عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-03, 12:39 AM   #2
ياسر السرحي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-13
الدولة: احشاء الجنوب
المشاركات: 10,767
افتراضي

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (47)
الحلقة السابعة والأربعون
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______



فصــــل تكميـــلى




* ما هى حقيقة الأوضاع المتردية فى الشطر الجنوبى ؟
* هل هناك فارق بين الثورة والتآمر ؟
* مامغزى وأهداف الأحداث المتلاحقة على الساحة اليمنية ؟
* حتمية المواجهة . . لماذا ؟



* * *


حقيقة الأوضاع المتردية


* أعرف جيداً أن المؤامرة الدولية على اليمن بشطريه مستمرة . . وستظل كذلك إلى أن تحقق أهدافها القريبة والبعيدة .
وأعلم يقيناً أنها لن تتوقف عند حد معين . . تماماً كما يعلم البعض مغزى ، وأهداف هذه المؤامرة على وجه التحديد ؟ ! .
ولا أحسب أن أحدا فى العالم العربى يجهل هذه الحقيقة ، أو يقلل من أهميتها . . لأن العالمين والمطلعين على حقيقة الأوضاع المتردية فى ( جنوب الوطن ) – فى ظل حكم الإرهاب - آنذاك - وقسوة القهر وتصاعد الأساليب البوليسية ، أبان حكم الرفاق الغابر , لا أعاده الله .
أجزم يقيناً أن هؤلاء المطلعين , يتفقون معى ( بأن تهريب الكلام ) اليوم قد أصبح أشد صعوبة من ( تهريب السلاح ).
ولكننى أدرك على وجه اليقين – وتلك هى حتمية التاريخ - وعبرة الماضى القريب والبعيد معاً , أن عمر الإرهاب أقصر من عمر الشموع , وهذا ما حدث فعلا فى تاريخينا المعاصر.
* * *



ثورة . . أم تآمر ؟


لقد توهم الرفاق - هناك فى جنوب اليمن - حين وصلت العصابة إلى السلطة, فى ظل صدفة تاريخية ، وخبطة حظ , أنهم يستطيعون أن ينالوا بالقهر من شعبنا بحماية الاستعمار الجديد وحرابه ، ما لم يستطع أن يناله منه الاستعمار البريطانى القديم .
ولعل أكبر خطأ فى التاريخ , وقعت فيه الطغمة المتسلطة فى عدن , أنها جعلت من نفسها . . ثورة شعبية ، وحركة تقدم فى منطقة الجزيرة العربية كلها ، ودون أن تدرك الفارق بين الثورة والتآمر .

فالتآمر . . هو ( تحرك معزول عن تيار التاريخ ) ، بقدر ما هو معزول عن حركة الجماهير . . وبالنتيجة لن يكون إلا تعبيراً قاصراً على تطلعات فرد ، أو مجموعة من الأفراد ، يدفعهم الحقد ، والطمع ، والأنانية ، ونزوع العدوان ، وشهوة التسلط ، ومغريات السلطة ، إلى الوقوف ضد مسار التاريخ ، و تطلعات الجماهير , وهذا ما حدث !.

وأما الثورة . . فإنها ( حركة تغيير مستمرة ومتقدمة إلى الأفضل ) . . لمـــــــــاذا . . ؟
لأنها تستطيع بحكم تعبيرها عن تطلعات الجماهير ، أن ترتكز على هذه الجماهير ، كـ ( سند وحماية ).
و فى كل المراحل ، وإلا فإنها بغير هذا السند ، ........ والدعم والارتكاز ، تصبح أشبه بالجزيرة المهجورة ، والمعزولة عن الحياة ، والحركة . . فضلاً عن كون القائمين بها يتحولون إلى ( عصابة ) يقتل بعضهم بعضاً ويتآمر كل فريق منهم على الآخر ، ويتربص به فى كل وقت . .
وهذا ما حدث ويحدث فى الشطر الجنوبى من الوطن دون مبالغة أو تهويل .
وهو تأكيد لحقيقة تقول : بأن كافة أنظمة الحكم القائمة على الظلم والقهر والطغيان لابد وأن تتداعى وتنهار .
لأن الشعوب لابد وأن تثور عليها ، وتقضى عليها قضاءً تاماً , وهذا ما حدث بالفعل فى وطننا بشطره الجنوبى , وهو حادث لا محالة ,و فى كل الأنظمة القهرية والظالمة .
* * *



