السفير اللبنانية
تجدد القتال بين الحوثيين الزيديين والإسلاميين السنّة في شمال اليمن امس، مسفراً عن إصابة ما لا يقل عن 26 شخصاً وذلك في وقت يواصل رئيس الوزراء الجديد محمد باسندوة جهود تشكيل حكومة وفاق وطني بموجب الخطة الخليجية التي تنحى الرئيس علي عبد الله صالح بموجبها عن السلطة.
في هذه الأثناء، شارك عشرات الآلاف من انصار الحراك الجنوبي في مسيرة في عدن الجنوبية طالبت بالانفصال عن اليمن، لمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لاستقلال جنوب البلاد الذي كان محمية بريطانية حتى عام 1967. وبقي جنوب اليمن دولة مستقلة حتى عام 1990 فيما يؤكد سكانه انهم يعانون من تمييز سياسي يمارسه الشماليون. وأعلن رئيس اليمن الجنوبي سابقاً علي سالم البيض من المنفى «نجدد العهد بأننا معكم وبمعيتكم في درب النضال والثورة، وندعو جميع الدول العربية والاسلامية الى الوقوف مع الحق الجنوبي في تقرير مصيره كحق انساني وسياسي وقانوني لرفع الظلم والاحتلال الجاثم على صدور شعبنا».
وتفاقم الصراع العسكري في منطقة دماج الشمالية التي تقع على الحدود مع السعودية، عندما هاجم مقاتلون حوثيون إسلاميين سنة خاضوا قتالا ضدهم في بداية الأسبوع.
وقالت جماعة سلفية يمنية إن مقاتلين من حركة الحوثيين هاجموها في وقت مبكر من الصباح. وقال ابو اسماعيل، المسؤول في الجماعة الذي تحدث عبر الهاتف بينما كانت الانفجارات مسموعة في الخلفية، إن «عدة طلاب في مدرسة دار الحديث الدينية في مدينة دماج اصيبوا في القصف».
وباتت دماج رمز النزاع بين الطرفين، فهي مقر لمعهد «دار الحديث» الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري، وفيه آلاف «الطلاب» مع عائلاتهم، بمن في ذلك اميركيون وفرنسيون روس وأندونيسيون وماليزيون، بحسب مصادر من التيار السلفي.
الى ذلك، اجتمع في صنعاء حوالى خمسة آلاف رجل من اتباع التيار السلفي في مؤتمر «نصرة المظلومين في دماج» وهي القرية التي يؤكد السلفيون ان حوالى سبعة آلاف شخص محاصرون فيها. وقال المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري ان «المحاصرين في دماج ليس لديهم غذاء او ادوية ويتعرضون للقصف يومياً من قبل الحوثيين». وذكر ان «26 شهيداً على الأقل سقطوا في قصف الحوثيين للمعهد بينهم اميركيان وفرنسي روسي وعدد من الأندونيسيين والماليزيين»، مشيراً الى ان الحصار مستمر منذ اربعين يوما. كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي الى «اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية».
وأظهرت قائمة قدمت للمشاركين في المؤتمر ان بين القتلى اميركي يدعى جيسون وايت وفرنسي يدعى هشام جدي. كما اكدت وثائق وزعت على المشاركين ان الحوثيين «يتوسعون» في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال. وأكد بيان للمؤتمر انه «في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس فإن من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن انفسهم بكل الطرق المشروعة». إلا ان الشيخ يحيى الحجوري «المحاصر» في معهده ذهب الى ابعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة الى ان «يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله». وأضاف إن «قتال الرافضة الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لأنهم بغاة علينا وزنادقة».
وتحدثت مواقع يمنية عن وصول العشرات من مقاتلي «القاعدة» الى محيط دماج، الا ان العماري نفى ذلك. وقال ان «العشرات من اهالي المحاصرين زحفوا الى المنطقة لنصرة ابنائهم ولكنهم لم يدخلوا»، مؤكدا ان الجماعة السلفية في دماج «ترفض فكر القاعدة».
في المقابل، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني «ليس هناك حصار في دماج بل ان الاخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من أخلاقهم أن يمنعوا الطعام والادوية عن الاطفال». وأكد المداني ان أتباع التيار السلفي في «دار الحديث» مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد «حصل تمترس وعمليات قنص على اخواننا ما اسفر عن ضحايا في صفوفهم». وأشار المداني الى ان «دار الحديث» كان يدير «عملية تحريض مذهبية»، مشيراً الى «فتاوى في كل مكان التي تكفر الناس». كما اتهم السلفيين في صعدة بأنهم «تابعون للنظام». (ا ف ب، رويترز، ا ش ا)
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionID=2016&ChannelID=47789&Articl eID=129