[معلاوي]

كانت الهجرة الى عدن حلم يراود كل اليمنين لا تقل عن اطماع الامام لاحتلال الجنوب ففي حين كل شعب اليمن المطحون بالجوع ومصاب بكل العلل والجهل كانت عدن مركز اشعاع ثقافي ومركز تجاري عالمي وكانت النهضة المعماريةالمتسارعة تحتاج الى الايدي العاملة فقد ساعد التجار اليمنين المتواجدين بعدن على قدوم الاعداد الكثيرة من ارضيهم اليمنية حيث اتيح لهم العمل بالبناء وميناء عدن واعداد اخرى منهم عملت بالمطاعم والتسول .

وبعد الاستقلال وما فرض على الجنوب من حصار اقتصادي وايضا صدور قرار منع السفر الى الخارج ومنع التسول فقد شهدت تلك الفترة نزوحا جماعيا لليمن والعدودة الى وطنهم وتوقفت الهجرة القادمة من اليمن كليا خصوصا في بداية حكم الرئيس سالمين .

وبعد المؤتمر الاول التاسيسي للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية وتولي عبدالفتاح اسمايل امانتة حصل العكس تماما بدات حينها هجرة ومن نوع اخر ومختلف تماما عن الهجرات السابقة الباحثة عن الرزق فقد شهدت تلك الفترة قدوم الالاف وكلهم من الشباب والاغلبية منهم من مناطق الحجرية في حين كانت هناك هجرة اخرى قادمة من المناطق الوسطى لكن لكل وجهة مخصصة لاستقبالهم . فنجد ابناء الحجرية يستقبلون في الدائرة التنظيمية في حين ابناء المناطق الوسطى يستقبلون في مكاتب الجبهة الوطنية ( حوشي )

وعلى عجل تتم الترتيبات لنقلهم لدول المعسكر الاشتراكي للدراسة او لدورارت قصيرة .

لكن ما حصل هو الاسواء خصوصا بعد اغتيال الرئيس سالمين واشهار الحزب الاشتراكي
وتولي عبدالفتاح رئاسة الدولة والامانة العامة للحزب فهذة الفترة رغم ان عمرها قصير فقد شهدت ما يلفت الانتباة والحذر لما يخطط لة : فمثلا نجد ان اليمنين قد استولوا على اهم الوزارات وايضا اهم دوائر الحزب وانهم وبعد قدوم الاعداد الاولى من الدول الاشتراكي مسكوا كل مفاصل وزارة امن الدولة .

لقد كان لعبد الفتاح اسماعيل طموحات كبيرة رسم وخطط لها في خظم تمادي المد القومي العربي وبغفلة عن الرفاق قيادات الحزب الجنوبين . فيتضح من مخططة هو : اولا الامساك باهم مراكز القرار وتسليمها للكادر اليمني المؤهل القادم من الدول الاشتراكية وابعاد الجنوبين الجهلة حسب اعتقادهم رعاة الغنم عن مركز القرار . ثانيا : كان ما يخطط لة هو حلمة الكبير لحكم اليمن والجنوب بعد انتصار الثورة المسلحة في اليمن بقيادة حوشي . ثالثا : وضع الرجل لة خط رجعة في حال عدم تحقيق حلمة بحكم اليمن كلة فبمكانة ضم مناطق الحجرية والمناطق الوسطى تحت حكمة .

كل هذة الامور وقدوم الاعداد الكبيرة من اليمنين وتاهيلهم كان تحت نظر الرفاق الجنوبين ولم يتنبهو لما كان يحاك لهم رغم النكات التى يطلقها القادمون من اليمنين بان الجنوبين بدو وجهلة والى اخرة من النكات . وحتى الصراعات التي جرت بين رفاق النضال لم نجد يمنيا واحدا قد راح ضحيتها وان حصل من باب الصدفة او لان وجودة بالحادثة كان مهما للتغطية

طبعا لا توجد لدينا احصائية بعدد القادمبن الى الجنوب في ضل حكم عبد الفتاح لكني اجدها مناسبة بمناشدة اعضاء الحزب القيادين بمساعدتنا لمعرفة الاعداد التي قدمت ومستواهم الدراسي ومراكزهم القيادة في الحزب والدولة للتوثيق حيث ان تلك الاحصائية لا شك موجودة في مقرات اللجنة المركزية .