مغزى الأحداث المتلاحقة وأهدافها


ومن هنا يستطيع القارئ , أن يربط بين طبيعة النظام الشيوعى فى عدن , فى ( عصابة متسلطة ) وأداة يرتكز عليها الطامعون فى السيطرة والنفوذ على شبه الجزيرة العربية ، وبين مغزى الأحداث المتلاحقة على الساحة اليمنية .
ويبقى التساؤل هنا هو :
ما طبيعة هذه الأحداث ؟


وما هومغزاها ؟


ومن يقف وراءها ؟

وهل الأحداث التى شهدتها الساحة اليمنية فى السنوات القليلة الماضية , هى صراع محلى بين فقراء اليمن و دروايشهم المتمركسون ؟ صراع محلى طبيعى , أم هو صراع دولى يتجاوز الساحة اليمنية ذاتها ؟ . . ولماذا ؟
وبعيداً عن تفاصيل الأحداث التى جرت منذ تسلم العصابة المتسلطة فى عدن زمام الأمور هناك من السلطات البريطانية فى 30 نوفمبر سنة 1967 ، فإن المراقبين ونحن معهم نستطيع تأكيد حقيقة واحدة لمغزى وطبيعة هذه الأحداث المتلاحقة والمؤامرات المستمرة . . وتلك هى ابتلاع اليمن وإسقاطها تحت مناطق النفوذ السوفيتى سابقاً الذى كان يتأهب لابتلاع المنطقة , وربطها تحت مناطق نفوذه وسيطرته الممتدة , من شمال وجنوب شرقى آسيا ، إلى وسط وشرق أفريقيا عند القرن الأفريقى . . سيراً وراء تأكيد سيطرته الاستراتيجية عبر البحار والمحيطات ، والمداخل البحرية ابتداء من المحيط الهندى ، فبحر العرب ، فالبحر الأحمر ، وصولاً إلى البحر الأبيض ، وإلى مراكز قواعده المتحركة والثابته فى مياه ( قزوين ) على البحر الأسود .. والذى انتهى بسقوط الاتحاد السوفيتى إلى غير رجعة , وتضاءل هذا الدور لينتقل إلى القطب الواحد – الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها - الذين يسيطرون على المياه الدافئة اليوم فى البحر العربى والمحيط الهندى والبحر الأحمر, وهذه هى منطقة النفوذ المتوقعة للقطب الواحد , إذا ما انكمشت دول المنطقة - ومن بينها اليمن – وتحولت إلى دولة فاشلة لا سمح الله ؟؟ !!.
* * *
والمؤامرة لا زالت مستمرة على اليمن , وما هذه إلا بداية المخطط العالمى ، ولكنها لن تكون نهايته , ولن تتوقف عند حدود اليمن . . لمــــــاذا ؟ ... أجل لمــــاذا ؟
• ولكى لا نشطح بعيداً دعونا نتمعن الإجابات التالية :
أولاً : لأن السوفيت و قد تقدموا ( خطوات واسعة إلى الأمام ) فيما مضى , لتنفيذ مخططهم - هذا بعد أن حولوا عدن حقيقة لا مجازاً – إلى ترسانة سلاح وقواعد حربية منتشرة فى كل مكان من اليمن الجنوبية .. براً وبحراً . . وقد انتهت بفضل الله هذه المخاطر , ولكن الخطر الخارجى لازال قائماً من غير الاتحاد السوفيتى , أو وريثه الروسى .
ثانياً : لأن السوفيت - فيما مضى - قد أحكموا ( كماشة المحاصرة ) على الدول ( النفطية ) من الغرب والشرق . .
وتعتبر هذه الكماشة منتهية اليوم .
