
النائب د. ناصر الخبجي يلقي البيان الختامي للمهرجان
بيان مهرجان عدن:
وأكد المشاركون في المهرجان في بيانهم الصادر «أن مهمة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي لا تنحصر في دلالاتها ومعانيها السامية في فترة معينة أو واقعة بعينها من تاريخنا المعاصر، وإنما تشمل كافة الصراعات ونتائجها خلال الفترة الممتدة من فترة ما قبل استقلال الجنوب وما بعده»، معتبرين ضحايا كل تلك الصراعات شهداء الجنوب.

عوم أثناء إلقاء كلمته
وأعرب المشاركون في المهرجان عن صادق الأسف لما عانته مدينة عدن التاريخية (مدينة التسامح والحضارة) في فترة الصراعات السياسية بحكم موقعها كعاصمة للجنوب دارت فيها صراعات الماضي، مشيرين الى أنه «بالرغم من كل ما شهدته عدن من صراعات إلا أنها ظلت تحتفظ بمكانتها السياسية والاجتماعية والثقافية، بل وظلت مناراً فكرياً وثقافياً، ولكنها اليوم أضحت هدفاً واضحاً لإخراجها من صدارة الحداثة والمدنية، وتحويلها إلى غنيمة يتقاسمها المتنفذون، الذين حولوها إلى غنائم حرب وهبات تمنح لشركاء الظفر العسكري».
وأعرب البيان عن استنكاره واستهجانه للجوء النظام إلى استغلال الدين استغلالاً سياسياً يتنافى مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف «وذلك من خلال توظيف فقهاء السلطة لإصدار الفتاوى التحريضية لإباحة دماء الجنوبيين، وتكفير نضالاته، كما حصل بجامع الجند بتعز في خطبة عيد الفطر، بحضور ومباركة أعلى هرم بالدولة».
وقال البيان:«إن ذلك السلوك السياسي المشين لن يؤثر اليوم في وحدة وتلاحم أبناء الجنوب بعد نجاح لقاءات التصالح والتسامح» داعيا العلماء في الجنوب «أن يقولوا كلمة حق للوضع المرير الذي يعيشه أبناء الجنوب بعد حرب صيف 94م الظالمة».

وأوضح البيان قائلا: «إن قضية الجنوب لا صلة لها لا بشكل ولا بماهية سلطة الحرب، وإنما هي قضية شعب ودولة يخضعان لهيمنة عسكرية وهمجية، لا تمتلك مقومات الشرعية، ولأنها كذلك، فهي نفي قانوني وسياسي وجغرافي وثقافي لشرعية الحرب السياسية»، مشيرا إلى «أن العلاقة المتعارضة بين شرعية الحق المغتصب، وشرعية باطل القوة العسكرية، قد جعلت كل الخيارات مفتوحة أمام شعب الجنوب، وصولاً إلى حقه في النضـال لاستعادة أرضه المسلوبة».
وأكد البيان «أن قضية الجنوب هي قضية جميع أبنائه بمختلف انتماءاتهم الحزبية، ومشاربهم السياسية، وتكويناتهم الاجتماعية، والمدنية، والقبلية، وهي القاسم المشترك لأبناء الجنوب في الداخل والخارج».

وناشد المشاركون في المهرجان الدول العربية والمجتمع الدولي «أن يلتفتوا إلى معاناة شعب الجنوب، والعمل على إرغام النظام للامتثال لقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ التزامه للمجتمع الدولي».
ودعا البيان السلطة «للاعتراف الكامل غير المشروط بقضية الجنوب بقرار سياسي، وإلغاء كل الإجراءات الاستثنائية الناجمة عن حرب صيف 94م العدوانية الظالمة، مؤكدا أن «أي مماطلة أو تسويف تجاه القضية الجنوبية، وعدم الاعتراف بها سيدفع باتجاه تأزيم الأوضاع ـ على نحو غير مسبوق ـ ويجعل كل الخيارات والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها وتتحمل السلطة تبعات ذلك».