف المطالبين بإسقاط النظام تغيرًا جذريًا في المشهد السياسي اليمني: إن "عبدر ربه هادي متفق عليه محليًا وإقليميًا ودوليًا وهو شخصية محترمة تملك الرؤية للمستقبل". أما الناشطة المعارضة توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام فقد دعت اليمنيين في بيان إلى الاقتراع لصالح نائب الرئيس معتبرة أن الانتخابات هي "ثمرة الثورة الشبابية".
ويفترض أن يطلق نائب الرئيس حوارًا وطنيًا شاملاً في الفترة الانتقالية التي ستستمر سنتين بموجب اتفاق انتقال السلطة، على أن يهدف الحوار إلى إيجاد حلول لمشاكل اليمن الأساسية بما في ذلك القضية الجنوبية ومسألة الحوثيين في الشمال. وقال رئيس اللجنة الانتخابية القاضي يحيى محمد الإرياني: إن 12 مليون ناخب مدعوون للإدلاء بأصواتهم الثلاثاء، مع العلم أن عشرة ملايين ناخب مسجلون من الانتخابات الماضية في 2006، إضافة إلى 2,2 مليون ناخب جدد. وقال في هذا الإطار: "اعتقد أن عبدربه منصور هادي شخص مقتدر وسيكون معززًا بتفويض شعبي كبير" مشيرًا إلى وجود "إشراف دولي على تنفيذ برنامج الاتفاق السياسي ... لذا لا خيار إلا تنفيذ الآلية التنفذية للاتفاق" في إشارة إلى آلية المبادرة الخليجية.
ولطالما وجهت اتهامات لصالح من قبل خصومه بتشجيع انتشار القاعدة ليستخدمها ورقة سياسية والقول إن بقاءه ضرورة لمواجهة التنظيم المتطرف. وقال دبلوماسي غربي: إن "الرئيس صالح هو من النوع الذي لا يستسلم أبدًا مئة في المئة. هذا يطرح تساؤلات حول حقيقة حول نيته الالتزام بخطة الحل السياسي".
وأضاف هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف اسمه أن أقرباء الرئيس اليمني ولاسيما نجله الأكبر أحمد الذي يقود الحرس الجمهوري "يتصرّفون بشكل مستقل حتى الآن ولا يبدو أنهم ينضوون تحت لواء السلطات الجديدة". وأفادت صحيفة يمنية مستقلة أن اتفاقاً بين سفراء الاتحاد الأوروبي وممثلين عن أحزاب المعارضة والحراك الجنوبي قضي بتفويض 5 وزراء يمنيين الإشراف على سير الانتخابات الرئاسية المبكرة في محافظة عدن جنوب اليمن .http://arabic-media.com/newspapers/qatar/raya.htm