لأن هذا التحليل تناولناه فيما مضى ... ولكنه سقط الآن بانهيار السوفييت والأنظمة الأخرى .
و مع ذلك ...
فإن ما تناقلته وكالات الأنباء مؤخراً من القلق الأمريكى إزاء وجود اثنتين من كبريات القطع البحرية السوفيتية هما حاملة الطائرات السوفيتية ( منسك ) وسفينة القيادة (إيفان روجوف ) السوفيتتان المتطورتان ، والتى ترابط حالياً فى ( جزيرة سوقطرة ) التابعة لعدن على بعد 200 ميل من المياه الإقليمية السعودية ، وعلى قرب من عمان . . لأكبر دليل على استعداد السوفييت للغزو المباشر على منابع النفط ، وقلق وتخوف المصادر الأمريكية من خطورة الوجود السوفيتى على مصادر البترول العربى بالنسبة لواشنطن , وهذا الخطر قد سقط اليوم نهائيا.
وهذا يؤكد – ما طرحناه مراراً – من أن الأستراتيجية السوفيتية تستهدف السيطرة الكاملة – فى مواجهة أمريكا كمنافس قوى – على المياه الإقليمية فى المحيط الهندى ، وبحر العرب ، ومروراً بشواطئ الخليج الدافئة ، والبحر الأحمر كمنطلقات ، ومداخل استراتيجية هامة . . بهدف
( تطويق ) المنطقة الثرية بالنفط وربطها بحزام من القواعد العسكرية الثابتة والمتحركة ، فى مواجهة تحقيق أهدافها ومطامعها التوسعية .
ومع ذلك انتهى المولد لصالح الغرب بسقوط وانهيار الاتحاد السوفيتى فى بداية التسعينات .
ثالثاً : لأن السيطرة السوفيتية على المداخل والمضايق البحرية الهدف منها التحكم والسيطرة فى طريق النفط ، وإمداداته فهى لذلك قد تعدت عملياً مرحلة الإعداد إلى مرحلة التنفيذ الفعلى . . وهى فضلاً عن استخدام عدن وأثيوبيا كقواعد سوفيتية ثابته ومضمونة الاعتماد عليهما ، ليس فحسب من حيث التبعية الأيديولوجية ، بل من حيث الموقع الاستراتيجى الهام باعتبارهما قريبتين من منابع النفط فى السعودية ، وإمارات الخليج ، وقريبة من الطريق الذى تسلكه قوافل النفط التى تجوب المياه الدافئة حاملة إنتاج الجزيرة والخليج العربى إلى العالم .
وفضلاً عن ذلك استطاع السوفييت أن يوائموا قواعدهم وأساطليهم الحربية فى المحيط الهندى على إمتداد شريط طويل يبدأ من بحر العرب جنوب المحيط الهندى إلى شماله على شكل نقط بحرية ثابته ومتحركة فى الجزر التى تبدأ من سوقطرة فى المياه الإقليمية اليمنية مروراً بسرى لانكا ، فالهند ، وأفغانستان والهدف . . كما هو واضح ليس فقط نفط السعودية ودول الخليج فحسب ، بلى هو أيضاً بترول إيران والعراق . . وبذلك يكون المخطط السوفيتى لا يستهدف من أثارة القلاقل والاضطراب فى شطرى اليمن ، ( اليمن ذاته ) . . بقدر ما يستهدف بالدرجة الأولى ، الدول المحيطة به ، والثرية بالنفط الذى يكون السوفييت فى أشد الحاجة القصوى إليه مع بداية الثمانينات , وانتهى المولد لصالح الغرب بعد سقوط وأفول الشرق الشيوعى .



