اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي
الحزب الإشتراكي .. هل أصبح إمتداداً للفكر الإنهزامي العربي ؟!!
بقلم / أبو غريب الصبيحي
ثمة دلائل تشير إلى أن الفكر الإنهزامي الذي نشهده في واقعنا العربي المعاصر بدأ بالتوغل و التمدد في جنوبنا المحتل الذي يشهد ثائرة ابنائه ضد الاحتلال و التعسف و الظلم و الطغيان، و لما لهذا الفكر من وقع مؤثر سلباً على حركات المقاومة و التحرر ، حيث إنه ليس من المستحيل إنتشاره بيننا بحكم إننا أيضاً عرباً نتأثر بمن حولنا ، كان واجباً أن نكتب عنه لكي تستيقظ الإرادات التحررية قبل إستفحال الوضع إلى الإدمان على الهزائم و الرضا بخيار الإستسلام ، فنزع هذه الأفكار الآن تكون سهلة قبل تزايد الواقعين على إعتناقه .
هذا إتفاق تأجيل الإنتخابات بين المشترك الذي يضم تحت لوائه الحزب الإشتراكي اليمني و حزب الإحتلال الحاكم ( المؤتمر ) ، هذا الإتفاق الذي مهد كشفاً لمقرات الإشتراكي كما حدد إتفاق ( أوسلو ) أراضي السلطة الفلسطينية ، على أمل ان يكون هناك إتفاق آخر تقدم من خلاله التنازلات من أجل إعادة المقرات الموجودة في الكشف .
لن نخوض كثيراً بالإتفاقيات المبرمة بينهما فهو شأن يخصهما ، و لكن ما علينا أن نعلمه هو أن الحزب الإشتراكي اليمني و قيادته المهزومة ، لم تبرم الإتفاق كشركاء في الوحدة مرفوعين الرأس ، بل كشركاء في المعارضة مطأطئين الراس ، راضية كل الرضى بموقعها و شراكتها في المعارضة في اطار نظام الإحتلال السياسي الذي أزاحها من شراكة السلطة و الوحدة .
ما يهمنا اليوم إستمرار التحدث بإسم قضية أبناء الجنوب ، منتهجاً سياسة الإعتدال في الساحة الجنوبية ، و سيظل ينتهج هذه السياسة على أمل أن يتحقق المستحيل و يعترف النظام بقضية الشعب الجنوبي .
فالسياسة من وجهة نظره فن و لعب و دبلوماسية لا تدار من الساحات و بواسطة العنتريات ، بل من طاولات الحوار و التشاور الوطني ، و مصطلحات تحرير و إستقلال الجنوب ستقضي على التهدئة التي مددت إلى عامين ، و كما تحملت فصائل التحرر الفلسطينية و خاصة حماس المتمردة إنهاء التهدئة ، لا يجب أن نذهل عندما يتحمل الإنقلابيون على الهيئات الشرعية المتمردون على الحزب الإشتراكي أي ( باعوم و النوبة ) ، و صفة متمردان على المناضلان باعوم و النوبة ليست من بنات أفكاري ، و إنما هو الوصف الشائع الذي يوصف به هذان الرجلان المناضلان اليوم على الألسنة الحزبية الإشتراكية لما يمسى تمردهم على الحزب الإشتراكي اليمني .
كثيراً ما يشعرني البعض بخيبة أمل عندما بدأ هذا الفكر بالتمدد إلى شخصيات لا نشك بوطنيتها مطلقاً ، و أصبح الكثيرين منهم يتحدثون بعبارات لا تمت للثائرين الأحرار بصلة ، فأصبحت تتحدث قائلة : " إن نظام صنعاء عندما شن حرب الإحتلال المدمرة على الجنوب عام 94 و هو لا يملك مصالح داخل الجنوب " ، فهنا تثير التساؤل الإنهزامي قائلة : " فكيف سيكون الأمر اليوم و هو و قبائله و شعبه يملكون مصالح في داخل الجنوب " .
هذه المخاوف من قوة الإحتلال العسكرية جعلت سلطة عباس تحمل حماس سبب عدوان غزه الأخير متهمةً صواريخها بالعبثية و الكرتونية و تصرفاتها بالغير مسئولة ، ما اردت إيصاله هنا إنه بحسب هذا الفكرسيصبح حراكنا الجنوبي عبثياً و كرتونياً أمام القوة العسكرية الهائلة للأمن المركزي اليمني ، و سيصبح مستقبلاً محط تشكيك بمدى فعاليته و ما سيحقق من أهداف ؟ .
