جنوبيون ..هكذا شاءت الاقدار ..وهكذا شئنا ان نكون..
حملنا على اكف الضراعه قضيتنا ..فاما ان نكون أو لا نكون..
جنوبيون ..أبناء الثوره ..وأبناء الدم الذى سال ذات زمن فى ردفان - والشريجه -وكرش -والعند-وبيراحمد -وصلاح الدين-وسيئون- والعبر-وحتى تخوم الربع الخالى ..
هكذا نحن..ولدنا والثوره من رحم واحد..
نعاف الظلم والقهر والجبروت..ونسمو للحريه والعداله والمساواه..
هكذا كنا ذات يوم..
الجنوبيون..الذين خاضوا عباب البحر فى الليالى العاصفه لنشر مبأدى الدين فى دول النمور الاسيويه وادغال افريقيا..
من اوصلوا تعاليم الأله لكل اصقاع الدنيا..
هؤلاء هم اليهود والصهاينه والملحدين بنظركم..!!
هؤلاء من قال عنهم مفكر شمالى ..
(لو لم أكن جنوبيا" ..لكنتُ جنوبيا")
أحفاده لبوزه ومدرم..
هكذا انا..
الجنوبى الذى يحيل أصابع يده شموعا" ليضئ بها الاخرين..
الانسان البسيط الذى يعبر الشارع أنيقا" محافظا" على نظافه ملابسه وهو لا يملك ريالا" واحد" فى جيبه..
لم نكن يوما" قطاع طرق..ومتسولين فى بلاد الغير..
لم نكُن القبائل التى تحمى القاتل وقاطع الطريق ..وتعُين على الظلم..
لم ُتكن بيوتنا" ماوئ " للقتله والمجرمين..وخاطفى الاطفال ..ولصوص السيارات..ومغتصبى حقوق الناس بالباطل..
ولدنا جبارين ..وسنحيا جبارين لا نهاب الموت فى سبيل الحريه والوطن..
هكذا انا ..
الجنوبى ..المعشق بروائح الفل والكاذى عند ابواب الحوطه ..يعزف أخر مقطوعات الشجن القمندانيه..
المترع بالاصاله فى باديه عتق والصعيد..يتلو المواويل القديمه ملتحفا" رمل الصحراء..
المكلل بعناقيد الزهر فى وادى يهر ولبعوس والعسكريه..ينشر أريج الشعر فوق تلك الرُبى الزاهيه ..
الجنوبى ..ذاك الطفل الصغير يلعب بالقنبله فى شوارع الضالع..كلما قيل له ستنفجر ..قال لهم ..لديا أخرى فى البيت..!!
يقبل جبينه كل صباح بشعاع السمش المشرقه من ردفان..حيث معانى التضحيه والفداء ..
وحيث يكمن سر الكبرياء الجنوبيه..
الجنوبى الغارق فى بحور الدان ..ينُشد فى المساء أوكسترا الحزن على اطلال المكلا- والشحر- وسيئون ..
يحيل نهاره ساعات من العمل الدؤوب ..لتصبح يوما" امبرطوريات مال ليس لها حدود..
الجنوبى الموغل فى السكينه والوقار عند مرابع زنجبار ولودر والكود وموديه..
يرسم لوحه الجمال الربانى بشئ من الابداع الممزوج بزهرات القطن وفاكهه المانجو...
الجنوبى ..الانسان المرهف الاحاسيس فى حافات المعلا-.والقلوعه-والممداره - والتواهى..
يرنو بنظره كل صباح صوب شمسان بشئ من الخيلاء ..
يزرع سلسبيل ضحكاته ..ومأثر طيبته ..فى ساحل أبين ..وجولد مور ..والغدير..
يحب الناس ويحب الحياه..
ويعشق دوما" سماء الحريه..
"نورس الجنوب"
................