اقحام الدين في السياسة والسياسة في الدين ينم عن جهل وتخلف , ودائماً يؤدي الى مفارقات وكوارث ..
نعجب للمتنافخين غيظاً وغيرةً لمجرد سماعهم عن عزم الرئيس البيض طرق باب احدى القوى الاقليمية الاساسية
في المنطقة المتمثلة بايران والتي تعد لاعب مخضرم يمتلك المال والنفوذ والحضور السياسي الفعال المناوئ
للتوجهات الامريكية والسعودية ..
وبعد أن خذله عربان الجزيرة وأعلنوا انحيازهم السافر ليس فقط للوحدة اليمنية القهرية بل والوقوف بحزم ضد
ثورة التغيير والعمل على تفريغها من أي محتوى والاستماتة في الحفاظ على جوهر النظام القبلي الطائفي المرتهن
عبر التبعية والارتزاق والعمالة ..
الموقف السعودي أصبح تآمرياً بشكل جلي لا لبس فيه , وهي ترى أن الجنوب يجب ان يقدم قربان لاستقرار عشرين
مليون في شمال يتهدده الفقر وشبح الصراعات الناجمة عن شحة الموارد والانفجار السكاني , وهي تعجز عن تحمل
فاتورة الانفصال ومخاطر عدم الاستقرار وانفجار الاوضاع عند حدودها الجنوبية الملتهبة اصلاً , وبرغم ولعها السابق
ببقاء اليمن غير موحد الا انها اليوم لديها قرائتها المختلفة انطلاقاً من مصالحها الاستراتيجية ..
الموقف السعودي الصريح والواضح يدعم الوحدة اليمنية ليس حباً فيها , ولكنه يتمسك ببقاء الوضع القائم , كما يتمسك
بافشال اي تحولات ثورية أو تغييرية , ولعل أقصى ما يمكن ان يدعمه السعوديون هو الفيدرالية من عدة أقاليم ضمن الوطن
الواحد, وهي الخطوة التالية وآخر تنازل قد يقدم عليه نظام صنعاء لخلط الاوراق وخاتمة الدعوات الفيدرالية والاستقلالية ..
أعجب من تبني خطاب عقائدي وهابي يرى في ايران العدو الاول قبل اسرائيل وراعيتها امريكا من قبل من يدعي توجهه
نحو تحرير الجنوب واستعادة الهوية الجنوبية , بينما آل سعود مستعدون لرهن الكعبة في سبيل بقاء حكمهم ودوامه..
وتبقى السياسة مصالح متغيرة وفن الممكن والمتاح , حتى عند أعتى المتدينين .
|