تقرير إخباري
بعد نصف قرن من «الرقص على رؤوس الأفاعي»
صالح يحظى بخروج مشرّف
صنعاء ـــــ ا.ف.ب ـــــ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي وقع اتفاقا يمنحه خروجا مشرفا وحصانة من الملاحقة، هو عسكري وبراغماتي محنك، لعب دورا محوريا طوال اكثر من نصف قرن.
وبعد اشهر من «الثورة السلمية»، استطاع من وصف حكمه بـ«الرقص على رؤوس الثعابين»، الحصول على شروط جيدة، لا سيما انه سيبقى رئيسا شرفيا لتسعين يوميا، ولن يغادر الا مع اجراء انتخابات مبكرة.
هذا اللاعب المحنك لم يفر كنظيره السابق زين العابدين بن علي، ولم يقتل مثل معمر القذافي، ولا هو سيحاكم مثل حسني مبارك، وحتى حزبه فلن يخرج من المعترك السياسي.
اندلاع الحرب الأهلية
دخل صالح معترك السياسة في 1962 خلال الانقلاب، الذي اطاح بآخر الائمة الذين حكموا اليمن، وشارك في اقامة جمهورية اليمن العربية في مناطق معزولة وقاحلة.
بعدها اندلعت حرب اهلية دعمت فيها مصر عبد الناصر العسكريين في الحكم، بينما دعمت السعودية القادة القبليين الموالين للامام. انتهت الحرب في 1970.
آنذاك كانت مناطق الجنوب الحالي تحت سيطرة البريطانيين، لكنهم غادروا تحت وطأة انتفاضة 1967، وقامت بعد ذلك جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية وعاصمتها عدن، واصبحت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي.
الحلول مكان الغمشي
وفي 1978 اختير صالح، الذي كان في رتبة مقدم، من قبل هيئة تأسيسية، ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي احمد الغمشي، الذي قتل في عملية دبرت في الجنوب.
وصالح، الذي ولد في 21 مارس 1942، احاط نفسه بنواة صلبة من الاوفياء، لا سيما اخوته الذين وضعهم في قلب النظام العسكري والامني، كما اعتمد على الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام.
ولكن ليتمكن من حكم بلد معقد جدا، تماشى مع التركيبة القبلية والتقليدية للبلاد التي تفتقر للثروات الطبيعية، وينتمي لقبيلة سنحان، احدى قبائل حاشد الاكبر والاقوى، التي خاضت قواته في الاشهر الماضية معارك طاحنة مع مناصري شيخ شيوخها صادق الاحمر.
دمج القبائل في الدولة
ويرى الخبير فرانك ميرمييه انه «منذ 1978، اقدم صالح على دمج شيوخ القبائل في هيكلية الدولة، ومنحهم مقاعد في الحكومة، وجعلهم يستفيدون من الدعم المالي».
وعمل في البداية على الوحدة مع الجنوب، وقد تحققت في 1990 بالتزامن مع سقوط الامبراطورية السوفيتية، وتحول بعد ذلك الى اول رئيس لليمن الموحد، ولكن بعد اربع سنوات، استخدم الحديد والنار لقمع محاولة انفصالية.
وبعد 33 سنة في الحكم لم يحقق تقدما في معيشة مواطنيه، الذين يعيشون في احد افقر البلدان.
صالح اب لسبعة ابناء، وينتمي الى الطائفة الزيدية، احدى الفرق الشيعية، ويشكل اتباعها ثلث سكان اليمن، والغالبية في شمال البلاد.
الا انه خاض منذ 2004 ست حروب مع متمردين زيديين في الشمال، آخرها انتهت في فبراير 2010.
وتمكّن صالح من اجتياز عدة ازمات صعبة، لا سيما اثر اجتياح صدام حسين للكويت في 1990.
وعاقبت دول مجاورة النظام اليمني لانه وقف الى جانب العراق، وتم طرد مئات الوف العمال.
وبعد توحيد البلاد، جرت ثلاث انتخابات تشريعية في 1993 و1997 و2003، ورئاسية في 1999 و2006 تم بموجبهما التجديد لصالح، وكان يفترض ان تنتهي ولايته الحالية في 2013.
استغلال موضوع «القاعدة»
وواجه ايضا تنظيم القاعدة، الذي اسسه بن لادن، السعودي المتحدر من اليمن، الا انه استخدم خطر هذا التنظيم لتعزيز موقعه لدى الولايات المتحدة التي كان يحصل منها على 150 مليون دولار سنويا.
وواجه صالح منذ نهاية يناير حركة احتجاجية غير مسبوقة، واصبح اكثر عزلة، الا انه ظل يسيطر على القسم الاكبر من القوات المسلحة، ويحريك مئات الالاف من المؤيدين كل اسبوع.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alqabas.com.kw