ماذا لو تنازل الجنوبيون عن نصف الثروة للشمال؟
كثر الحديث عن الوحدة وظهرت الكثير من الآراء حول أهميتها في نظر بعض المثقفين والمواطنين والمسئولين الشماليين وتم تمجيد هذه الوحدة التي يراها الجنوبيون تماما بعيدة عن ما يتم تداوله بين أوساط الشماليين.
ما هو ملفت اليوم هي محاولات الالتفاف على المطلب الإنساني البسيط الذي يمكن أن يضع هذه القضية في مكانها النهائي أي أن ينتهي الأمر باستفتاء الجنوبيين على هذه الوحدة فان قبلوها فكان لهم وللشماليين ما شاءوا وان رفضوها فما على الآخرين إلا القبول.
غير إن هناك أمر يحاول البعض تجاوزه أو القفز عليه دون محاولة النقاش حوله وهو لماذا نرى الشماليين معارضة و حكام يتفقون جميعا على إبقاء الجنوب عنوة ضمن سيطرة الجمهورية العربية اليمنية؟
نقرأ كتابات تمتد بين التوسل المغلف بالتهديد وبين التهديد الصريح ( الوحدة أو الموت) ما يمكن قراءته إن الجميع في الشمال مصرين على هذا الأمر فول سألنا أنفسنا لماذا الشماليون وحدويون والجنوبيون انفصاليون كما يحلو للبعض قول هذا الكلام؟
الأمر ليس له علاقة لا بالتاريخ ولا بالوطنية وبكثرة حب الوحدة لدى البعض ورفضها لدى البعض الأخر وإنما الأمر اقتصاديا وديموغرافيا بعيدا عن أي شعارات فارغة الأمر يتعلق بثروة الجنوب وأرضه وهذا هو لب القضية بينما الأمر بالنسبة للجنوبيين هي قضية وطن استبيح في كل جوانبه الإنسانية والاقتصادية والثقافية لمصلحة الشمال على طريق الهدف الأكبر وهو إذابته وإفراغه من أي قيم ومثل تختلف عن الشمال حتى لا تقوم قائمة لهذا الجنوب بعد ذلك.
ولهذا فلماذا لا نكون برغماتيون ونضع الأمور كما هي ونناقشها في محتواها الحقيقي وهو قضية المصالح التي جناها الشماليون من الجنوب من الثروات والهيمنة التي سمحت لا تفه شيخ قبلي إن يصبح مالكا لأراضي توازي مساحة ارض قبيلته في الشمال وأكثر وهذه المسألة هي جوهر القضية أي المصلحة ثم المصلحة فقط.
وعليه لماذا لا يتنازل الجنوبيون عن نصف الثروة للشماليين لمدة محددة يتم الاتفاق عليها وكما يقال يأخذون ( نصف الثروة على السوم ) ويتركوا للجنوبيين بناء دولتهم بعيدا عنهم وبالشكل والطريقة التي يرونها مناسبة لهم وهكذا يمكن أن نقول إننا أعطينا للشمال ما يريده بدون لف أو دوران وبلا وحدة فاشلة لن يستمر الشمال مهما كان الحفاظ عليها وبدلا من أن يواجه الجنوبيون مشاكل في طريق إعادة بناء دولتهم المفقودة التي طال أم قصر الزمن سيصلون إليها؟
|