ليمن: هادي يشتكي من تدخلات صالح ويهدد بالمغادرة
الأمم المتحدة ترفض العفو عنه وباسندوة اليوم في الرياض
صنعاء - وكالات:
قال مصدر يمني مطلع إن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبلغ وسطاء أنه قد يغادر صنعاء إذا استمرت تدخلات الرئيس علي عبد الله صالح ورموز نظامه في صلاحياته، في غضون ذلك رفضت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تقديم حصانة أو عفو لمرتكبي جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن.
وذكرت تقارير صحفية أن هادي هدد بمغادرة صنعاء إذا استمر التدخل في الصلاحيات الممنوحة له بموجب اتفاق التسوية الخليجي، وذلك بعد مشادات واتهامات وجهها إليه قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام في اجتماع ترأسه صالح، وتناول قضية الاحتجاجات التي تكتسح مؤسسات الدولة للمطالبة بإقالة رموز النظام السابق.وأفادت مصادر سياسية يمنية أن هادي أبلغ الوسطاء الدوليين بتدخلات في صلاحياته من رموز النظام السابق، في مسعى لتعطيل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإعاقة مهمات حكومة التوافق الوطني.
وكان الجيش المؤيد للثورة قال إن صالح يقوم باستفزاز القائم بأعمال الرئاسة لإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية، وجدد جيش الثورة التزامه بتعليمات هادي وحكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية والأمنية.
الى ذلك يصل إلى الرياض اليوم الأحد رئيس الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة في زيارة إلى المملكة ضمن جولة خليجية يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السعوديين حول إنشاء صندوق دولي لدعم اليمن إضافة إلى عرض ما تم إنجازه من المبادرة الخليجية.وقالت مصادر يمنية مطلعة " أن" زيارة باسندوة إلى المملكة تأتي في إطار مساعٍ حثيثة لحشد مزيد من الدعم لحكومة الوفاق حتى تتمكن من تجاوز مآلات الوضع الاقتصادي المنذر بانهيار بنية الاقتصاد اليمني".
وأضافت المصادر "إن الزيارة تهدف إلى التشاور بشأن إنشاء صندوق دولي لدعم اليمن بالإضافة إلى التشاور حول الإعداد لعقد مؤتمر المانحين لليمن والذي سيعقد في الرياض خلال الشهر الجاري". وقالت المصادر إن باسندوة سيستعرض مع السعوديين ما تم تنفيذه من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتباحث حول سبل الدعم الذي يمكن أن يقدموه لليمن. ومن المقرر أن يرافق باسندوة سبعة وزراء في جولته التي تستغرق نحو أسبوع من بينهم وزراء الخارجية والنفط والمالية والتخطيط والتعاون الدولي والكهرباء.
وكان نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي بحث مع السفير السعودي في صنعاء علي الحمدان الأسبوع الماضي الترتيبات المتعلقة بزيارة لرئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة إلى السعودية.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن نائب الرئيس اليمني حمل السفير الحمدان رسالة شكر إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما قدمه من دعم في مختلف الظروف وآخرها المساعدة الخاصة بالمشتقات النفطية ولمدة ثلاثة أشهر بمبلغ مليار و200 مليون دولار.
وأشارت الوكالة إلى أن الرسالة تضمنت أيضا رؤية اليمن للمستجدات الراهنة على ضوء السير في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي أرتكز عليها قرار مجلس الأمن (2014) ودعم المجتمع الدولي للانتقال السلس والسلمي للسلطة.وفي جنيف قالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي ان منح العفو عن مرتكبي جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الانسان وفقا لاتفاق نقل السلطة الرئاسية في اليمن مخالف للقانون الدولي ما يؤدي الى تقويض الاتفاق.
وقالت بيلاي في بيان تابعت الاحداث في اليمن عن كثب خاصة ذلك الجدل المستمر بشأن قانون للحصانة يقدم للبرلمان قريبا. وكانت بيلاي قد ألقت باللائمة في وقت سابق على القوات الحكومية اليمنية في استخدام ذخيرة حية ضد المحتجين غير المسلحين وقالت ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يجب ألا يحصل على عفو في اتفاق يحاول إقناعه بالتخلي عن السلطة.
وقالت القانون الدولي وسياسة الامم المتحدة واضحان في هذا الشأن لا يسمح بالعفو اذا أعاق محاكمة اأفراد ربما كانوا مسؤولين جنائيا عن جرائم دولية من بينها جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والإبادة والانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان ورفض روبرت كولفيل المتحدث باسم بيلاي في جنيف الخوض في المزيد من التفاصيل او التصريح بأسماء اشخاص قد يواجهون اتهامات. وقال مصدر بالحكومة التي ناقشت مشروع القانون هذا الاسبوع ان العفو بصيغته الحالية سيضمن العفو بشكل واسع لصالح ومساعديه وانصاره.
وقالت بيلاي بناء على المعلومات التي جمعناها هناك سبب للاعتقاد بأن بعض هذه الجرائم ارتكبت في اليمن خلال الفترة التي كان فيها العفو محل دراسة. مثل هذا العفو سيكون انتهاكا لالتزامات اليمن الدولية تجاه حقوق الانسان. واضافت بيلاي ان اي تشريع يجب ألا يفرق بين الاشخاص الموالين للحكومة والمعارضين لها. ورفض صالح اكثر من مرة قبول اتفاقات استهدفت تشجيعه على التخلي عن السلطة بعد 33 عاما من الحكم.
والى جانب 11 شهرا من احتجاجات الربيع العربي التي دفعت اليمن الى حافة الحرب الاهلية تواجه قوات صالح المتشددين الاسلاميين الذين استولوا على عدة بلدات. وتقول الحكومة ان المتشددين على صلة بجناح تنظيم القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا له والذي وصفته الولايات المتحدة بأنه اخطر أجنحة القاعدة. لكن معارضي صالح اتهموه بالتخلي عن الارض للاسلاميين ليدعم دعواه بأن حكمه هو وحده القادر على ان يبقي القاعدة في عقالها.
وتخشى واشنطن والسعودية ان يؤدي غياب اليقين بشأن مستقبل صالح الى انزلاق البلاد الى الفوضى وهو ما من شأنه ان يدعم القاعدة. وساندت السعودية صالح عن طريق التبرع بالوقود والنفط الخام بينما ساهمت الولايات المتحدة التي اعتبرت صالح حليفا لها في حربها ضد الارهاب في صياغة اتفاق نقل السلطة الذي يتضمن منحه الحصانة من المحاكمة.
http://arabic-media.com/newspapers/qatar/raya.htm