ماذا يحدث . .
لو تحول اليمن إلى دولة ماركسية ؟


حقاً . . ماذا يحدث على وجه التحديد ؟
الحقيقة المفجعة فى العالم العربى أن بعض الحكام العرب كان لا يعير اهتماما لحقيقة الدور الخطير الذى تنفذه عدن لحساب السوفييت فى تلك المرحلة . . ويعتقد البعض أنه لو سقطت اليمن فى هيمنة السوفييت فماذا يضيرنا ؟ وما هو الضرر الذى يعود علينا ونحن فى معزل عنه ؟؟؟.
وأعنى بهذا البعض . . بعض الحكام العرب الأثرياء الذين كانوا فيما مضى , يغازلون عدن عن خوف , ويتملقونها عن خشية , وأولئك الذين يستخدمون مستشارين يساريين ، أو مشبوهى الهوية , ممن يصورون الأمور للحكام , وكأن مشاكل اليمن لا تعنيهم . . أو يدسون لهم ( السم فى العسل ) – كما يقولون - متصورين أن بضعة آلاف من الدولارات , تقدم للمتطرفين فى عدن . . سوف توفر لهؤلاء الحكام الهدوء والأمان ، ووجع الدماغ ، وتمنع عنهم خطر التطرف ، وتحمى حياتهم من التهديد . . وهذا هو الابتزاز المغلف ؟ ولكنه كان أمرا واقعا.
ولكن هناك فى العالم العربى حقيقة أخرى مفجعة هى أن بعض الحكام العرب ليس لديهم الوقت الكافى , حتى لمجرد قراءة التقارير الخاصة , والخطيرة جداً . .
بل يتركون مثل هذه الأمور للخبراء . . لمتابعة أحداث العالم . وهذا أمر فى غاية الخطورة ؛ لأنه يقلل من الجدية عندهم ؛ فى تفهم الأوضاع الخطيرة تفهماً صحيحاً .
وإذا كان السؤال أعلاه لازال قائماً . . وهو سؤال هام وخطير ... ماذا لو أصبحت اليمن دوله ماركسية ؟؟
حقا.... ماذا يحدث ؟؟
فإن وقفة متأنية لقراءة ما يثيره السؤال من حقائق , تقتضينا التوقف أمام مجموعة من الملاحظات المهمة :
الملاحظة الأولى :
أن الطغمة المتسلطة فى عدن منذ المجئ بها إلى السلطة من قبل البريطانيين فى نوفمبر سنة 1967 . . وهى تثير الشغب وتصدر التخريب والإرهاب إلى الشطر الشمالى تحت شعار ما أسموه ( يمن ديمقراطى موحد ) وهو شعار قصد به تحقيق ( وحدة التراب اليمنى ) الذى لا تؤمن عناصر السلطة فى الجنوب به صدقاً وحقا . .
وإن كان هو فى الحقيقة تحقيق وحدة ( عملاء الشيوعية ) تحت واجهة ( يمن ديمقراطى ماركسى موحد ) هو مطلبهم ، وهو حلم السوفييت – قبل سقوطهم - ، ومطمح عملائه فى المنطقة بعد سقوطه , وفى حالة فشله , فإن بديلهم الإقليمى جاهز , وهو تحويل اليمن إلى أشطار و تقسيم عنصرى وقبلى وطائفى , يؤدى به إلى " تشطير التشطير " و " تقسيم المقسم " , الذى اعترف به أخيرا قادتهم القوميون , ومنشور أمامك عزيزى القارىء فى الروابط التى أشرنا إليها سلفا الآن .
الملاحظة الثانية :
لقد قامت بين الشطرين حربين رئيسيتين فى سبتمبر 1972 وفبراير 1979 تحت مبرر شعار (الوحدة اليمنية ) وفى كلا الحربين تدخلت الجامعة العربية ، وصدرت البيانات ، وتعانق المتحاربون وسط دهشة المراقبين العرب . . وقبل أن يجف الحبر الذى وقع عليه الطرفان . . تقوم الاضطرابات وتثار الفتن من جديد بين أبناء الوطن الواحد... وكل شئ تحمله حكومة العصابة فى عدن مالا يحتمله من تبريرات وتفسيرات تحت واجهة شعار الوحدة التى لا يؤمنون بها أصلا , وهذا واقع الحال والمآل.
الملاحظة الثالثة :
