رئيس الوزراء اليمني المكلف لـ (الزمان): ننتظر لجنة عسكرية للاستقرار والمعارضة توافقت علي الحكومة
لندن ــ نضال الليثي
صنعاء ــ الزمان:
كشف محمد سالم باسندوة المكلف تشكيل الحكومة اليمنية امس ان هناك توافقا بين المعارضة والحزب الحاكم علي تقاسم الحقائب الوزارية.
وقال باسندوة لـ(الزمان) في اول تصريح له منذ تكليفه تشكيل الحكومة انه سوف يعلن وزارته بعد تسلمه اسماء المرشحين للحقائب من الطرفين من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل حول موعد اعلان الحكومة. وقال باسندوة إنه ينتظر اعلان تشكيل لجنة الشؤون العسكرية لتأمين الاستقرار من نائب الرئيس عبدربه منصور هادي وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية. علي صعيد آخر يحتدم الصراع في شمال اليمن لا سيما في محافظة صعدة بين المتمردين الحوثيين والتيار السلفي ما أسفر عن عشرات القتلي في الايام الاخيرة وسط دعوات للجهاد ومواجهة "الروافض". واجتمع امس في صنعاء حوالي خمسة آلاف رجل من اتباع التيار السلفي لـ"نصرة المظلومين في دماج" وهي قرية في محافظة صعدة يؤكد السلفيون ان حوالي سبعة آلاف شخص محاصرون فيها من قبل الحوثيين. ودماج باتت رمز النزاع بين الطرفين. فهي مقر لمعهد "دار الحديث" الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيي بن علي الحجوري وفيه آلاف "الطلاب" مع عائلاتهم، بما في ذلك امريكيون وفرنسيون روس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر من التيار السلفي.
واكد منظمو مؤتمر "نصرة المظلومين في دماج" ان المحاصرين ينقصهم الغذاء والادوية والحليب للاطفال.
وقال المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري ان "سبعة الاف شخص علي الاقل بينهم اطفال ونساء محاصرون في دماج وليس لديهم غذاء او ادوية ويتعرضون للقصف يوميا من قبل الحوثيين". وذكر العماري ان "26 شهيدا علي الاقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث بينهم امريكيان وفرنسي روسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين" مشيرا الي ان الحصار مستمر منذ اربعين يوما. كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي الي "اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية".
واظهرت قائمة قدمت للمشاركين في التجمع في صنعاء ان بين القتلي امريكي يدعي جيسون وايت وفرنسي يدعي هشام جدي. كما اكدت وثائق وزعت علي المشاركين ان الحوثيين "يتوسعون" في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال.
وأكد بيان صادر عن المؤتمر انه "في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي علي الناس فان من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن انفسهم بكل الطرق المشروعة". الا ان الشيخ يحيي الحجوري المحاصر في معهده في دماج ذهب الي ابعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة الي ان "يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله".
واضاف ان "قتال الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الي ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقة". ووقع الحوثيون والسلفيون اتفاقية صلح الا انها سرعان ما فشلت.
وكان الامين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن اكد الثلاثاء ان "القاعدة دخلت علي الخط في صعدة". من جهته، قال الشيخ محمد الزهيري الذي يراس اللجنة الاهلية لنصرة دماج لوكالة فرانس برس علي هامش مؤتمر السلفيين إن "الحوثيين يحملون نفسا مذهبيا، الذي حصل في العراق ولبنان يتكرر في اليمن".
وحذر من "حرب طائفية في اليمن اذا تم اقتحام دماج"، وهي قرية سنية في محيط زيدي شيعي بات الحوثيون يسطرون عليه بشكل شبه كامل.
والحوثيون ينتمون الي الطائفة الزيدية التي يشكل اتباعها حوالي ثلث سكان اليمن. الا انهم تقاربوا خلال العقود الاخيرة مع الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري فيما يتهمهم خصومهم بأنهم ممولون وتابعون لايران. وتحدثت مواقع يمنية عن وصول العشرات من مقاتلي القاعدة الي محيط منطقة دماج، الا ان المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري نفي ذلك. وقال ان "العشرات من اهالي المحاصرين زحفوا الي المنطقة لنصرة ابنائهم ولكنهم لم يدخلوا"، مؤكدا ان الجماعة السلفية في دماج "ترفض فكر القاعدة". اما محمد الزهيري فقال ان "القبائل في المنطقة تتهيأ لنصرة اخواننا في دماج". من جهته، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني ان وفدا من الاعلاميين والحقوقيين سيتوجه الي صعدة للاطلاع علي ما يحصل فعلا في دماج. وقال "ليس هناك حصار بل ان الاخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من اخلاقهم ان يمنعوا الطعام والادوية عن الاطفال".
وأكد المداني ان اتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون علي القتال والقنص وقد "حصل تمترس وعمليات قنص علي اخواننا ما اسفر عن ضحايا في صفوفهم".
واشار المداني الي ان دار الحديث كان يدير "عملية تحريض مذهبية" مشيرا الي "فتاوي في كل مكان التي تكفر الناس". كما اتهم السلفيين في صعدة بانهم "تابعون للنظام".
وكان شمال غرب اليمن شهد ست حروب مع الحوثيين منذ العام 2004، وانتهت الحرب الاخيرة في شباط 2010 بتوقيع اتفاقية هدنة.
وانضم الحوثيون الي الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام التي انطلقت مطلع العام، الا ان مصادر قبلية اكدت ان الحوثيين مددوا حضورهم علي الارض خلال هذه الفترة.
يذكر ان الحوثيين اصدروا الجمعة بيانا يندد بشدة بالمعارضة البرلمانية التي وقعت اتفاقا في الرياض امس ينص علي تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الرئاسة.
ويتهم الحوثيون المعارضة ب"خيانة دم الشهداء" والمشاركة في "مخطط امريكي سعودي يستهدف اليمن.
12/2011/ Issue 4059 - Date 1-
http://www.azzaman.com/index.asp?fna...tm&storytitle=