[صقر الجزيرة]

حراك الشمال وحراك الجنوب هما الثورة.. خبر آجل
عبد الرحمن العابد

الخميس 15 ديسمبر 2011 11:15 صباحاً

صفحة عبد الرحمن العابد


اقرأ للكاتب ثورة الباردة أجسادهم .. على الباردة ضمائرهم!







الكثير من المقالات كُتبت خلال عُمر ثورة التغيير المستمرة حتى الآن – رغم توزيع الشهادات التقديرية بالساحات وكأن الحفلة انتهت – تلك المقالات كانت محط اتهام وتخوين لكتابها وقت نشرها إلّا أن الأيام أثبتت صحة الكثير منها, ولا يزال الهجوم الشخصي على من يكتب – خارج السرب المغرد - سلعة رائجة.

لكن هذا لا يمنع أن تكون بعض الأخبار "الآجلة" لا تقل في أهميتها عن الأخبار "العاجلة" وهناك من المؤشرات الحاليّة ما يدل عليها.

برأيي أن أبرز خبر آجل يتمثل في استمرار المشترك بسياسة رجل في النظام ورجل في الساحات وتقديم مؤشرات استمراره في اتفاق الرياض وإعلان قبوله بعبد ربه منصور هادي رئيساً توافقي لكنه سيعمل في ذات الوقت على إيجاد مرشح مستقل لهم يمنحونه الموافقة بعد تفاوض معه وأخذ ضمانات قبل التصويت لقبول ترشحه في مجلس النواب في حين يعطي المشترك عبر إعلامه وكوادره بالساحات انطباع بعدم ضرورة المشاركة في الانتخابات للآخرين وتحفيز الشباب على مقاطعتها تحت مبررات عدة كرفض تلك الانتخابات كونها من إفرازات اتفاق الرياض – المغضوب عليها – أو إعطاء حالة من التكاسل كون المرشح سيتم انتخابه بالتوافق والنتيجة محسومة سلفاً ولا أهمية للتفاعل , ويغمزوا للشباب التابعين لهم ليستعدوا للمشاركة الفاعلة والقوية وبهذا يصيبوا عصفورين بحجر واحد.

الأول : إما أن يفوز هادي بفارق ضئيل للغاية في الانتخابات .. ويعلنون أن كوادرهم قد منحوه أصواتهم ومع هذا فنسبة فوزه ليست بالكبيرة ومنافسه حصل على نسبة تكاد قريبة منه مما سيعطي انطباع أنهم يشكلون الغالبية الساحقة في الواقع السياسي وهي رسالة يوجهونها للغرب الذي لا يعرف سوى لغة الأرقام.

الثاني : قد يفوز مرشحهم "الاستبني" قضاء وقدر .. نتيجة تكاسل الغالبية من الترشح حسب التعبئة الإعلامية ومقاطعة بعض القوى الكبيرة للانتخابات كالحراك والحوثيين والشباب المستقلين , وعندها لن يجد الغرب مفراً من القبول بنتائج الانتخابات ليتمكن المشترك من الانفراد بالسلطة حسب ما خُطِط له من فوضى خلاقة أمسكوا بزمامها منذ البداية.




خبر آجل 2
يستغرب البعض حالة الصراخ والعويل التي تبناها إعلام المشترك ( والإصلاح بالتحديد ) تجاه قضية السلفيين في دماج رغم فتوى السلفيين بحرمة الخروج على الحاكم.

الإصلاح والشباب الذين يرددون ما يسمونه إعلام الثورة سواءً بإدراك أسباب ترديده أو دون إدراك ممن يخشون أن يتم اتهامهم بخيانة الثورة والاندساس , أو أولائك الذين يقدمون أوراق اعتمادهم من الآن ويرون ضرورة إرضاء الحزب الحاكم القادم حسبما يعتقدون.

فقط المتابع لحالة الانتخابات المصرية وما أفرزته عن قوة السلفيين سيتمكن من فك طلاسم هذه المسألة كثيراً فالجفوة التي حدثت بين الإخوان في مصر والسلفيين – رغم محاولات لم الشمل بينهما - جعل حزب الإصلاح ينسف قاعدته الثورية المتضمنة "عدم شق الصف" وكال الاتهامات للحوثيين وأدى ما عليه لاستمالة السلفيين والسعودية من ورائهم ليتمكنوا من الحصول على الأغلبية المريحة في أي انتخابات قادمة . آملين العودة لمرحلة توحدهم جميعاً "إخوان وسلفيين" خلال تلك الحقبة الذهبية التي كانوا جميعاً خلالها يُسمّون ( مطاوعة ).



خبر آجل 3
من يتجاهلون اليوم سماع أصوات أبناء الجنوب وأعادوهم إلى خانة ما قبل ثورة التغيير مرددين نفس اتهامات صالح عليهم أتمنى عدم تفاجئهم عندما يجدون أن دولتهم المدنية المنشودة التي سلبت منهم ستأتيهم قادمة من الجنوب , وتحديداً من أخوتنا وأخواتنا في الحراك الجنوبي وهم الأجدر بهذه المهمة , حيث أن ما جرى الآن في المحافظات الشماليه كان أشبه بالعبث المعهود من ذات الأسماء والاتجاهات فقط تم تغليفه بورق أنيق ليتقبله الشباب دون أي تغيير في مضمونه وما سيأتي من الجنوب سيكون أكثر صدقاً وواقعية وإمكانية في التطبيق رغم الوقوف في وجهه منذ الآن .

وربما علينا أن نطلق على ثورة التغيير إسم "الحراك الشمالي" منذ الآن خير من تسمية الأزمة التي وضعونا فيها ولن تتجسد الوحدة الحقيقية إلا بهذين الحراكين ( الجنوبي والشمالي ) فهم الأصدق والأكثر صبراً والتزاماً بالثوابت التي طالب بها الشعب وسيتحقق هذا لكل متمعن في سير الأمور حالياً لكنه سيكون آجلاً لفترة أطول من الأخبار الأخرى .

.. ودمتم بخير .