عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-25, 11:21 AM   #6
*الغريب*
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-21
المشاركات: 2,463
افتراضي

الوخز بالإبر «السنحانية »لايبدو ناجعاً ولاقرارات الوكلاء الوحيدين للجمهورية اليمنية هي الحل.
الخميس , 3 سبتمبر 2009 م
فكري قاسم
الواجب العام أن نحب بعضنا بعض،لكن ما العمل حينما يعتقد فخامة الرئيس أن الناس يمكن أن تحب بعضها بالقوة العسكرية أو بمسيرات تهتف للوحدة ومن ثم « يوسح » مطمئناً ان الوحدة بخير!.
الناس تعبانه ياسيدي،فكيف يمكن للوحدة أن تكون بخير؟ .
زرت عدن منتصف ابريل الفائت، الاحتقان وصل الى حد مخيف. كنت أتمشى في الشوارع وأشعر كما لو أنني محتل جاء ينهب بقعة أرض و« يفحط».
«دحابشة » عبارة صرت تسمعها تدق في كل زاوية كأنها ساعة «بيج بن».
الوضع متأزم للغاية والنظام لايزال يعالج مشاكله الجديدة بنفس آلياته القديمة. العقلية هي نفسها ولاراضية تحترك والحراك لم يعد مجرد زوبعة في فنجان كما اعتاد طحاطيح النظام ان يسموه.
مايثير الضحك فعلاً ،أنه كلما اشتدت الأزمة في المحافظات الجنوبية يخرج لنا القصر الجمهوري بشوالة قرارات تقضي بتعيين فلان الفلاني من أبناء الجنوب وكيلاً للمحافظة الفلانية وفلان الفلاني وكيلاً للوزارة الفلانية .
خلال العام الفائت تم تعيين مالايقل عن 115 وكيلاً كمراضاة أو كمحاولة لامتصاص الحراك.
وأخشى ان يأتي يوم نجد فيه أبناء الجنوب الوكلاء الوحيدين للجمهورية اليمنية ! .
إننا لانزال نداوي جراحنا الغائرة بنفس تلك الطرق التقليدية ، ومثلما يوجد في الطب الشعبي طريقة للتداوي بالأعشاب، يبرع المؤتمر الشعبي في مسألة التداوي بالوكلاء !( كل واحد يداوي على سالف بلاده ).
ومع أن هناك طرقاً شعبية أخرى للتداوي كالعلاج مثلاً بالإبرالصينية ، الا أن القصر الجمهوري على مايبدو تكيف تماماً مع طريقة العلاج بالإبر« السنحانية»، على أن هذا العلاج طبعا لاينتهي عند مسألة ضرب الإبر وضرب المواطنين المحتجين ، بل صار يمتد، بالأخص من بعد عملية 7/7 الى ضرب أمثلة رائعة في جعل أهم المواقع العسكرية في يد ثلة من أصحاب البلاد، وكلما صاحت جماعة محتجة فإن باب الوكلاء مفتوح و.. الله وكيلك ياصايم .
لابأس عموماً،حينما يأخذ الوهم مكانه ، تستطيع الدولة أن تبرر كافة افعالها باسم المنفعة العامة .
بيد أن المنفعة العامة الآن ان يتخلى فخامة الرئيس عن ثلة من مسئوليه الذين تفيدوا الجنوب والشمال معاً لكن ماالعمل حينما يلعب فخامة الرئيس دورالمدافع الاكبر عنهم ، فيما الواجب الوطني والتاريخي يقتضيان من فخامته ان يحمي الوحدة من النهابة ، ومن «نخيط» أصحابه ايضاً، بنفس القدر الذي يحفزه لحماية الوحدة من الانفصال.
الناس بحاجة للقانون وللعدالة ياسيدي وفي محافظات الجنوب عموماً شعب حي وبسيط.. متواضع ولم يألف «النخيط» كما لم يتعايش من قبل مع الحياة العشوائية . كل شيء بعد 7/7بالذات غداً عشوائياً في الجنوب. البناء عشوائي والضرب عشوائي والقانون عشوائي والرزق ايضاً هو الآخر غداً عشوائياً ويصعب معه الركون على حكمتكم الفريدة « تقلبوا تصلبوا».. لهذا غدوا ساخطين .
