المدن اليمنية تنتفض ضد المبادرة الخليجية وتطالب بمحاكمة صالح
صنعاء: موالون يمطرون تظاهرة بالرصاص.. وسقوط 5 قتلى
مئات آلاف اليمنيين خرجوا إلى شوارع صنعاء مطالبين بمحاكمة صالح على جرائمه بدلأً من منحه حصانة (رويترز)
صنعاء- نبيل الكميم
رفض شباب الثورة السلمية في اليمن المبادرة الخليجية التي وقع عليها الرئيس علي عبدالله صالح لانهاء الازمة، والتي حصل بموجبها على خروج مشرف من السلطة وعلى حصانة قضائية، وعمت التظاهرات المنددة مختلف المدن اليمنية، مطالبة بمحاكمة صالح وبرحيل النظام الذي يمثله، وقتل خمسة متظاهرين وأصيب 27 آخرون بجروح في صنعاء برصاص أطلقه مدنيون موالون للرئيس صالح على تظاهرة شبابية. وأفاد شهود عيان أن المدنيين المسلحين أطلقوا النار بشكل مكثف على التظاهرة الضخمة في شارع الزبيري، بعد أن خرجت من ساحة التغيير. وذكرت مصادر حقوقية أن المسلحين توعدوا بمزيد من القتل، وهم يصيحون في المتظاهرين «لن يرحل الرئيس حتى وإن وقع المبادرة الخليجية».
فيما ردد المتظاهرون شعارات مناهضة لصالح ومطالبة بعدم منحه أي حصانة قانونية، كما هتفوا ضد المعارضة البرلمانية، وخصوصا ضد حزب التجمع الوطني للإصلاح (الاخوان المسلمين)، وذلك بعد موافقتهم على المبادرة.
وعلى الصعيد الرسمي، ذكر المركز الإعلامي لوزارة الدفاع أن الرئيس صالح دان أعمال العنف التي وقعت، ووجه وزارة الداخلية بالتحقيق الفوري في هذه الأحداث، وإحالة المرتكبين إلى العدالة، معربا عن «اسفه لاستمرار القوى والعناصر التي لا تريد الأمن والاستقرار والسلام في الوطن، والتي تعمل على اشعال فتيل الحرب واثارة الفوضى كلما لاحت بارقة امل في تحقيق الامن والسلام».
ردود فعل معارضة
إلى ذلك، رفض التحالف المدني للثورة الشبابية المبادرة الخليجية التي وقع عليها صالح، وأحزاب المعارضة، وأعلن تمسكه بأهداف الثورة السلمية حتى إسقاط النظام، ومحاكمة كل رموزه المتورطة بالقتل والفساد ونهب الثروات الأمر المطلوب كتمهيد لبناء دولة مدنية ديموقراطية حديثة». وطالب قوى تحالف اللقاء المشترك برفع وصايتها واحتكارها لتمثيل الثورة.
من جانبهم، اعلن الحوثيون الذين يتمركزون في محافظة صعدة رفضهم للمبادرة الخليجية، وحذروا من إجهاض الثورة والالتفاف عليها، وقال قائد الجماعة عبد الملك الحوثي «نؤكد رفضنا للتسوية السياسية التي تمت مع النظام المجرم، والتي تمنحه حصانة من الملاحقة جراء جرائمه الفظيعة»، معتبرا ان «أي اتفاقية مع النظام تُعتبر خيانة لدماء الشهداء والجرحى، واستخفافا بتضحيات الشعب، وطعنة موجعة للثوار الذين تحملوا كل أنواع المعاناة والسجن والتعذيب والقتل لأكثر من عشرة أشهر».
من جانبه، نفى وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال أبو بكر القربي أن تكون هناك أي نوايا مسبقة لدى الأطراف اليمنية، وخصوصا الحزب الحاكم للانقلاب على المبادرة، وأكد أنه ليس هناك ما يمنع من عودة صالح إلى اليمن في المستقبل.
ترحيب دولي
سياسيا، لاقى توقيع صالح على المبادرة الخليجية ترحيبا دوليا واسعا من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. وحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الأطراف الموقعة على التطبيق الفوري للمبادرة، مؤكدا مواصلة بلاده الوقوف إلى جانب الشعب اليمني.
ومن جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتوقيع صالح على المبادرة، وقال إن ذلك سيعطي الأمل للشعب بأن التغيير في بلاده ممكن، وأثنى هيغ على الجهود الدؤوبة التي بذلها مجلس التعاون. بينما دعا الاتحاد الاوروبي جميع الأطراف إلى تطبيق هذا الاتفاق الذي يعتبر بداية طريق انتقالية بالغة الأهمية.
من ناحيتها، أعلنت الخارجية الروسية ان موسكو ستواصل دعم الجهود الدولية الهادفة الى تجاوز الأزمة في اليمن، وشددت على ان الاتفاق يشكل علامة مهمة على الطريق الى تحقيق المصالحة الوطنية. بينما رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أن توقيع صالح اتفاق نقل السلطة جنّب بلاده الانفجار وجنّبه مصيرا مشابها لمصير معمر القذافي.
مصرع 12 من القاعدة
أمنيا، لقي 12 مسلحا ينتمون لتنظيم القاعدة مصرعهم في قصف مدفعي شنته قوات الجيش اليمني على موقع للتنظيم شرق مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن. وكان خمسة من عناصر التنظيم لقوا مصرعهم الثلاثاء في أبين في عملية مماثلة.
إطلاق الفرنسية
إلى ذلك، أعلن مسؤول يمني محلي لم يفصح عن اسمه، إطلاق سراح الموظفة الفرنسية من أصل مغربي التي اختطفت الثلاثاء في جنوب اليمن، وسائقها ومترجمها، بعد أن تدخل مسؤولون محليون ووسطاء لدى الخاطفين الذين كانوا يطالبون بالإفراج عن أقارب لهم تحتجزهم السلطات اليمنية في ميناء عدن.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alqabas.com.kw