أن مطلب الوحدة هو أمنية كل يمنى حر فى الشطرين . . لأن الوحدة اليمنية لم تكن دعوة طارئة ، وإنما هى ضاربة فى جذورها فى أعماق الشعب اليمنى ، منذ وجدت اليمن حضارة ، وتاريخا . . غير أن حكام عدن ، وهم عملاء وأدوات للشيوعية الدولية ، يريدون إقامة ( دولة ماركسية ) تحت واجهة تبدو مقبولة شعبياً ، ومقنعة عربياً , وهى فى الواقع دولة انفصالية شطرية وفئوية . . والهدف كما هو واضح للعيان الوثوب إلى منابع الثروة والنفط فى المنطقة العربية كلها , هكذا كانوا يتوهمون , ووهمهم كاذب , لأنهم غادروا المسرح قبل انتهاء المسرحية, وهذه من حكمة الأقدار , وحسن الطالع .
الملاحظة الرابعة :
أن النظام فى الشطر الجنوبى ، قد هيأ نفسه لتحقيق (الدولة الماركسية ) تحت أى فرض من الفروض . بالقوة أو بالسلم ، بالتآمر أو بالتفاهم . . ومن أجل ذلك صدر الشيوعيون العملاء التخريب إلى الشمال ، ونشر الإرهاب الشيوعى فى بعض الدول العربية وعمموا الإغتيالات ضد أحرار ورجالات اليمن المبدعين , والرسميين . . وكان آخر الضحايا هو الرئيس الغشمى الذى بدأ يتفاهم مع الرئيس الراحل سالم ربيع . . فضربوا عصفورين بحجر واحد . . قتل الغشمى بحقيبة ناسفة مرسلة من جناح العميل الروسى البريطانى المزدوج عبد الفتاح إسماعيل يوم 24 يونيو سنة 1978 بعد أن استبدلت الحقيبة المرسلة من سالم ربيع بحقيبة أخرى وأدانوا رئيسهم ، وقامت القيامة فى عدن يوم 26 يونيو – أى بعد يومين . . فدكت الطائرات قصر الرئاسة فى عدن . . وقتلوا رئيسهم . . وحملوه فى قبره كل جرائمهم وأساليبهم البربرية ومسلكهم الإرهابى ؟؟ !!!!! .
* * *
ومن أجل كل ذلك يطرح السؤال الجديد – القديم :
ماذا يحدث حقاً . . لو تحول اليمن إلى دولة ماركسية .
ولكى لا نذهب بعيداً دعونا نستقرى النتائج المستقبلية المحتملة التالية :
أولاً : ستتصاعد مباشرة عوامل الشغب ، والإضطراب والتوتر بين الأشقاء المتجاورين فى منطقة الجزيرة والخليج العربى على وجه الخصوص ، وهو الأمر الذى سيؤدى بالحتمية إلى مواجهة محتملة – إن لم تكن أكيدة بين هذه الدولة الماركسية ، والدول المجاورة , وقد نجى الله شعوبنا برحيلهم من هذه الكارثة المحتملة.
ثانياً : ستتغير خريطة اليمن تماماً . . وستختل معادلات التوازن الدولى .
ثالثاً : ستشهد الساحة العربية عموماً – محاور جديدة – من مفهومات طارئة ومستجدة ، تبعاً للموقف الطارئ والمستجد فى ساحة الجزيرة العربية وهو التوقع الأكيد الذى سيؤدى بالنتيجة إلى مزيد من التصدع الخطير . . والخطير جداً فى الصف العربى , إذا ما تحقق للرفاق الشيوعيون الوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى وانتصار مطالب الانفصال على مطلب الوحدة .
رابعاً : ستتحول طبيعة ( الحروب الباردة ) التى ستشهدها الساحة العربية إلى حروب ساخنة ، خصوصاً فى أوساط المناطق القائمة على الشريط البحرى الممتد على الحزام المائى من مضيق باب المندب فى مدخل البحر الأحمر فى الجنوب حتى نهايته عند قناة السويس فى الشمال .
خامساً : ستتحول ( اليمن بشطريها ) بالتأكيد إلى ( كوبا جديدة ) فى منطقة الجزيرة العربية .
سادساً : ستفقد ( اليمن الشمالية ) ذلك الرواج التجارى المزدهر الذى تعيشه اليوم بعد أن تحولت رؤوس الأموال الوطنية من عدن إلى صنعاء .
هذا هو الاستقراء الطبيعى البسيط لمستقبل المنطقة إذا ما قامت دولة الماركسيين فى اليمن من جديد , ونحذر من جديد . .
و فى ظل نظام عميل قائم كجسر ممتد ، وكأداة مهيأة للعمل لتنفيذ مخططات التشطير والتقسيم , وهذا خطر ينبغى تفاديه قبل فوات الآوان .
* * *