< < <
بالمناسبة، بين الوخز بالإبر الصينية والوخز بالإبر «السنحانية » الفرق شاسع وخطير.
الأولى من شأنها أن تريح الأعصاب وتداوي الجسم «المفسقل» فيما الثانية تهيِّج الأعصاب وتفسقل الجسد السليم.
الإبر الصينية خدمة طبية تقدمها أيادي ناس عيونهم غائرة وأنوفهم فطس . فيما إبر أصحاب البلاد- مع خالص احترامي لبعضهم- لصيقة بأعفاط لهم عيونهم من صبح الله «مبهررة » في وجهك ولهم أنوف كل مخارج الحروف محشورة فيها لذا «ينخطون» ويتحدثون من النخر.
التداوي بالإبر الصينية يتم عبر مهارات تقدس زعيماً اسمه « ماوتسي» وإبر «أصحاب البلاد» تقدمها مهارات تقدس الزعيم « ماعد به شي» وتسيء لبساطة الرئيس/علي عبدالله صالح.
سأقول لكم حكاية أعتقد أنها ظريفة: دخلت ميناء الاصطياد في حجيف، أردت أن التقط صوراً لقوارب الصيد المعطلة هناك ، فتحت العدسة وبدأت أصور وفجأة سمعت صوتاً يصرخ ممانعاً بلهجة فيها رتم عال من الهنجمة ،هنجمة لا تحتاج حيالها الى شيء من الذكاء لتعرف انها لهجة عسكري من «مطلع».
كان يقف في الساحة مرتدياً (جرم علاقي) أشبه بـ « أرنولد» يلف خاصرته بمنشفة قصيرة، ويصرخ بصوت عال: مامع أبوك تصور هانا؟ من هو الذي سمح لك؟ولم أجد عذراً غير أن أقول له كذباً: استأذنت من المدير. رد سريعاً وبنفس النخيط«ومادخل ابو المدير، انيـ...... أمه»!..
يصعب علي أن أكتب الكلمة بسوقيتها،انما يمكن من خلالها،فقط، معرفة كيف أن مجرد حارس للمكان يتحول بالـ«هنجمة» الى حام للوحدة!.
هذا الاستقواء الغبي والسخيف يشبه تماماً قيام جماعة في الحراك بإحراق محلات واحد طالب الله،كل ذنبه انه شمالي ، بيد أن الكارثة الأفدح والأكثر مرارة ستحدث عندما ينتقل الغضب ليشمل عائلات شمالية تعيش منذ ايام بريطانيا في عدن ويمكن تسميتهم بـ«دحابشة 48 » وكذا العائلات الجنوبية التي تعيش في مدن الشمال ، وان لم نتنبه جيداً لهذا ، للكراهية التي غدت تنضج على نار هادئة ، فان هذا الشرخ الاجتماعي مؤلم ويتوسع يوماً بعد يوم ومن الغباء أن يراهن النظام على قوة صالح العسكرية لردمه أو على لجان لحماية الوحدة كلاهما لن يكون قادراًعلى فعل شيء أكثر من توسيع الشرخ أكثر فأكثر.
لابد من شراكة حقيقية.. في اليمن عموماً يتولى كثير من النهابة مناصب رسمية رفيعة ، ثم نجدهم بكل وداعة يتحدثون عن حماية البلد! هذا تحديداً أكثر ماجعل الوحدة تغدو عليلة ومهيأة لأن تصير حدثاً عابراً لا أكثر، أومجرد ذكرى قديمة عن الحياة ،أكثر من الحياة نفسها.
< < <
مع كل مشروع للوحدة بين اليمنيين، تتعثر الوحدة غير المنجزة بسبب زعماء قبائل جائرين في الشمال ترعرعوا في أجواء من « النخيط» والريبة ، وبسبب سلاطين ملتويين في الجنوب.
