عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-24, 11:47 AM   #8
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

صحف: واشنطن وقفت وراء قبول الرئيس صالح للمبادرة الخليجية 11/24/2011 9:11:14



في وقت استجاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع نقل السلطة في بلاده تفعيلاً للمبادرة الخليجية التي رعاها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، كشفت معطيات نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية النقاب عن الدور الاميركي في ممارسة الضغوط على صالح، لاقناعه بقبول المبادرة وتسليم السلطة.وقال تقرير الصحيفة الإسرائيلية ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يمارس تلك الضغوط على الرئيس اليمني منذ ما يربو على ستة أشهر ونيف، الا ان الاخير رفض التعاطي معها، املاً في استتباب الاوضاع السياسية والامنية في اليمن، الا انه بعد وصول الحال الى طريق مسدود، تدخلت الرياض وعدد آخر من الدول الخليجية، لإقناع صالح بأنه آن الاوان لنزع فتيل الازمة، املاً في عودة الهدوء والامني لبلاده.

ضغوطات على الرئيس اليمني

لم يكن مستغرباً بحسب تعبير يديعوت احرونوت مباركة توقيع علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية، التي افضت الى تسليم السلطة بعد ما يقرب من عشرة اشهر أريقت فيها الدماء بمختلف المدن اليمنية، ولم يتوان اوباما عن اطلاق تصريحاته بعيد التوقيع على المبادرة إذ قال: "انها لخطوة بالغة الاهمية على مسار اجراء الاصلاحات التي يتطلع اليها الشعب اليمني"، وكشفت يديعوت احرونوت ان الاميركيين مارسوا ضغوطاً عديدة على الرئيس اليمني للتجاوب مع المبادرة الخليجية.

وكان الهدف من تلك الضغوط قناعة الادارة الاميركية بعدم نجاعة النظام اليمني في مساعدة الولايات المتحدة في حربها الضروس ضد تنظيم القاعدة، وعندما تلقى اوباما تقاريراً تفيد بمحاولات صالح استثمار جل قواته العسكرية الخاصة لحماية نظامه من السقوط، وانه غض الطرف عن استخدام تلك القوات في مكافحة تنظيم القاعدة، كانت هناك حاجة ماسة لدى واشنطن لتغيير نظام علي عبد الله صالح بنظام جديد.

وتفيد المعلومات الإسرائيلية ان حليف الادارة الاميركية علي عبد الله صالح تحول الى عبئ، وان الجهود الاميركية الرامية الى دحر تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن بائت جميعها بالفشل، وان الفصيل الذي يقوده انور العولقي الذي لقى حتفه الشهر الماضي، كانت تتطلع لتنفيذ عمليات تخريبية في عمق الولايات المتحدة، وخلال شهر نيسان/ ابريل الماضي بحسب الصحيفة العبرية، حثت الادارة الاميركية من خلف الكواليس عدداً من الدول الخليجية على التوصل الى صفقة يتم بمقتضاها تضمن للرئيس اليمني خروجاً مشرفاً من السلطة.

كما اجرت الولايات المتحدة في الوقت عينه اتصالات بعلي عبد الله صالح طلبت منه فيها مغادرة السلطة بطريقة سلمية في اقرب وقت ممكن، ونتيجة لاستجابته اصبح الرئيس اليمني الزعيم العربي الرابع، الذي ترك السلطة بفعل موسم الربيع العربي مع الفارق بين الطريقة التي خرج بها وبين زعماء آخرين، بالاضافة الى ذلك اكد امين عام الامم المتحدة بان كي مون: "انه سيتم نقل علي عبد الله صالح من السعودية الى نيويورك لتلقي العلاج الطبي، نتيجة للاصابات التي تعرض لها خلال محاولة اغتياله قبل عدة اشهر.

نظام قوي لمجابهة القاعدة

ووفقاً لمعلومات يديعوت احرونوت انطوت مصلحة الولايات المتحدة في تخلي علي عبد الله صالح عن السلطة على هدفين اساسيين، اولهما رغبتها في التوصل الى استقرار الاوضاع في اليمن، ثانياً اعادة السيطرة على البلاد من خلال نظام حكم يمني قوي لمجابهة تنظينم القاعدة، الذي بات يشكل تهديداً على شبه الجزيرة العربية، وإحباط محاولات التنظيم الرامية الى تنفيذ عمليات تخريبية في الولايات المتحدة.

وتعتبر الولايات المتحدة العولقي أبا روحياً للعملية التخريبية، التي استهدفت قاعدة (بورت هود) بولاية تكساس في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2009، بالاضافة الى وقوفه وراء محاولة تفجير إحدى الطائرات التابعة لشركة (دلتا) في سماء ديترويت خلالالاحتفال بعيد الميلاد عام 2009، فضلاً عن استهدافه مناطق في الولايات المتحدة واوروبا بعدد من الأظرف المفخخة عبر طرود بريدية في تشرين الاول عام 2010.


غير انه بعد شهر ونصف من الضغوط باتت الولايات المتحدة على قناعة بأن علي عبد الله صالح لا يُسرع في القبول بالمابادرة الخليجية، فبدأت الادارة الاميركية في نشر العديد من بيانات الاستنكار والادانة للنظام اليمني، خاصة بعد ان قام رجال صالح بالهجوم على شخصيات بارزة في المعارضة اليمنية، وعلى الثوار في مدينة تعز، وكان لأعمال العنف التي يدور الحديث عنها بالغ الاثر بحسب الصحيفة العبرية في تبرير الولايات المتحدة ضرورة تخلي الرئيس اليمني عن السلطة، وجاء في بيان البيت الابيض: "تخلي صالح عن السلطة هو افضل طريقة للحيلولة دون إراقة دماء جديدة، وتمكين اليمنيين من تنفيذ تطلعاتهم الرامية الى إرساء السلام والاصلاح والازدهار".


الاعتقاد الاميركي الخاطئ

واشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية الى أن جون برنار مستشار الرئيس الاميركي لمكافحة الارهاب، رئيس مكتب الـ cia في اليمن هو الشخصية الاميركية التي اجرت الاتصالات الهاتفية مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والسعودية، وعكف بالتنسيق المباشر مع البيت الابيض على خروج صالح المشرف من اليمن.

وخلص التقرير الى انه منذ محاولة اغتيال الرئيس اليمني، ونقله لتلقي العلاج في المملكة العربية السعودية، اعتقدت الادارة الاميركية ان الأزمة اليمنية باتت قاب قوسين او ادنى من الحل، وان الرئيس اليمني لن يعود الى بلاده، غير ان الاخير وبعد تعافيه أصر على العودة لصنعاء مجدداً، وفي نهاية شهر ايلول/ سبتمبر الماضي حقق الاميركيون انجازاً بحسب وصف يديعوت احرونوت، عندما تمكنت من اغتيال العولقي، إثر قصف مركبتين كان الأخير يستقل احدهما، عندما كان يتحرك هو وعدد من رجاله شرق اليمن.


وفي تحليلها للوضع في اليمن بعد خروج صالح، قالت الصحيفة انه في ظل سقوط الاخير واغتيال العولقي، سيواصل تنظيم القاعدة تشكيل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة والعالم الغربي، وحالياً مع محاولات تشكيل حكومة يمينة جديدة في صنعاء بالتعاون مع دول الخليج، سيضطر الاميركيون للعمل بالتعاون مع الدول الخليجية لتعزيز مكانة النظام اليمني الجديد، والحيلولة دون تحول اليمن الى دولة ضعيفة مثل الصومال او افغانستان، كما ترغب واشنطن في عدم تحول اليمن الى قاعدة لتدريب واطلاق عناصر ارهابية ضد السعودية المجاوره لليمن والدول الغربية.
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس