ما ينبغي اضافته
أورد الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِالزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُالْبَلَاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ لَا تَهْتَزُّحَتَّى تَسْتَحْصِدَ
مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى
والشاهد من دلالات التلازم لهذين الحديثين ان الفرق بين المؤمن والمنافق الفاجر هو
التصلب والتشدد امام رياح التغيير الكونية الحتمية وعدم الاعتبار لموجبات التجدد والمحو والاثبات والنسخ والانساء
قال تعالى
(((وكل يوم هو في شأن)))
(((ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها)))
(((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))
ذلك ان التمسك برؤية محددة والتشدد لها دون الاعتبار لرياح التغيير الحتمية الموجبة لتمايلك معها ومسايرتها رويدا رويدا مع الثبات على المحكمات والقواعد الجذرية التي هي بمحل الجذر للشجرة يجعلك تنكسر حتما ....لان عدم الاهتزاز ومسايرة المستجدات الواقعية يجعلك متصلبا متشددا تكسرك حتما
ان الاسلام في خطابه يميز بين الخطاب قبل الفتح والخطاب بعد الفتح وبين ما ينبغي كتمه من الحق لحين ظهور القدرة على اقراره وبين ما يجب كتمه من الحق للعجز عن احقاقه..ويميز بين المفاسد والمصالح ويفاضل بين بين خير الخيرين وشر الشرين
ولكننا نجد اليوم من لم يعتبر بالتجارب السابقة لما تشددوا للاراء والرؤى السياسية المحددة حتى انفكت عرى الوحدة بين الجنوبيين وصار الواحد يفرح بهزيمة اخيه وان كان المنتصر عليه عدو لهما الاثنين
اننا وكما كشفت نقاشاتنا في مواضيعنا الاخيره خصوصا
1- مطلقا ليس اخلافنا مع الشمال على اساس صراع القرامطة الجنوبيين مع الائمة الزيدية
2- الحضارم ترمومتر اهل الجنوب لصلاح بيئة ما من فسادها
3- على ماذا نعادي اخوة الشمال مادام ان ايران اقرب لقضيتنا من السعودية
4- الضالع تتعامل مع القضية الجنوبية بحقيقتها الموضوعية البسيطة
وذلك في موقعي الضالع بوابة الجنوب وصوت الجنوب للحوار
فكشفت عن ثمة نوايا دفينه لم تتخلص من الموروث السابق وتريد ان تعيدنا الى نفس النقطة ...ولعل هذا ما ادركه الكثير من الاخوة الجنوبيين الذين اطلعوا على الحوار والنقاش
ونحن اليوم لانستطيع ان ننكر ذلك الدور النضالي الذي يقوده العديد من الاخوة في الشمال ضد فساد السلطة وعنادها ....بل ان الحكمة تقتضي في ميزان العقلاء
تكثير سواد المعارضين لعدوك ولو من نفس بيته وما بالك اذا كان من هؤلاء الشرفاء من اهل الشمال ممن قد يكونوا اقرب الى الجنوبيين في بعض المواقف من بعض الجنوبيين الذين يريدون اعادة مجد قرمطتهم الماركسية الضالة لنبوءات القادم الجديد –علي بن الفضل القرمطي—
لقد برهنت الايام ان كل من يتمسك برؤية محددة ويتصلب لها يحصر نفسه في قوقعات ضيقة ..ولعل في تجربة تنظيم القاعدة خير شاهد ..فلما اصر على نمطية محددة ولايعتبر للرؤى الاخرى معتبرا رؤيته انها تمثل الحد الاكمل والممثل الوحيد والافضل لمسلمي الارض وترجمة هذه الرؤية فقط ولاغير بالبندقية والعبوة الناسفة فقط ...حصر نفسه واتباعه اما بالجبال او بغرف تحت الارض او بالتخفي .....الخ
ولعل هناك وجه مشابهة بين بعض اصحابنا الجنوبيين وبين رؤية الاخوة في تنظيم القاعدة بانهم يرون ان رؤيتهم الحد الاكمل والافضل والاوحد للقضية الجنوبية وللجنوبيين ويعتبرون كل من يخالفها او حتى يحب ان يطرح رأي اخر مرتدا وعميلا للشماليين يجب محاكمته ...تماما مثلما حصل لكل الاصوات التي كانت تطالب بالاعتدال وتحسين العلاقة مع دول الجوار ....فوصلنا بذلك التشدد والتصلب الى نتيجة نندم حظنا العاثر عليها
|