[المسعودي اليافعي]

اقتباس من البيان

تؤكد أن قيمة وعظمة الاحتفاء بهذه المناسبة بما تحمله من القيم والمعاني والدلالات لا يكتمل دون الربط الوثيق بين التصالح والتسامح كقيمه والشراكة الوطنية كفعل يقوم على الاعتراف أن الجنوب لكل وبكل أبناءه لا مكان فيه للوصاية، الاستبعاد، الإقصاء, التفرد, الانتقاص, إدعاء شرعية التمثيل, توزيع صكوك الوطنية والإخلاص والعمالة والتخوين, رفض الآخر ومصادرة حقه في الرأي وبدونه يصبح الحديث عن الشراكة مجرد لغو والتصالح والتسامح مجرد شعار ومحصلته ليس فقط ضرب وحدة الصف الجنوبي في الصميم وإصابة القضية الجنوبية في مقتل ولكن العودة إلى مربعات الماضي وإعادة إنتاج صراعاته.

***

بحكم التواجد في الداخل ــ عن قرب من نشاط الحراك ــ والمشاركة في لقاءات الحراك التي تعقد في مدينة عدن وفي غيرها, بين مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية للقوى الجنوبية, استطيع القول إن محتوى ومضمون البيان كان هجومي ضد قوى الاستقلال, وأن ما تضمنته الفقرة أعلاه من اتهامات هي في الأصل تهم معكوسه تماماً تمارس مِن قبل مَن أصدر البيان, وهي من الأمور المعروف وجودها منذُ أكثر من ثلاث سنوات, ولم تكن لها ضرورة تستدعي اشهارها في هذا الظرف وبهذا الشكل, لأنها في الأساس إدانه كبرى له, ولأن ما ذكر في البيان من مفردات واتهامات طالما اشتكت منها قوى الاستقلال.

وعلى مدى سنوات, عبورا بمؤتمر القاهرة, وحتى صدور هذا البيان كانت تلك الاتهامات ومازالت تهمة لاصقة بقوى أحزاب اللقاء المشترك, وليس العكس. والعجب, وما يثير الدهشة, أن يأتي الاعلان عنها من قبل الأخ احمد سالم عبيد, وبأسم لجنة الاتصال والتواصل المشكلة من قبل مؤتمر القاهرة, والتي لا يعرف عنها الحراك في الداخل شيئا.

بكل تأكيد... إنها بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الجنوب وفي سجل نضال شعب الجنوب ونشاط حراكة السلمي, لكنها خطيرة على القضية الوطنية الجنوبية وعلى مصير ومستقبل شعب الجنوب, وحاسمة بالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك, التي تمتلك اليوم نصف الحكم ( 50 ــ 50 % ), وهي موعودة غدا بالهيمنة على مقاليد الحكم كاملا, إن تعامسنا عن ( الوصاية الدولية للقوى الإقليمية والدولية المفروضة على اليمن والجنوب ).

حتى الآن لا يمكني الجزم بشيء محدد ومعروف, لكن الأيام القادمة ستكون خطيرة وحاسمة للجميع. حيث يرى فيها الناس هنا في الداخل نوع من أنواع (( الــحـــيــــلــــة الــيــــمــــانــــيــــة )), خصوصا بعد توافد أسماء كبيرة من قيادات أحزاب اللقاء المشترك, ظلت لفترة طويلة عائشة في الخارج .