عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-29, 10:41 PM   #6
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي مشاهدة المشاركة
الحزب الإشتراكي .. هل أصبح إمتداداً للفكر الإنهزامي العربي ؟!!


بقلم / أبو غريب الصبيحي

ثمة دلائل تشير إلى أن الفكر الإنهزامي الذي نشهده في واقعنا العربي المعاصر بدأ بالتوغل و التمدد في جنوبنا المحتل الذي يشهد ثائرة ابنائه ضد الاحتلال و التعسف و الظلم و الطغيان، و لما لهذا الفكر من وقع مؤثر سلباً على حركات المقاومة و التحرر ، حيث إنه ليس من المستحيل إنتشاره بيننا بحكم إننا أيضاً عرباً نتأثر بمن حولنا ، كان واجباً أن نكتب عنه لكي تستيقظ الإرادات التحررية قبل إستفحال الوضع إلى الإدمان على الهزائم و الرضا بخيار الإستسلام ، فنزع هذه الأفكار الآن تكون سهلة قبل تزايد الواقعين على إعتناقه .
هذا إتفاق تأجيل الإنتخابات بين المشترك الذي يضم تحت لوائه الحزب الإشتراكي اليمني و حزب الإحتلال الحاكم ( المؤتمر ) ، هذا الإتفاق الذي مهد كشفاً لمقرات الإشتراكي كما حدد إتفاق ( أوسلو ) أراضي السلطة الفلسطينية ، على أمل ان يكون هناك إتفاق آخر تقدم من خلاله التنازلات من أجل إعادة المقرات الموجودة في الكشف .
لن نخوض كثيراً بالإتفاقيات المبرمة بينهما فهو شأن يخصهما ، و لكن ما علينا أن نعلمه هو أن الحزب الإشتراكي اليمني و قيادته المهزومة ، لم تبرم الإتفاق كشركاء في الوحدة مرفوعين الرأس ، بل كشركاء في المعارضة مطأطئين الراس ، راضية كل الرضى بموقعها و شراكتها في المعارضة في اطار نظام الإحتلال السياسي الذي أزاحها من شراكة السلطة و الوحدة .
ما يهمنا اليوم إستمرار التحدث بإسم قضية أبناء الجنوب ، منتهجاً سياسة الإعتدال في الساحة الجنوبية ، و سيظل ينتهج هذه السياسة على أمل أن يتحقق المستحيل و يعترف النظام بقضية الشعب الجنوبي .
فالسياسة من وجهة نظره فن و لعب و دبلوماسية لا تدار من الساحات و بواسطة العنتريات ، بل من طاولات الحوار و التشاور الوطني ، و مصطلحات تحرير و إستقلال الجنوب ستقضي على التهدئة التي مددت إلى عامين ، و كما تحملت فصائل التحرر الفلسطينية و خاصة حماس المتمردة إنهاء التهدئة ، لا يجب أن نذهل عندما يتحمل الإنقلابيون على الهيئات الشرعية المتمردون على الحزب الإشتراكي أي ( باعوم و النوبة ) ، و صفة متمردان على المناضلان باعوم و النوبة ليست من بنات أفكاري ، و إنما هو الوصف الشائع الذي يوصف به هذان الرجلان المناضلان اليوم على الألسنة الحزبية الإشتراكية لما يمسى تمردهم على الحزب الإشتراكي اليمني .
كثيراً ما يشعرني البعض بخيبة أمل عندما بدأ هذا الفكر بالتمدد إلى شخصيات لا نشك بوطنيتها مطلقاً ، و أصبح الكثيرين منهم يتحدثون بعبارات لا تمت للثائرين الأحرار بصلة ، فأصبحت تتحدث قائلة : " إن نظام صنعاء عندما شن حرب الإحتلال المدمرة على الجنوب عام 94 و هو لا يملك مصالح داخل الجنوب " ، فهنا تثير التساؤل الإنهزامي قائلة : " فكيف سيكون الأمر اليوم و هو و قبائله و شعبه يملكون مصالح في داخل الجنوب " .
