عجائب الزمن
عجائب الزمن
ـــــــــــــــــــــ
كنت في قرن مضى
أعشق الضؤ والضياء
وكنت أحمل قلمي
وكان وطني في نماء
وكان جونا ربيع
وكانت الأرض عطاء
وكانت الأمطار تسقط
جاري في الواد ماء
وكنت أستنشق هواء
ليس مثل مااليوم هواء
خالي من التلوث
صافي وبه شفاء
وإن أصابني مرض
كان يوجد لي دواء
كان مستشفى جميل
وصيادلة وأطباء
وكل هذا يارفاقي
دون مال أو عناء
وكان تعليمي مركّز
كل عام علماء
في مجالات كثيرة
إقتصاد وكهرباء
وكان معهد للفنون
ونوادي أدباء
وإهتمام باالرياضة
وتراث وبناء
لامجال للخرافة
لامكان للهراء
لاطلاسم لابخور
لالجهل ووباء
وأرتقى وطني كثير
وعلا ثم أعتلا
وأغاض الحاقدين
وتنادوا في خفاء
صنعوا كل الدسائس
بذلوا مال بسخاء
كي يزيلوا حلم شعبي
ونعود الى الوراء
فشلو مراة عدة
في زمن فكر الدهاء
فكروا في كل مكر
وأستعانوا باالولاء
دخلو بأسم القبيلة
في المحاور واللواء
وأصبح الجيش قبائل
وتقاتل في غباء
أصبح الوطن جريح
وتراجع للوراء
لم يرق ذلك لخصم
فتدثر برداء
واعظ مصلح وناصح
وكبير الأتقياء
بلعب أطفال يعقل
بعنا وطن الشرفاء
إنها هذه الحقيقة
حدثت لحظة غباء
وذهب وطني وشعبي
صار مثل اللقطاء
هائم في كل شارع
يتوسل كأس ماء
وأصبح اليوم ترف
أن يضئ الكهرباء
إنها مفارقات
أن نعود للوراء
ونعود الى الكهوف
بعد نهضة وإرتقاء
ونصير بلاوطن
في وطن كان العطاء
ينتهب من كل لص
وتجوع الفقراء
وتموت أحلام شعب
عاش شامخ كبرياء
ويعود الى الطلاسم
كي ينال بها الشفاء
شئ مضحك يارفاقي
وطن ذهب هباء
والثمن كان سكاكر
وعصائر وحساء
وضمائر خائنة
تدّعي اليوم النقاء
كلكم جرم وإثم
خونة وأدعياء
فدعوا شعبي يقرر
من يقوده وكفى
|