اخي العزيز الاستاذ / فاروق ناصر علي
اكتب اليك هذه الكلمات من احد مستشفيات سويسرا , وفي ساعة متأخرة من الليل حيث يرقد على مسافة امتار قليلة طفلي الصغير صالح ... وحيث لازالت رحلة المتاعب والمشاق والعناء مستمرة ,,, ولقد اخترت ان ابدأ معك حديثي من هذا الجانب ... لماذا ؟؟
صالح احمد عمر بن فريد ... من مواليد يوم 5 / 9 / 2007 م ... وقد ولد في يوم اخترت ان اكون فيه الى جانب جماهير الجنوب في الحوطة لحج لحضور مهرجان التسامح والتصالح لا بجانبه هو او بجانب والدته في المستشفى , وقد ولد هذا الطفل في خضم مهرجان التسامح والتصالح ... وتحدثت يومها بأن الله قد وهبني هذا الطفل الذي انشاء الله سيكون احد ابناء الجنوب المخلصين ... وطفلي صالح يا استاذي هو طفل مفعم بالحيوية والنشاط , وتسكن جسده روح جميلة يحبها ويلتفت اليها كل من يشاهده ويتحدث اليه, وانا شخصيا ارى فيه " حياة الحراك الجنوبي " ... وارى في قلبه " نبض الحراك الجنوبي " ... فهو تخلق وولد في ثنايا الحراك .. وبما انني اصارع واناضل من اجل صحته وعافيته , كواجب ابوي انساني , فانني في نفس الوقت ا استلهم من حياته .. حياة النضال السلمي للجنوب .. وارى في ما تعرض له من عمليات معقدة وصعبه , مثالا يستحق ان نستلهم منه " اصرارنا وارادتنا " على مواصلة النضال حتى النفس الأخير .. وفاء لشهداء قدموا ارواحهم " رخيصة " على " مردم " بوابة الجنوب ... فمثل هؤلاء الذين فضلوا الشهادة على الحياة في سبيل الجنوب وقضيته , يستوجب علينا تجاههم ان نقدم مالا يمكن قياسه علميا او نظريا من تضحيات نظير تضحياتهم ... فهل توجد مقارنة مابين " عناء وتعب ومشقة وقلق وتوتر وخصومات وحرق للاعصاب " ... من قبلنا وذلك الذي قدم " حياته " دفعة واحدة في سبيل الجنوب ! ... كما ان الرجال " الجبال " الذين - للاسف الشديد - لم تسلط على هامتهم وقامتهم الاضواء التي سلطت علينا ... بالرغم من عدم وجود اي مقارنة مابين ما نقدمه , وما قدموه للجنوب .. واتحدث هنا عن نفسي بكل تواضع واخلاق ووفاء ... ان مثل تلك الهامات والقمم العالية تنتظر منا , ان كنا اوفياء للجنوب ان نبرزها للتاريخ , وان نحجز لها صفحات ناصعة البياض حتى تنال ما تستحق.
الاستاذ فاروق ناصر علي .... كان ولازال مدرسة في الوطنية ... كان ولازال استاذ كبير بالنسبة لي , تعلمت منه الدروس الكثيرة ... فاروق ناصر علي " انسان " بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ... متواضع لدرجة ان التواضع يخجل من تواضعه واخلاقه ... هو رجل تتجسد فيه كل القيم الانسانية النبيلة ... كانت كتاباته تشكل باكورة النضال الجنوبي , وكانت كتاباته تجعلنا نتساءل وقتها اي شجاعه يمتلكها هذا الرجل , حينما كانت مقالاته تعتبر قنابل متفجرة في زمن كان الشجاع منا يرش " رذاذ المطر " على سقف الاحتلال ...
من العيب ومن المخجل .... ان ينسى ابناء الجنوب مثل هذا الرجل الذي ايقظنا جميعا من سباتنا العميق , حتى اذا ما صحينا ... واستجمعنا قوتنا و تفتحت امامنا الافاق , تسابقنا ونسينا " فضل العمالقة " امثاله... لا خير فينا ان نحن تنكرنا لمثل هذا الرجل .
قرأت ما كتب ... ويعلم الله انه قد ذكر ما يوجد في نفسي وفي فكري ... نعم نحن في مرحلة ايجاد وطن , وليس في مرحلة توزيع مناصب ...
استاذي العزيز ... باسم دماء شهداء الجنوب .... باسم الجنوب وترابه الطاهر ... باسم القمم والهامات والجبال الجنوبية الغير معروفه ... باسم ما تعلمناه منك , ونيابة عن نبضات قلب " صالح " طفل التسامح والتصالح ... طفل الحراك الجنوبي .... اناشدك ان تعود الى ساحة النضال , والا تترجل .... فمن الهزيمة لنا ان تسقط الابطال ... او ان ندعها تسقط بهذه السهولة ...
كنت اود ان اعبر لك اكثر من هذا ... ولكنني على ثقة من سماحة قلبك وحبك لوطنك الجنوب ... وعلى ثقة من عدم تخليك عنا ...
ولك ... ولجميع اعضاء هذا المنتدى الرائع اسمى ايات الحب والتقدير
التعديل الأخير تم بواسطة احمد عمر بن فريد ; 2009-03-31 الساعة 01:36 PM
|