هذه المخاوف من قوة الإحتلال العسكرية جعلت سلطة عباس تحمل حماس سبب عدوان غزه الأخير متهمةً صواريخها بالعبثية و الكرتونية و تصرفاتها بالغير مسئولة ، ما اردت إيصاله هنا إنه بحسب هذا الفكرسيصبح حراكنا الجنوبي عبثياً و كرتونياً أمام القوة العسكرية الهائلة للأمن المركزي اليمني ، و سيصبح مستقبلاً محط تشكيك بمدى فعاليته و ما سيحقق من أهداف ؟ .
لذا يجب على جميع من في الحراك الجنوبي قواعد و جماهير و مناضلين مخلصين ، ترك منظري الفكر الإنهزامي ما لم يكن لهم موقف جريء من الحراك ، و يكون هدفهم المحدد و المعلن واضحاً متمثلاً بإستقلال الجنوب و تحريره و من غير مراوغات و تلاعب بالألفاظ و التسميات .
فنحن لم نعد نراهم إلا يتذكرون حرب 94 المشؤومة ، كما يتذكر القادة العرب حروب النكبة و النكسة و احتلال العراق و غيرها ، فهؤلاء افسدتهم السلطة و المناصب في الماضي ، و حاضراً أفسدهم الحلم على إستعادتها في المستقبل ، لقد أفسدتهم و أفقدتهم الثقة بالنفس و الثقة بالحق و بالشعب الجنوبي الحر العظيم ، كما أفسدت قبلهم عباس و مبارك و غيرهم من قادة الفكر الإنهزامي العربي .
إن المراحل طوال ، و لا نتوقع منهم شيئاً طالما لا زالوا متشبثين بهذا الفكر المستسلم ، لا يعلنون موقفهم من قضية الشعب الجنوبي ، و لا يصدرون رؤى واضحة للجماهير الجنوبية ، فهم لم يعودوا يقوون إلا على الترويج لكيفية الإستسلام للعدو ، و بث الروح الإنهزامية في أوساط الجماهير ، و قد نرى في المستقبل الحراك يواجه قمعاً بلا هواده من الإحتلال ، و لن تجدوا من أنصار الفكر الإنهزامي إلا مراقبة الحدث و تحميل نتائجه من يسموا بالمتمردين على الحزب و العبثيين و الكرتونيين و الضحايا ، و تبرئة الجلاد كما حصل بالأمس لغزة الجريحة . و كما أضاع أسلافهم فلسطين سيضيعون جنوبنا .
من هنا يجب أن نعلم إننا عندما نتحدث عن حركة فتح نقصد الحركة و قيادتها الإنهزاميون ، ففتح حركة مقاومة و منها خرج مروان البرغوثي و كتائب شهداء الاقصى و فصائل اللجان الشعبية ، و كذلك في خضم حديثنا عن الإشتراكي نقصد الحزب و قادته الإنهزاميون ، و لئلا يتأثر المناضلون و الثائرون الجنوبيين بما يحمله الحزب و قيادته من فكر إنهزامي ، و لئلا تتأثر بهم الجماهير الجنوبية الثائرة .
تحيتي لك ابو غريب الصبيحي ،، والمقال الرائع هذا يقدم لنا مقاربة جميلة لمشهدين مع وجود فوارق بالطبع .

ولكن تبقى العقلية الانتهازية المهزومة هي القاسم المشترك بين رأسي قيادتين أحداها في رام الله والثانية في صنعاء والتي تعنيها ( الاشتراكي ) .

وظيفة كل منها ممارسة العهر السياسي على حساب حقوق اصيلة لشعبيهما ، والصورة تكاد ان تتماثل هنا وهناك ، مابين الخنوع والانهزام ، وبين المزايدة والادعاء ..

ويبدو كما أشرت أخي ابو غريب أن الحالة ، هي انعكاس لصورة الزمن العربي المتهاوي والمتهالك والمنهزم ،

ولكن ، الحقيقة أن الشعوب سوف تمسك زمام المبادرة يوما ما ، وسيكون شعب الجنوب سباقا لذا الأمر ،

اليوم شعب الجنوب يعيد صياغة الوطن ، ويعيد ترتيب المعادلة والتاريخ ، وسيجد هؤلاء الطبول الجوفاء انفسهم خارج الوطن والتاريخ .

تحيتي لك
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس