الرئيس اليمني أكد استعداده للشراكة والتعاون لإنجاح المبادرة الخليجية ... وغادر إلى نيويورك للعلاج
خادم الحرمين يرعى توقيع صالح والمعارضة اتفاق نقل السلطة
خادم الحرمين الشريفين يراقب علي صالح خلال توقيعه المبادرة أمس
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| صنعاء - من طاهر حيدر |
وقّع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس، في الرياض المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن ما يفتح الباب امام نهاية الازمة الحادة التي يشهدها هذا البلد منذ اكثر من 10 اشهر، ليتوجه بعد ذلك الى نيويورك «لتلقي العلاج الطبي» حسبما أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
ووقع علي صالح على المبادرة بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وعددا من وزراء خارجية مجلس التعاون، كما وقع عليها وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد كون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وبعيد توقيع المبادرة، قام ممثلون عن حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم في اليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة، وهي آلية مزمنة تحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن.
وبموجب هذه الالية التنفيذية، يسلم علي صالح صلاحياته الى نائبه عبد ربه منصور هادي ويبقى رئيسا شرفيا لمدة 90 يوما، على ان تشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية من المعارضة.
اما المعارضة فيتعين عليها ان تقدم فورا بعد التوقيع على الالية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة.
وتنص الالية التنفيذية على ان يقدم الحزب الحاكم والمعارضة اسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون اسبوع.
وفي 29 نوفمبر الجاري، تقدم الى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس علي صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية.
وفور اقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 90 يوما، على ان تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين.
كما يفترض ان تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم باعادة هيكلة القوات المسلحة وبازالة المظاهر المسلحة من الشارع.
وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها اجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال).
وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.
وقبل التوقيع على المبادرة، قال الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال مراسم حفل التوقيع مخاطبا القادة اليمنيين بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون، ان «صفحة جديدة تبدأ اليوم في تاريخ هذا البلد»، وأوضح ان «استقرار اليمن مسؤولية جميع الأطراف».
وأضاف ان المملكة «ستبقى عونا لجميع اليمنيين»، داعيا اليمنيين إلى «تحكيم العقل ونبذ الفرقة».
من ناحيته، شكر علي صالح السعودية وخادم الحرمين الشريفين والامم المتحدة «على احتضان هذا اللقاء بين الاخوة، أطراف العمل السياسي في اليمن». وقال ان «الخلاف الذي بدأ منذ 10 أشهر له تأثير كبير في كل المجالات، ويحتاج الى عشرات السنين لاعادة بناء ما دمرته المواجهات العنيفة مع المعارضة التي توّجت مؤامرتها بقصف جامع الصالح». وتابع: «الصهاينة الذين قتلوا الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين، انتظروا خروجه من المسجد، واغتالوه (...) فما بالكم نحن المسلمين والعرب بهذا الحقد الشديد؟ هذه ثقافة دخيلة على مجتمعنا (...)».
وأضاف: «كنا نطمح الى تبادل السلطة سلميا وبالطرق الديموقراطية، ولم نكن نريد التفرّد بالسلطة، الا أنهم (المعارضة) انقلبوا على الدستور وعلى الوطن، ما أسفر عن سقوط أكثر من 1150 شخصا من المدنيين والعسكريين».
وختم علي صالح كلمته قائلا: «نرحّب بالشراكة والتعاون مع اخواننا في المعارضة لانجاح تطبيق المبادرة الخليجية». واضاف: «ليس المهم هو التوقيع على المبادرة انما حسن النوايا وبدء العمل (اني) على استعداد لشراكة حقيقية لبناء ما خلفته الازمة وسأتعاون مع الحكومة المقبلة لانجاح المبادرة».
وفي مؤتمر صحافي عقده في صنعاء،أمس، اكد المبعوث الاممي جمال بن عمر هذه الخطوط العريضة للمرحلة الانتقالية. ودعا «كافة الاطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في الاتفاق ووقف كافة اعمال العنف فورا والتوقف عن اي استفزازات والعمل معا بنية طيبة».
وتوجه الى الشباب المحتجين بالقول: «مطالبكم اوجدت الزخم للتغيير في اليمن» و«عليكم ان تستثمروا هذه الفرصة التاريخية بمسؤولية لتساهموا بفاعلية في مستقبل افضل لليمن».
الا ان آلاف الشباب تظاهروا، أمس، ايضا في صنعاء رفضا لمنح علي صالح اي حصانة وللمطالبة بمحاكمته.
من جهته، توقع الناطق باسم المعارضة البرلمانية اليمنية محمد قحطان الا يخلي المحتجون ساحات الاعتصام التي يتواجدون فيها منذ اشهر، وقال: «لن نخلي الساحات، فالشارع لا يقبل اصلا المبادرة الخليجية». وفي نيويورك، اعلن بان كي مون للصحافيين، أمس، ان الرئيس اليمني سيتوجه الى نيويورك لتلقي العلاج الطبي.
وقال ان علي صالح اوضح برنامجه في مكالمة هاتفية معه اول من امس.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alraialaam.com