زنجبار في أجندة الثورة !!
أحمد بوصالح
الخميس 08 ديسمبر 2011 03:31 مساءً
صفحة أحمد بوصالح
منذ الأسبوع الأخير لشهر مايو الماضي و مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وضواحيها ترزح تحت وطأة حرب طاحنة طرفاها الجيش اليمني الموالي للشرعية الدستورية والمنشق عنها معا والمسلحين الذين يسمون أنفسهم ب أنصار الشريعة وتصفهم الحكومة اليمنية بعناصر إرهابية تابعه لتنظيم القاعدة ،حرب ضروس بدأت وكبرت واستفحلت وقضت على أخضر زنجبار ويابسها بعد ان شردت ساكنيها عن بكرة أبيهم وهدمت كل ماتم بناءه خلال قرن من الزمان في عهد السلطنة الفضلية والاستعمار البريطاني وعهد الحزب الاشتراكي والوحدة اليمنية.
٦ أشهر مرت وتلك الحرب لم تتوقف وينابيع دماء طرفا الحرب لم تنضب بعد ومسلسل تدمير المنازل والممتلكات الخاصة والمنشاءات العامة والمرافق الخدمية الحيوية الهامة والمزارع والثروة الحيوانية مايزال مستمرا ودوي قذائف مختلفة الأسلحة البرية والبحرية والجوية ووقعها وأضرارها هو السائد والمشهد الأكثر حضورا المسيطر والمؤثر في واقع الحياة اليومي في تلك المنطقة والتمكن من تحويلها إلى إطلال مدينة سادت مئات السنين نابضة بالحياة ثم بادت وأصبحت أثر بعد عين خلال أشهر معدودة بفعل مشروع تدميري تم أعداده بإحكام بأيدي وعقول ماهرة وخبيرة وترتيب أولوياته في مطبخ سري متخصص في هكذا مشاريع وتم تنفيذه بأيدي محلية ١٠٠% بكل أسف.
كر وفر ،استهداف،قنص،قصف ،تقدم ،انسحاب ،اقتحام ،تقهقر ،قتل ،جرح،دمار،خراب،نزوح،كلها عناوين عريضة ومانشيتات بارزة على صفحة زنجبار وماحولها منذ شهور ستة مضت وماتزال ورغم ذلك لم يتحقق شي ملموس على الواقع يشير إلى وضع حد أو نهاية لتلك الحرب اللعينة ويعيد الهدوء والسكينة والطمأنينة التي كانت حتى قبل مايو ٢٠١١م باسطه في كل ربوع المدينة وضواحيها الفقيرة ومخيمه على سماءها منذ أن ولدت هدوء وسكينة وطمأنينة سكنت قلوب أهلها منذ إن رأت عيونهم النور .
طبعا حال زنجبار ووضعها المأساوي لايوصف ولا يمكن اختزال تصويره في مقالة صحفية أو تقرير أو استطلاع صحفي ، بقدر ماهو وضع أسوى من توقعه وأكبر من وصفه والأمر الغريب فيه أنه يكاد غائب تماما عن التناول وخارج نطاق التغطية الصحفية ومشطوب من أجندة الثورة الشعبية وإن جادت وسيلة إعلامية بشي لزنجبار في هذا السياق فهو لايتعدى نشر خبر عن مصرع أو إصابة شخص أو أكثر من طرفا الحرب فقط ،والأمر الأكثر غرابه إن تعز التي تعرضت لقصف القوات العسكرية الموالية لصالح لعدة أسابيع نتج عنها مقتل العشرات وجرح المئات من أبناءها وتدمير عدد من منازلها ومرافقها حضيت وماتزال باهتمام الثوار في ساحات الحرية والتغيير واهتمام قيادات المعارضة والاستحواذ على حيز كبير من اهتمام الصحافة المحلية ووسائل الأعلام المرئية المحلية والخارجية فيما ان ما أصاب زنجبار وأهلها من قتل وتدمير وتشريد يفوق بملايين الإضعاف ما أصاب تعز ولكنها ضلت (زنجبار)غائبة عن المشهد الثوري والسياسي والإعلامي معا.
ترى لماذا يحدث ذلك التجاهل والتغييب المتعمد لمأساة زنجبار وأهلها من قبل الأعلام بكافة وسائله الداخلية منها والخارجية؟ وأين موقع مأساتها من أعراب الثورة الشعبية والثوار الشعبيون؟
وياترى هل سيكون لمأساة زنجبار وضواحيها التي طال أمدها وجاوز صبر أهلها كل حدود حضور في أجندة حكومة الوفاق الوطني؟
|