لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد .
ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث .
وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي.
ماهي القضية الجنوبية ..؟
لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي .
فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه .
الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها .
الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن .
ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم .
فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة .
لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب .
لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول .
إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ).
فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه .
ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة .
ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه .
الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة .
إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب .
ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر .
ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر .
الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية
يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين .
واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين .
لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط .
أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا .
وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة .
لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال.
الحل الذي يرضي شعب الجنوب
من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة .
وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء .
من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب .
ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة .
لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي
لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين .
لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية .
ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين .
وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة .
فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث .
من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح .
كلمة أخيرة ..
نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك .
وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث .
فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري
لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد .
ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث .
وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي.
ماهي القضية الجنوبية ..؟
لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي .
فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه .
الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها .
الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن .
ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم .
فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة .
لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب .
لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول .
إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ).
فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه .
ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة .
ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه .
الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة .
إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب .
ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر .
ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر .
الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية
يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين .
واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين .
لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط .
أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا .
وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة .
لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال.
الحل الذي يرضي شعب الجنوب
من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة .
وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء .
من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب .
ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة .
لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي
لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين .
لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية .
ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين .
وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة .
فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث .
من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح .
كلمة أخيرة ..
نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك .
وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث .
فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري
لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد .
ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث .
وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي.
ماهي القضية الجنوبية ..؟
لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي .
فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه .
الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها .
الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن .
ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم .
فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة .
لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب .
لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول .
إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ).
فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه .
ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة .
ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه .
الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة .
إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب .
ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر .
ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر .
الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية
يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين .
واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين .
لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط .
أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا .
وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة .
لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال.
الحل الذي يرضي شعب الجنوب
من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة .
وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء .
من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب .
ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة .
لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي
لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين .
لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية .
ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين .
وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة .
فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث .
من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح .
كلمة أخيرة ..
نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك .
وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث .
فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري
http://www.al-tagheer.com/arts11159.html