حزب «المؤتمر» الحاكم يتهم المعارضة بالتقاعس عن تنفيذ المبادرة الخليجية وباسندوة يعد بتشكيل حكومة قريباً
مجلس الأمن يدعو لمعاقبة مرتكبي أعمال العنف باليمن
حجم الخط |
تاريخ النشر: الأربعاء 30 نوفمبر 2011
عقيل الحـلالي، وكالات
دعا مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة مرتكبي عمليات القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، حيث سقط مئات القتلى منذ يناير، على وقع احتجاجات مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومحاكمته ورموز نظامه . وقال الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، خوسيه فيليب كابران، سفير البرتغال لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن “يحض جميع الأطراف على رفض العنف والامتناع عن أي تحريض”، مطالبا بان “يحال المسؤولون عن أعمال العنف إلى القضاء”. ولم يورد بيان مجلس الأمن اسم الرئيس اليمني الذي وقع، الأربعاء الماضي، على المبادرة الخليجية، التي تنظم انتقالا سلميا وسلسا للسلطة في اليمن، عبر مرحلتين انتقاليتين، تنص الأولى على تنحي صالح خلال تسعين يوما مقابل منحه حصانة من الملاحقة، مع بعض المقربين منه. إلا أن حائزة جائزة نوبل للسلام لهذا العام، المعارضة اليمنية، توكل كرمان، التقت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، وطالبته بمحاكمة صالح بتهم قتل محتجين مدنيين، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في اليمن، منتصف يناير الماضي. وقالت كرمان، في بيان صحفي في لاهاي، إنها قدمت لأوكامبو صور ضحايا وروايات لشهود عيان عن عمليات الحكومة اليمنية في ملاحقة المحتجين. وقالت :”أنا هنا لأطلب من المدعي استخدام حقوقه في إقناع الأسرة الدولية ومجلس الأمن الدولي بجلب صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وحسب بيان صحفي صدر عن مكتب كرمان، فإن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قال إنه لا توجد مواثيق أو عهود دولية تعفي مرتكبي المجازر ضد الإنسانية من العقاب، مؤكداً بأن أي اتفاقية تمنحهم الضمانة لا قيمة قانونية لها. وعبر مجلس الأمن، في بيانه، عن أسفه لأعمال العنف الجديدة، التي شهدتها صنعاء السبت الماضي، مؤكداً “الحاجة إلى زيادة وتعزيز العمليات الإنسانية لمعالجة الأزمة المتفاقمة”. وقال كابران إن أعضاء مجلس الأمن الدولي “ينتظرون من الأطراف تنفيذ البرنامج الزمني المقرر بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية خلال 90 يوما وإجراء حوار وطني”.
وأصدر هادي يومي السبت والأحد الماضيين، مرسومين رئاسيين، دعا الأول إلى انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير المقبل، فيما كلف الثاني، مرشح ائتلاف المعارضة، محمد سالم باسندوة، بتشكيل حكومة “وفاق وطني”، مناصفة بين حزب “المؤتمر” الحاكم، وائتلاف “اللقاء المشترك المعارض. وانتقدت أطراف بالمعارضة اليمنية استمرار صالح في ممارسة مهامه الرئاسية، من خلال إصدار توجيهات لنائبه والحكومة، التي تتولى تصريف الأعمال منذ مارس الماضي. لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، جمال بن عمر، قلل من شأن هذه الانتقادات التي قال إنها تندرج في “كيفية التعامل مع الماضي”. وقال بن عمر، في تصريح صحفي، إن “الصلاحيات المخولة للسيد النائب (هادي) تم التعرض لها بدقة ووضوح”، موضحا أن نائب الرئيس اليمني له “جميع الصلاحيات الضرورية لتنفيذ الاتفاق ببنوده”.وأكد أن مجلس الأمن “سيستمر في مراقبة الوضع في اليمن واتخاذ الإجراءات اللازمة حتى يكون التنفيذ كاملاً كما نص عليه الاتفاق” الذي قال إنه يواجه “تحديات كثيرة”، مشدداً على ضرورة “أن يكون هناك تعاون من اليمنيين والمجتمع الدولي” لإنجاحه. في هذه الأثناء، تتواصل المشاورات داخل ائتلاف “ اللقاء المشترك”، الذي يضم خمسة أحزاب معارضة رئيسية، للاتفاق على مرشحيها في حكومة “الوفاق الوطني” برئاسة محمد سالم باسندوة. وسيتم تشكيل الحكومة، مناصفة بين تكتل “المشترك”، وحزب “المؤتمر”، “في فترة أقصاها 14 يوماً من تاريخ التكليف”.
إلى ذلك، اتهم حزب “المؤتمر” ائتلاف “اللقاء المشترك”، بالتقاعس عن تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، التي من المفترض أن تنهي عشرة أشهر من الاضطرابات وأعمال العنف في اليمن. وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في “المؤتمر”، عبدالحفيظ النهاري، لـ(الاتحاد) إن كل الخطوات التي تم تنفيذها في إطار المبادرة الخليجية “تمت من جانب واحد”، مشيرا إلى أن “المشترك” لم يقدم، منذ توقيع المبادرة، أي خطوة باستثناء ترشيح باسندوة لرئاسة الحكومة المقبلة. وأضاف :” لم يقم (المشترك) حتى الآن برفع الاعتصامات ووقف التظاهرات، أو منع الاعتداء على المعسكرات”، لافتا إلى أن الخطاب الإعلامي للمعارضة “لا يزال تحريضيا”. وخرجت أمس الثلاثاء مسيرات احتجاجية في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، في سياق “التصعيد الثوري” اليومي للمحتجين الشباب، طالبت باعتقال ومحاكمة الرئيس صالح. وفي وقت لاحق وعد باسندوة بإعلان حكومته خلال أيام . وقال باسندوة في اجتماع لجماعات من المعارضة كان يرأسها أثناء الاحتجاجات ضد صالح إنه سيجري الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال أيام.
اقرأ المزيد : مجلس الأمن يدعو لمعاقبة مرتكبي أعمال العنف باليمن - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...#ixzz1fBEHERT5