كلمات الكاتب الكبير فاروق ناصر علي حزينة جدا إلى درجة النحيب .
ما كنت أتمنى أن اقرأ له هذا الحزن وهذا اليأس الكبير لأمل ضائع كما أراد أن يقول.
نشعر بالحسرة لترجل هذا الفارس المغوار في الأدب والثقافة والسياسة .
المبررات التي ساقها غير مقنعة وليس من شيم الفرسان ترك الميدان مهما كانت الأسباب.
والى أين الهروب والانزواء وكيف يستطيع أن يستغني عن بوح الخواطر وزفرات القلب المكلومة من القهر والإذلال والطغيان؟
كيف يستطيع أن يستغني عن التعبير عمّا يكنه صدره وما تجيشه العواطف .
انه إعلان الموت وليس الترجل.
أيا كان السبب فالترجل في وقت النزال يعتبر انهزام وقبول بالاستسلام.
جميعنا نطالب بتوحد قادة الحراك ونحثهم على ذلك ونضغط بما نستطيع حتى ولو بكلمة أو جزء منها لكن أن نـترك أو نهرب أو نزرع اليأس في نفوس الآخرين فهذه لعمري غير سوية.
وإذا ترجلت أو قررت الترجل فما الداعي لان تعلن ذلك وبكل هذا اليأس والحزن؟ كان من الممكن أن تحفظه لنفسك رأفة بالجماهير التي تعلقت بحلم التحرير والاستقلال والانعتاق من رقاب الجور والطغيان.
الإعلان بحد ذاته نـقيصة لان نتائجها ليست جيدة فنتائجها :
الإحباط
اليأس
القنوط
والاستسلام.
وهنالك فيما بين السطور حديث آخر يستشفه القارئ ونـتـمـنى أن يكون هو ذاك ما قصدته في مقالك هذا ( ليلة العشاء الأخيرة) وهو انك ترسل موجات ضغط معينة لقادة الحراك خاصة انه متزامن مع لجنة الحوار العشرينية.
وليس لدينا تفسير ايجابي لما كتبت إلا هذا وألا فكان عليك على الأقل أن تـنـتـظر نتائج الحوار لتـقرر بعدها ما تريد.
وأود أن أقول:
إنها ثورة من نور ونار
وإنها ملحمة سيحمى بها الوطيس قريبا
وإنها انـتفاضة رد اعتبار للنقاء الجنوبي.
ومع ذلك نقول لك شكرا لما قدمته لأجل الثورة وشكرا لكل كلمة قلتها أو كتبتها وشكرا لكل حرفا قراناه عنك وحلمنا معه بغد جميل وحياة اشرف ومستقبل وضاء .