[المسعودي اليافعي]

أخواني الأعزاء
إن طغيان المشاعر المتحفّـزة لدى شعب الجنوب, للخلاص من الطغيان والظلم والقهر وطرد المحتل... تأبى تصديق واقع الخلافات أو الاعتراف بها لعل وعسى أن يهـدي الله من يقـف وراء الخلافات ويعـود إلى رشده.
لكن الحقيقة المُـرّة التي لا يستطيع أحـد أن يداريها أو ينكرها, إن الخلاف والاختلاف موجود منذُ بداية تشكيل مكونات الحراك وبعمق, والأسوأ من ذلك أنه مصحوباً بالكثير من الدسائس والمكايد, وقد يتحول يوماً إلى اصطفاف هـدّام يؤثر سلباً على القضية الجنوبية وعلى تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي.
أن تعامي الشخصيات المجتمعة في القاهرة عن وجود الخلافات والمضي قدماً بالسير في مشروعهم الفيدرالي لا يخدم القضية الجنوبية, فمثل ذلك الأمر أشبه بمن يخفي جرحاً خبيثاً أصابه وسط صابر وجهة, وبدلاً من إخفاءه يفترض علية الجهر بالداء ومعالجته حتى يبرح ويشفى منه.
ليس من الحكمة أبداً تكريس الإقصاء والاستثناء والانتقائية لأن تلك الممارسات من الماضي ولم تعد مقبولة لأحد ... بل من واجب كل أبناء الجنوب السعي لتمتين التآخي وتوثيق التآزر بين مختلف شرائح وفئات المجتمع والحفاظ على الثقة الممنوحة للقيادات من الشعب وعدم تخييب آماله وتطلعاته فقد خذل كثيراً, وعلى الجميع الكف عن استرخاص دماء الشهداء وكل التضحيات التي قدمها شعب الجنوب, والتوقف عن القول أن لا خوف على القضية الجنوبية, وأن لا وجود للعشوائية ولا للمناطقية أو الحزبية, ومثل ذلك القول ليس سوى هُـراء في هُـراء لأنها موجودة وهي أهم أسباب معاناتنا الحالية المُحزنة .
ومن الواجب على كل جنوبي مخلص غيور على مستقبل شعبه ومصير وطنه أن يبحث عن أسباب الخلاف والاختلاف, وأن يحاول التعرف على طبيعتها لمنع التشتت والتشظي, وبذل الجهد بكل جدية ومصداقية للتشخيص ثم العلاج والسعي للم الشمل وتوحيد الجهد والرأي والكلمة .
إذن ... ما هي المشكلة التي تعيق الحراك من تحقيق تلك التمنيات الشعبية ؟ . وأين مكمن الخلل فيما يعاني منه الحراك ؟. أليست القضية هي قضية شعب يتطلع إلى غـدٍ مُشرق وإلى تحسين وضعه ومستواه؟. أم هي قضية أفراد وجماعات وأحزاب خدمتها ظروف آنية زائلة فاستغلت الأوضاع الحالية, وهي بذلك تصر على فرض نفسها وصية على الشعب؟.
خــتـــامــاً :
الـمــهـــم هــو :
((مــا نــعــمــلـــه فــعــلــيـــاً .. ولــيـــس مــا نــدعـــي عــمــلــــه))