الأربعاء 23 نوفمبر 2011 04:00 مساءً
صالح يختار منفاه الأخير والعالم يرقب مراسيم الدفن الأخيرة في الرياض .. صالح في آخر ساعة ينتظر مصيره الأسود ودمه يتفرق بين القبائل والساحات والأحزاب
عدن اون لاين: فؤاد مسعد
بدأ العد التنازلي للتوقيع النهائي على تنحي صالح وتركه السلطة ليس راضيا مختارا، ولكن بفعل ثورة شعبية عارمة لم تستثن شبرا في الوطن إلا وعمه زخمها الهادر ضد صالح ونظامه الذي ظل يتساقط يوما بعد يوم جراء الضربات الموجعة التي تلقاها من شباب الثورة ومناصريها في الجيش الوطني والقبائل المنضمة للثورة ومعهم غالبية ابناء الشعب اليمني الذي انتصر لثورة الحرية والكرامة.
في اللحظات الأخيرة لصالح في الحكم يسترجع شريط ذكرياته السيء والأسود عن نهاية مهينة ما كان له أن يتصورها لولا انتفاضة الشعوب حين لفحها نسيم الربيع العربي الذي هب من تونس وطال مصر وليبيا واليمن وسوريا والبقية تأتي.
يتذكر صالح أن شباب الثورة كانوا هم العمود الفقري للثورة، هم الذين خرجوا الى الشوارع في صنعاء وتعز وعدن و باقي محافظات البلاد، هتفوا لإسقاطه وتعهدوا بمحاكمته وقالوا لن نرجع حتى تسقط انت ونظامك، وكانوا عند مستوى الوعد النبيل، التحق بهم الغالبية من ابناء الشعب من جميع الفئات لتتلاحق الضربات في جسد صالح المنهك من جراء الرقص الطويل على رؤوس الثعابين، بارك علماء اليمن ثورة الشعب ولم يظفر صالح الا بحفنة من الوعاظ الماجورين، كما التحق الجيش الوطني الحر ورموزه المخلصة واعلنوا انضمامهم للثورة بينما بقي شرذمة القتلة ينفذون توجيهات صالح بقتل الابرياء وسفك دماء الثوار، ولم يسلم من جرائمهم النساء ولا الأطفال الآمنون في منازلهم، بل ظلت ادوات الجريمة تعمل ليل نهار بهدف القضاء على الثورة كما كان يحلم صالح واهما، لكن الثورة كانت تزيد اشتعالا والثوار يزدادون إصرارا على انجاز هدفهم السامي، عاند صالح كثيرا لكنه وقع في فخ المراوغة التي اتخذها اسلوبا لحكمه الفاسد لأمد يزيد عن 33 سنة.
يتذكر صالح ان شرفاء القبائل اليمنية تمكنوا من تكسير اذرعه في أكثر من مكان، ولاقى جنوده المغرر بهم ما لاقوا من دروس في الاصرار مهما كانت التضحيات جسيمة، راوا كيف ظل المواطنون متمسكين بثورتهم رغم بشاعة الجرائم التي ترتكب بحقهم، وهكذا هي الثورات.
الجيش الحر المناصر للثورة علم صالح وجنوده كيف يكون الجيش خادما أمينا للشعب وليس حارسا للعصابة أو أجيرا لقاتل مهووس بالقتل وممسوس بجنون العظمة، ومن هنا تعاظمت الضربات في جسد صالح ونظامه الذي بدا أوهى من بيت العنكبوت، ولولا حرص الثوار على سلمية الثورة لما بقي كل هذه الشهور يمارس هوايته في القتل والعدوان والمراوغة.
اعتمد صالح الحرس الجمهوري وقواته الخاصة لكن دون جدوى لان الشعب الذي خرج للساحات لم يكن ليخاف من جنود صالح وابنائه الذين يقتلون لا لشيء إلا لمجرد القتل، الترسانة الثقيلة لصالح لم تنفعه وقت الجد وإعلامه الكاذب والمضلل لم يسمعه احد وان سمعه فلن يصدق بل يزيد قناعة ان صالح سقط مع نظامه في الحضيض الأسفل.
|