اليمن بعد توقيع المبادرة: هشاشة أمنية ومماطلة سياسية
/ أحمد شعيتو*
بعد ان وقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وممثلو اللقاء المشترك المعارض على المبادرة الخليجية لنقل السلطة، لا تزال هشاشة الوضع في اليمن عنوان مرحلة ما بعد التوقيع، خاصة ان العبرة في التنفيذ في ظل رفض بعض القوى الصريح لهذا الاتفاق. هذه البلاد ذات الانتشار الكبير للسلاح فيها، تقع على برميل بارود قد ينفجر في أي لحظة. فاليمن في مرحلة من الغموض وسط استمرار الرئيس اليمني والمقربين منه في السيطرة الفعلية على مقدرات البلاد التي يرى البعض ان ما حصل فيها هو اقتسام مصالح ويبدي البعض الآخر التخوف من هذه المرحلة الانتقالية وما بعدها وحتى ما بعد الانتخابات. في هذا الوقت يستمر انعدام الامن والمعاناة الاجتماعية والخدماتية، فيما يتوقع من الحكومة المقبلة ان توفر اجواء الوفاق السياسي والامن الوطني.
وقد نصت بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة على نقل صلاحيات الرئيس اليمني الى نائبه وتشكيل حكومة برئاسة المعارضة، وتلزم أن يكلف رئيس الجمهورية المعارضة تشكيل حكومة وفاق وطني بنسبة 50 % لكل طرف، على أن تشكل الحكومة خلال مدة لا تزيد على سبعة أيام من تاريخ التكليف، ومنح الحصانة للرئيس اليمني بعد استقالته. كما تتضمن المبادرة انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة مع وقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال الضمانات والتعهدات.
لكن الواقع على الارض وحتى الآن لا يبشر بالخير، إذ لا جدول محددا لتشكيل الحكومة والسلطات لا تزال عمليا في يد صالح، والمعارك على الارض مستمرة في أكثر من منطقة. اذاً المبادرة لا يتم تنفيذ بنودها بالشكل المطلوب، وقد دعا المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية إلى وضع جدول زمني لآلية تنفيذ المبادرة الخليجية، بما يمّكن من تحديد التزامات كل طرف دون مماطلة أو تسويف.
ويعرب استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء والخبير الإستراتيجي في الشؤون العربية الدكتور عبد الله الفقيه في حديث لـ"الانتقاد" عن أمله بأن تشهد المرحلة المقبلة بداية استقرار، لكن المشكلة الكبرى ان علي عبدالله صالح مازال داخل البلاد، وما زال يحظى بالمواقع، وما زال يقصف المدن، والناس قلقون جداً من توجهات صالح وما اذا كان ينوي تنفيذ المبادرة ام الخراب والدمار!".
ويشير الى ان صالح "لا يتمتع بحماية دولية، لكن يتمتع بسلطة حزام ناسف يلبسه، والتوقيع على المبادرة ليس شكليا حتى الان، لكن ثمة مخاوف من ان يكون صالح لا يزال يمارس هوايته القديمة في المراوغة والكذب، واستمرار هذا الوضع قد يؤدي الى استخدام السلاح بشكل واسع".
وعن المدى الزمني المطلوب لتتوضح الصورة فيقول الفقيه "نحتاج الى اسبوعين أو ربما اقل لتتوضح الأمور حيث يفترض ان تتشكل الحكومة في هذا المدى ونبدأ في معالجة القضايا الامنية والعسكرية وهذا قبل كل شيء، واذا رفض صالح واقاربه الذين يسيطرون على الوحدات العسكرية فستكون الامور صعبة".
وعما اذا كان هناك اختلاف بين الثوار والمعارضين الذين وقعوا على المبادرة فيقول الفقيه "اعتقد ان هناك بعض الخلافات بين الثوار على الارض، والمعارضة التي وقعت، لكنها ليست كبيرة إلى حد كبير، اذا رأى الثوار نتائج وبدأت الحكومة تعمل وازالت الحزاجز عن الطرقات سيدركون ان عهد صالح قد ولى".
* موقع الانتقاد
الجمعة 2011/12/02 الساعة 12:58:58
|