وبين الفريقين كان ولايزال هناك من يصر دائماً على ألا يبقى اليمن مشطوراً أو في مهب الرياح الانفصالية. هؤلاء - طبقاً للصافي سعيد- هم « الجنود أبناء الفلاحين المنهوبين من نظام قبلي في الشمال ، يضاف اليهم فلاحو الشمال الذين تحولوا الى عمال في مرافيء عدن، ورجال اعمال الجنوب المتمرسون في التجارة الذين طحنتهم الاجراءات المار كسية الطائشة،ثم العمال اليمنيون العائدون والمطرودون من بلدان الخليج اثناء مضاعفات حرب الخليج الثانية وكذلك مثقفو صنعاء الهاربون من قمع الأئمة والشيوخ والكولونيلات في الشمال، وأبناء الحزب الاشتراكي الهاربون من عدن الى صنعاء عقب مجزرة قصر الرئاسة في عدن يوم 30يناير1986م ».
ان الاستخدام الصحيح والسليم للذاكرة هو الذي يخدم القضية العادلة, ليس ذلك الذي يكتفي بتصوير الماضي على انه كان دموياً ويضرب القملة بصميل، أو يحشر تجربة الانفصال بين سوريا ومصر في حياة اليمنيين ، جنوباً وفي الشمال، نحن شعب حانب ومزنوق بنظام سيء السمعة ورتيب كهذا،وليس من العدل اطلاقاً ان يدخلنا اللصوص في اختبار لمادة التربية الوطنية.
محافظ تعز.. سنحان السفلى
عملية إحراق صناديق الانتخابات سنة 97 أفضت بـ حمود خالد الصوفي لأن يصير وزيراً ومن ثم محافظاً لتعز .
كما ان للرجل لغة شاعرية ومزاجاً قروياً مكناه من «بلطحة» عواطف فخامة الرئيس بخطاباته وإحالة « شرعب» الى سنحان أخرى في تعز .
ومع أن المحافظ نشط في مسألة متابعة مشاريع المحافظة وله مواقف جيدة في بعض الأمور المتعلقة بجعث بعض النافذين لحال هذه المدينة المجعوثة أصلاً، لكن سخط الناس في تعز من تعييناته الغزيرة لأبناء قريته بدأ يصير مادة جيدة للحشوش .
ليس عيباً ان يتحمس المرء لأقاربه وأبناء منطقته ، لكن هناك حماساً ايجابياً يمكن لأي مسئول بنباهة الصوفي ان يعمل عليه كأن يحل مشاكل الثأرات التي تزخر بها شرعب مثلاً.
العودة الى القبيلة عودة الى التخلف ، المشكلة أن يحيى محمد عبدالله صالح ومثله كثر بدأوا يشعرون بفداحة ماصنعته القبيلة في اليمن وغادروها الى المدنية ، وصاحبنا بسم الله عاده بادىء يهرول اليها!.
حرق الصناديق ياأستاذ ، ولا حرق الأعصاب ، ثم أن هذه المحافظة يكفيها عيفطة وحريق دم .
المرشد العام للأخلاق !
النائب الحزمي مع كثير احترامي له « ينبع» كعادته من فوق القضايا المتعلقة بحقوق الناس الى القضايا المتعلقة «بأحقاوهم».
انه عالق هناك ، بين السرة والركبة ، فليساعده أحدكم ياجماعة لعله ينهض ويرتقي الى حيث قضايا الناس الحقيقية.
فمن بعد دفاعه المستميت قبل فترة على مسألة الزواج من قاصرات ، هاهو« ينبع » هذه المرة الى «صالات المساج» والى «المطاعم الصينية».
وكأن البلد عادها ناقصة تطفيش مستثمرين وتحريض وتفجيرات تختصر الطريق الى الجنة،وبدلاً من أن يتكرم النائب ويطالب الرئيس بأن يقوض الاخطبوط الذي لهف أبو البلاد، راح يطالبه بأن يتقي الله وينتبه إلى الشبكة العنكبوتية ! والى المطاعم الصينية باعتبارها أوكاراً للرذيلة وآفة الآفات التي يعاني منها مجتمعنا اليمني «المؤدب من بيتهم ».
مش مشكلة .. تلك زاوية رؤيته للحياة ولابد ان نحترمها ، في المقابل ايضاً لابد من توجيه بعض الملامة لرجال دين لم تسؤهم حادثة اختطاف ومقتل السياح الاجانب ومالحق ذلك من إساءة لسمعة بلد مسلم بأكمله.
خيرة الله أحسن من كل خيرة .
__________________
*الغريب* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس