تشديد الإجراءات الأمنية في الجنوب و «الحوثيون» يوافقون على الانتخابات في الشمال
استنفار يمني ودولي لدعم انتخاب هادي رئيساً
حجم الخط

|
صورة 1 من 1

رويترز ©
صور المرشح للرئاسة اليمني عبدربه منصور هادي في شوارع صنعاء
تاريخ النشر: الأحد 12 فبراير 2012
عقيل الحـلالي
شرعت الحكومة الانتقالية في اليمن، أمس باتخاذ إجراءات عملية لضمان نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها يوم 21 فبراير الجاري، فيما شكًلت الأطراف الموقعة على اتفاق لنقل السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح، لجانا مشتركة لإدارة الحملة الانتخابية لمرشحها التوافقي، نائب الرئيس، عبدربه منصور هادي، بهدف حصوله على أكبر قدر ممكن أصوات الناخبين اليمنيين.
ورضخت جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، لضغوط أوروبية بإجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال البلاد، فيما تعهدت اليابان بزيادة دعمها التنموي لليمن لمساعدته “على تلبية استحقاقات المرحلة الانتقالية”، التي ينظمها اتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لمنع انزلاق هذا البلد إلى أتون حرب أهلية، على خلفية احتجاجات شعبية عنيفة مطالبة، منذ أكثر من عام، بإنهاء حكم صالح، المستمر منذ قرابة 34 عاماً.
وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق، وهي حزب “المؤتمر” وحلفاؤه، وائتلاف “اللقاء المشترك” وشركاؤه، اتفقوا على “تشكيل لجان وفرق انتخابية مشتركة على كافة المستويات”، بهدف “العمل المشترك سويا على إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة” الأسبوع المقبل.
وأوضحت أن الاتفاق، الذي وقعه النائب الثاني لرئيس حزب “المؤتمر”، عبدالكريم الارياني، والرئيس الدوري لائتلاف “اللقاء المشترك”، عبدالوهاب الانسي، تضمن “تشكيل لجنة انتخابية” تتولى مهمة إدارة الحملة الانتخابية المشتركة للمرشح التوافقي، عبدربه منصور هادي، لافتة إلى أن الطرفين اتفقا على تنفيذ نزولا ميدانيا لقياداتهما إلى بعض المحافظات بغرض دعم انتخاب هادي، وتنظيم مهرجانات انتخابية في المدن اليمنية لهذا الغرض.وفي هذا السياق، حث ائتلاف برلماني لنواب استقالوا، العام الماضي، من حزب” المؤتمر”، الذي يرأسه صالح، على المشاركة في الانتخابات المقبلة، باعتبار أنها “مدخلاً أساسياً للتغيير الشامل الذي تنشده جماهير الشعب اليمني”.
وجدد “الائتلاف البرلماني من أجل التغيير” في بيان، دعمه للمرشح التوافقي، داعيا اليمنيين إلى المشاركة “القوية والإيجابية للإدلاء بأصواتهم وإنجاح العملية الانتخابية كضمانة مهمة لمستقبل أفضل ويمن جديد تسوده العدالة والمواطنة المتساوية وينعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة لجميع المواطنين”.
بدورها، شرعت الحكومة الانتقالية، التي يرأسها القيادي بالمعارضة محمد سالم باسندوة، في اتخاذ إجراءات لضمان مشاركة أوسع في الانتخابات المقبلة.
وحث وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، عقال الحارات والحرس المدني للأحياء السكنية بالعاصمة صنعاء، على ضرورة “الحشد” للانتخابات الرئاسية “خدمة للمصلحة العليا للوطن والمواطن”، مشيرا في لقاء جمعه بهم إلى أن “المرحلة الحالية التي تمر بها البلد تتطلب تضافر كل الجهود ومن مختلف الجهات والشخصيات لتجاوزها”. واعتبر المشاركة في يوم الاقتراع “عملاً وطنياً سيؤسس للعمل الديمقراطي خلال المرحلة القادمة”.وقال إن “عقال الحارات والحرس المدني يلعبون دوراً حيوياً وهاماً في حياة المجتمع”، وطالبهم بـ”جعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار”.
