الانباء الكويتية
فيما يستمر الترقب للولادة العسيرة لحكومة الاتفاق الوطني بعد التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، يستمر التدهور الأمني على أكثر من جبهة.
فقد احتدم الصراع في شمال اليمن لاسيما في محافظة صعدة بين المتمردين الحوثيين الشيعة والتيار السلفي ما أسفر عن عشرات القتلى في الأيام الأخيرة وسط دعوات للجهاد ومواجهة «الروافض».
واجتمع في صنعاء أمس نحو خمسة آلاف رجل من اتباع التيار السلفي لـ «نصرة المظلومين في دماج» وهي قرية في محافظة صعدة يؤكد السلفيون ان نحو سبعة آلاف شخص محاصرون فيها من قبل الحوثيين.
ودماج باتت رمز النزاع بين الطرفين. فهي مقر لمعهد «دار الحديث» الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري وفيه آلاف «الطلاب» مع عائلاتهم، بما في ذلك أميركيون وفرنسيون روس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر من التيار السلفي. وأكد منظمو مؤتمر «نصرة المظلومين في دماج» ان المحاصرين ينقصهم الغذاء والأدوية والحليب للأطفال.
وقال المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري لوكالة «فرانس برس» ان «سبعة آلاف شخص على الأقل بينهم أطفال ونساء محاصرون في دماج وليس لديهم غذاء او أدوية ويتعرضون للقصف يوميا من قبل الحوثيين».
وذكر العماري ان «26 شهيدا على الاقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث بينهم أميركيان وفرنسي روسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين»، مشيرا الى ان الحصار مستمر منذ اربعين يوما. كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي الى «اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية». وأظهرت قائمة قدمت للمشاركين في التجمع في صنعاء ان بين القتلى أميركي يدعى جيسون وايت وفرنسي يدعى هشام جدي.
كما أكدت وثائق وزعت على المشاركين ان الحوثيين «يتوسعون» في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال.
وأكد بيان صادر عن المؤتمر انه «في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس فإن من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة».
الا ان الشيخ يحيى الحجوري المحاصر في معهده في دماج ذهب الى أبعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة الى ان «يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله».
من جهته، قال الشيخ محمد الزهيري الذي يرأس اللجنة الأهلية لنصرة دماج لوكالة «فرانس برس» على هامش مؤتمر السلفيين ان «الحوثيين يحملون نفسا مذهبيا، الذي حصل في العراق ولبنان يتكرر في اليمن»
وحذر من «حرب طائفية في اليمن اذا تم اقتحام دماج»، وهي قرية سنية في محيط زيدي شيعي بات الحوثيون يسيطرون عليه بشكل شبه كامل. من جهته، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني لوكالة «فرانس برس» ان وفدا من الاعلاميين والحقوقيين توجه الى صعدة للاطلاع على ما يحصل فعلا في دماج. وقال «ليس هناك حصار بل ان الإخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من أخلاقهم ان يمنعوا الطعام والأدوية عن الأطفال». وأكد المداني ان اتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد «حصل تمترس وعمليات قنص على اخواننا ما أسفر عن ضحايا في صفوفهم». وأشار المداني الى ان دار الحديث كان يدير «عملية تحريض مذهبية»، مشيرا الى «فتاوى في كل مكان تكفر الناس».
في غضون ذلك، طالب الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي بالانفصال عن اليمن خلال تجمع في عدن مساء أمس الأول بمناسبة ذكرى استقلال جنوب البلاد الذي كان محمية بريطانية حتى العام 1967. وهتف شبان في ميدان كريتر في عدن خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة والأربعين لاستقلال الجنوب «الشعب يريد تحرير الجنوب»، بحسب مراسل «فرانس برس». ورفع المشاركون الذين توافدوا من عدة محافظات جنوبية علم الدولة السابقة «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» وعلما آخر لدولة ما يسمى «الجنوب العربي» ابان الحكم البريطاني.
من جهته، أعلن رئيس اليمن الجنوبي سابقا علي سالم البيض الذي يعيش في المنفى «نجدد العهد بأننا معكم وبمعيتكم في درب النضال والثورة، حتى تتحقق كل آمالنا الوطنية في الاستقلال، من براثن الاحتلال المتخلف والهمجي».
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/international2010.aspx?articleid=246713&zoneid=13& m=0