لذا يجب على جميع من في الحراك الجنوبي قواعد و جماهير و مناضلين مخلصين ، ترك منظري الفكر الإنهزامي ما لم يكن لهم موقف جريء من الحراك ، و يكون هدفهم المحدد و المعلن واضحاً متمثلاً بإستقلال الجنوب و تحريره و من غير مراوغات و تلاعب بالألفاظ و التسميات .
فنحن لم نعد نراهم إلا يتذكرون حرب 94 المشؤومة ، كما يتذكر القادة العرب حروب النكبة و النكسة و احتلال العراق و غيرها ، فهؤلاء افسدتهم السلطة و المناصب في الماضي ، و حاضراً أفسدهم الحلم على إستعادتها في المستقبل ، لقد أفسدتهم و أفقدتهم الثقة بالنفس و الثقة بالحق و بالشعب الجنوبي الحر العظيم ، كما أفسدت قبلهم عباس و مبارك و غيرهم من قادة الفكر الإنهزامي العربي .
إن المراحل طوال ، و لا نتوقع منهم شيئاً طالما لا زالوا متشبثين بهذا الفكر المستسلم ، لا يعلنون موقفهم من قضية الشعب الجنوبي ، و لا يصدرون رؤى واضحة للجماهير الجنوبية ، فهم لم يعودوا يقوون إلا على الترويج لكيفية الإستسلام للعدو ، و بث الروح الإنهزامية في أوساط الجماهير ، و قد نرى في المستقبل الحراك يواجه قمعاً بلا هواده من الإحتلال ، و لن تجدوا من أنصار الفكر الإنهزامي إلا مراقبة الحدث و تحميل نتائجه من يسموا بالمتمردين على الحزب و العبثيين و الكرتونيين و الضحايا ، و تبرئة الجلاد كما حصل بالأمس لغزة الجريحة . و كما أضاع أسلافهم فلسطين سيضيعون جنوبنا .
من هنا يجب أن نعلم إننا عندما نتحدث عن حركة فتح نقصد الحركة و قيادتها الإنهزاميون ، ففتح حركة مقاومة و منها خرج مروان البرغوثي و كتائب شهداء الاقصى و فصائل اللجان الشعبية ، و كذلك في خضم حديثنا عن الإشتراكي نقصد الحزب و قادته الإنهزاميون ، و لئلا يتأثر المناضلون و الثائرون الجنوبيين بما يحمله الحزب و قيادته من فكر إنهزامي ، و لئلا تتأثر بهم الجماهير الجنوبية الثائرة .
|
هم يتمنون ويدعون الله ليلا ونهارا ان يصيب الحراك الكساد الجماهيري والفشل السياسي .
لان انتصار الثورة الجنوبية انهيار لهم ولانانياتهم وتعرية لهم.
يظنون انفسهم انهم ارث الثوار ومحتكري النضال ونسوا ان النضال مبادئ ومواقف وانتظار الاسواء في كل لحظة وحين .
ماذا يظنون انهم فاعلون في الثورة والثوار ؟ والى اي مدى وصل بهم الخذلان وسدت امامهم ابواب النور والابصار؟
وكيف تتم المقارنات مع النظام من واقع القوة والبلطجة والفيد ؟ ومن متى اهتم الثوار بما يملكه الظالم من ادوات قوة ؟
لو كل ثورة وازنت بين قدراتها وبين قدرات الطغاة لما سطرت صفحات التاريخ اي اثر للثورات والبطولات ولما وجدت الشعوب لها اي قيمة في التغيير ولما عرف العالم الصراع بين الظالمين والمظلومين.
مخطئ من يظن ان النصر ياتي عن طريق القوة وحدها .
مخطئ من يهمش ارادة الجماهير ورغبتها في السمو والتحرر.
مخطئ من يتجاهل قوة الحق والايمان بالحرية.
مخطئ بحق نفسه من يركن الى الدعة والاستسلام والقبول بالامر الواقع.
تحياتي لك اخي ابو غريب وماخطه قلمك من عبارات غاية في الروعة والمصداقية وعزة النفس.