وتزامن لقاء قحطان مع توجيهاته بتعزيز الإجراءات الأمنية حول مبنى لجان الانتخابات الرئيسية والفرعية في محافظة الضالع الجنوبية، “لمنع أي اعتداءات عليها”.وذكر مركز الإعلام الأمني الحكومي، أن هذه التوجيهات جاءت على خلفية محاولة مناهضين للانتخابات اقتحام مقر اللجنة العليا للانتخابات بمدينة الضالع، الخميس، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
في هذه الأثناء، جددت القوات العسكرية المنشقة، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، اتهاماته لمن وصفتهم بـ”بقايا النظام” بالسعي إلى إفشال الانتخابات الرئاسية، مؤكدة في بيان، نشرته على موقع الكتروني تابع لما سمي بـ”الجيش المؤيد للثورة”، أن مؤيدي صالح شكلوا “غرفة عمليات” يرأسها أفراد في أسرته، من أجل إفشال الانتخابات.
وأشار البيان إلى أنه تم توزيع أسلحة وذخائر، الأربعاء الماضي، لأنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي، في مدينة عدن ومسلحين تم إرسالهم من مدن شمالية “لإثارة الفوضى وعرقلة الانتخابات في عدد من المحافظات الجنوبية”.
وأعلنت فصائل داخل “الحراك الجنوبي”، رفضها الانتخابات الرئاسية، وتوعدت بإفشالها خصوصا في محافظتي لحج والضالع.
واتهم بيان القوات العسكرية المنشقة “عناصر” داخل جهاز الأمن القومي، الذي يشرف عليه العميد عمار محمد صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني المنتهية ولايته الأسبوع الماضي، “بإعداد خطط لاستهداف قيادات أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية وقيادات في المشترك وأحزاب المعارضة وقيادات من المؤتمر الشعبي العام المؤيدة للثورة والانتخابات الرئاسية بهدف إثارة الرعب وخلط الأوراق وإثناء تلك القوى عن مطلب التغيير”.
وأفاد موقع “نيوز يمن” الإخباري المستقل، بأن مسلحين مدنيين نزعوا، أمس صور المرشح التوافقي، في شارع رئيسي شرقي العاصمة صنعاء، مشيرا إلى المسلحين هددوا مالكي محالات تجارية، في حال أعادوا رفع صور هادي، الذي كان قد دشن، الثلاثاء الماضي، حملته الانتخابية تحت شعار “معا لنبي اليمن الجديد”. وإضافة إلى بعض فصائل الحراك الجنوبي والحركة الاحتجاجية الشبابية، تعارض أيضا جماعة الحوثي الشيعية المسلحة الانتخابات الرئاسية المقبلة “لأن نتائجها محسومة سلفا”.
وكانت الجماعة المسلحة، التي تسيطر على محافظة صعدة وبعض مناطق شمال اليمن، دعت، الجمعة، إلى رفض هذه الانتخابات “جملة وتفصيلا”.إلا أن صحيفة الجمهورية الحكومية كشفت أمس عن رضوخ جماعة الحوثي لضغوط أوروبية بالسماح بإجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ سنوات.
وقالت الصحيفة الحكومية إن السفير الألماني ورئيس القسم السياسي في بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء، زارا مدينة صعدة والتقيا زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، ومحافظ المحافظة فارس مناع، مشيرة إلى أن السفير الألماني أبلغ الحوثي “رفض المجتمع الدولي موقف الحوثيين من الانتخابات الرئاسية”، وأن “مجلس الأمن لن يسمح بتشظّي اليمن”.وطلب السفير الألماني من الحوثي السماح للجان الانتخابية بدخول محافظة صعدة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة مليشياته “وترك حرية الاختيار لكل مواطن يريد أن يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية”.
اقرأ المزيد :
المقال كامل - استنفار يمني ودولي لدعم انتخاب هادي رئيساً - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?...xzz1m9jJ wq00