حتمية المواجهة


إن الهدف – يا سادة – ليس اليمن وحده . . لأن اليمن بتاريخه وتراثه وحضارته القديمة لم يعد ذا أهمية بالنسبة للطامعين , أكثر من كونه . . أهمية إستراتيجية كجسر يعبر من خلاله أى محتل إلى منابع النفط والثروة فى الجزيرة والخليج ، التى يسيل لها لعاب الدول العظمى . . وهذا الهدف لا نعتقد أن أحداً من صانعى القرار فى المنطقة العربية يجهله ، لأن أعداء العرب وفق الدراسات التى بين أيدينا سوف يتحولون كما أشرنا من قبل إلى دول مستهلكة ومستوردة للنفط . . وحاجتها إليه أغلى وأهم من حاجتها إلى الماء ، ومن أجل ذلك لا نستغرب لهاثها المتصاعد . . وتآمرها المستمر لابتلاع اليمن بشطريه ، شأنهم فى ذلك شأن استعمارهم القديم . . بل وأخطر كثيراً من الاستعمار القديم ذاته . . لأنه استعمار جديد يعتمد على العملاء ويختفى وراءهم . . وهو استعمار من الداخل . . يأخذ طابع الاحتواء والإسقاط . . وهو أخطر أنواع الاستعمار .
والرفاق الماركسيون إذا عادوا.. فهم مهيأون لذلك !!
لأنهم مستعدون للتعامل مع الشيطان ذاته , للحصول على السلطة والتسلط والثروة والنفوذ.
من أجل ذلك وقبل أن تحدث الكارثة .. ندعو من هنا دول المنطقة إلى التيقظ الفعلى لا القولى قبل أن يعم الطوفان , لأن المواجهة ينبغى أن تكون هذه المرة ، مواجهة حاسمة ، مدروسة ومحسوبة ...ومن الآن .
وعلى الدول التى كانت تغازل عدن من منطق الخوف ، ودفع الأذى أن تتيقظ , أن كل مساعدة لهذه العصابة من اللصوص والخونة , هى رصاصة موجهة إلى صدورها شاءت أم أبت .
وأننا نحذر وننبه من خطورة المؤامرة المستمرة لتقسيم الشطر الشمالى من اليمن , وشمال جنوب اليمن , إلى كنتونات وكيانات هزيلة تحت دعوة الانفصال ، أو فك الارتباط , هى مؤامرة على كل العرب , وخصوصا عرب الجوار ، وندعو كل الحريصين فى العالم العربى إلى ضرورة عقد لقاء قمة لدول المنطقة ، يتدارس فيها صانعو القرار مستقبل المنطقة ككل ، و تقديم حلولاً عملية وموضوعية وإيجابية حازمة قبل استفحال الخطر ، وحدوث الكارثة , وينبغى الابتعاد عن سياسة الوجهين مع اليمن , رجاءً .. رجاءً .. رجاءً .... فالخطر قادم يعم الجميع !!. ولن يفلت من المصيدة أحد .
اللهم إنى قد بلغت : : : اللهم فأشهد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش ومصادر:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 138 ) كتب هذا البحث فى الطبعة الثانية المنقحة فى عام 1979 .
وقد تأكدت رؤيتنا اليوم بسقوط الثورة بمجرد أن انكشف الغطاء عن التواطؤ الاستعمارى مع الجبهة القومية , الذى كشف حقيقة التآمر وصفقة الخيانة ,وظهر التآمر واضحا على وحدة اليمن , ليس فقط بانكشاف صفقة الخيانة , وإنما باعتراف أحد قيادات القوميين العرب البارزين بوصمة الخيانة , وبنواياهم المبيتة على تقسيم اليمن إلى كيانات وكنتونات صغيرة ودول طائفية عنصرية صغيرة تؤدى إلى ما يعرف بالكيانات والطوائف الصغيرة التى يخططون لها كبديل لوحدة الوطن ليس من الآن , وإنما من وقت مبكر , كما ستلاحظ ذلك فى اعترافاتهم وفى الوثائق أدناه الذى يتلخص فى تصوير مستقبل اليمن الغامض إلى كيانات وطوائف وكنتونات محلية صغيرة تلخصها النظرة التالية :
* شمال الجنوب
* جنوب الشمال
* جنوب الجنوب
__________________
حب الجنوب العربي الحر الآبي يجمعنا
ياسر السرحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس