يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
عندما تمر بردفان وتنظر الى تلك البيوت المترامية الاطراف , وترى تلك الخيام المتهالكه والعشش القديمه , وتجد اناس صدورهم عاريه , وتنظر الى الشموخ الذي هم فيه وتنظر الى جبال ردفان فتجد ان شموخ رجل ردفان اكبر من شموخ جبالها .
لا يخفى على الجميع احوال اهل ردفان فما في بيت الا وفيه جريح يأن او ثكلى تبكي ابنها او يتيماً يبكي اباه او ارملةً تبكي بعلها .
لم يشتكوا يوماًُ ولم يطالبوا بمال او معونات من احد فعزة نفوسهم اكبر من ان يتنازلوا او ان يسألوا الا الله وحده , كانوا شرارة انطلاق الثورة ضد الاستعمار البريطاني وقدموا من خيرة رجالهم واليوم هاهم يقدمون التضحيات تلو التضحيات دوم كلل او ملل من اجل الاستقلال الثاني .
يكرمون ضيوفهم حتى لو اضطروا ان يتدينوا او يستلفوا وهم رجال سلم لمن اراد السلم و رجال الكر والفر في ميادين القتال لمن اراد ان ينال من شموخهم وعزة نفوسهم .
مهما قيل في مدح رجال ردفان فلن يوفيهم حقهم ... ولكن ما اردت ان اوصل له هو ماذا فعلنا نحن لماسعدة هؤلاء عفيفي النفوس .
وصلتني اخبار ان هناك أُسر في ردفان قدمت شهداء تعيش على وجبه واحده في اليوم يا اخوه . واحياناً لا يجدونها . نتمنى من اهلنا واخوتنا الشباب في ردفان تشكيل لجان لـ اعانة مثل هذه الأسر ونتمنى من اهل الخير ان لا يقصروا في دعمهم .
نسأل انفسنا ماذا قدمنا نحن لبلادنا مقارنةً بما قدمه هؤلاء الابطال .؟
__________________
|