عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-22, 03:34 PM   #4
ابو عبود
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-12
المشاركات: 291
افتراضي

30 نوفمبر المناسبة والتطلعات بقلم : الأستاذ عوض باعباد


تاريخ النشر : 2011-11-19



30 نوفمبر المناسبة والتطلعات
بقلم : الأستاذ عوض باعباد

أيام قليلة تفصلنا عن حلول ذكرى الاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر بدلالاته النضالية والتضحيات الجسام المؤدية إليه.
فهل بالإمكان ان نجعل من هذه المناسبة ومن تضحيات الآباء والأجداد محفزاً لمغادرة أنانيتنا ولانطلاقة حقيقية نجدد فيها شباب ثورتنا السلمية الهادفة إلى استعاده وطن ال30 من نوفمبر من نير الاحتلال والملهمة لثورات الربيع العربي .
وهل تجعل قيادات الخارج من هذه المناسبة التي لها شرف الإسهام فيها مدخلا للتسامي فيها فوق خلافاتها المستمد جزء منها من استدعاء صراعات الماضي المدمرة وتتعهد بالكف عن التمادي في استمرار تمزيق وحدة قوى الحراك في الداخل وتقر قولا وممارسة ان لا وصي على هذا الشعب إلا نفسه . وهل يترفعون إلي ما نتوسم فيهم ونعلق عليهم من آمال باستحضار الحكمة للبحث عن القواسم المشتركة التي توقف تداعيات خلافاتهم في الخارج على الداخل .
وهل تنحي مكونات الحراك في الداخل العاملة على استعادة دولة الجنوب خلافاتها التي لا مبرر لها جانبا وتخطو خطوات تصالحية حقيقية وملموسة تكون غايتها وضع حد لصراعاتها وخلافاتها وتفريخاتها الممزقة وترص الصفوف وتوحد الطاقات والمواقف وتتجاوز أزمتها القيادية . و هل توقف أملاءات قيادات الخارج عليها إلا بما يعزز الوحدة الوطنية والدفع بالنضال السلمي إلى الأمام ويقربنا من هدفنا المنشود .
فإذا استطعنا الاقتراب من هذه الغايات الوطنية العظيمة فإن أولى الحقائق التي يجب علينا التسليم بها ونعيد نكررها المرة تلو الأخرى انه لا مكان للضعفاء ولا صدقات مجانية ولا حسنات لوجه الله ولا حقوق إنسان ولا حقوق شعوب في عالم السياسة إلا بما يتوافق والمصالح الاقتصادية والأمنية للدول الكبرى والإقليمية .
وإن هذه الدول لاتتعاطي ولا تلتفت للضعفاء ومستجديي حقوقهم عند عتبات أبواب الغير أو المتبرمين والشاكيين من الظلم والحيف الواقع عليهم واستدرار العطف .
وان الشعارات الإنسانية البراقة الأخرى مجالها المنظمات الإنسانية وليست الدول .
وقلنا ونعيد تكرار القول أن مصالح هذه الدول التي جعلت من صالح الرئيس المدلل بين رؤساء العرب والمستجاب لرغباته وطلباته موجودة في منطقتنا الجنوبية ومفاتيحها الأمنية ( كالممرات المائية وما يسمى بالإرهاب القاعدي المفتعل ) والاقتصادية ( تأمين حقول النفط والغاز واستمرار تدفقها ) المفروض أن تكون بأيدينا بحكم موقعها ولكن يسبق ذلك توحيد صفوفنا و تحديد إستراتيجيتنا بوضوح.
قلنا و نعيد نكرر القول إن لا الجزيرة ولا العربية ولا الحرة ولا أل بي .بي .سي . (BBC )من يمكن أن يلفت انتباه العالم للتعاطي مع قضيتنا الوطنية وإنما بالضرب على الوتر الحساس لهذه الدول التي كما قلنا أن مفاتيحها يجب أن تكون في بأيدينا ونبتعد قليلا عن المناشدات والاستجداء باسم العدالة والأخلاق وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب دون التخلي عن سلمية ثورتنا .
ولن أغادر عالم الواقع كثيرا إلى عالم الخيال والأحلام أن جزمت وقلت انه وفق منطق لا صداقة دائمة وإنما مصالح دائمة وبرغم كل ما يقال عن الحفاظ على الوحدة ، فإن المجتمع الدولي وقواه الكبرى مقتنع أو في طريقة للقبول بأن الوحدة اليمنية غير قابله للحياة تحت إي لافته وحلول اسعافية لإخراجها من العناية المركزة .
وأستطيع القول وبأطمئنان إن مصالح دول الجوار الإقليمي الإستراتيجية حتى على المدى القريب ليس في استمرار الوحدة السياسية بين الدولتين .
إذا ما الذي يحول دون أن نجعل هذه الدول تغادر مواقفها الملتبسة والمؤيدة للوحدة و تمارس قناعتها؟.
أولا يجب أن نقتنع إننا فعلا بإمكاننا تملك مفاتيح القضايا الرئيسية الثلاثة التالية :
- التأثير على المصالح الدولية الاقتصادية والأمنية في منطقتنا .
- الإيمان بإمكانية اقتناع العالم بأن الوحدة السياسية بين دولتي الجنوب واليمن قد سقطت في حرب 94 وإنها ألان تعيش في غرفة العناية المركرة.
- أن مصالح الدول الإقليمية الإستراتيجية حتى على المدى القريب والمتوسط ليست مع الوحدة السياسية بين البلدين .
أما المدخل إلى ذلك ينطلق من:
- تغيير أساليب وطرق نضالنا السلمي من مسيرات أسبوعية أو في المناسبات الوطنية لمده ساعة أو ساعتين والتباري في إلقاء الخطب الثورية يعقبها إصدار بيان ثم نعود إلى بيوتنا أو مداكي مقايل القات أو باجتماع هنا أو هناك يصب مزيد من الزيت على نار خلافاتنا وتمزقنا ليزيدها اشتعالا واتساع ، و تحويله إلى فعل يومي يشل الحياة تماما بتضحيات جسام تليق أن تكون مهراُ للوطن المنشود ويدفع بقوى قمع الاحتلال أن نتخرج سافرة من جحورها وتكشر عن أنيابها وتمارس وحشيتها فيحرج الدول والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام فتصبح معها قضيتنا على صدارة أجندتها .
- وان نثبت ونقنع المجتمع الدولي إننا جديرين أن نكون شركاء في تحمل مسؤوليتنا في صنع الأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ عليه وليس كما كان يفعل صالح عبر التنازلات والرشا التي يقدمها مجانا مقابل ضمان استمراره في الحكم.
لا نريد أن يحكم علينا التاريخ أن قياداتنا على كبر سنها و كثرة تجاربها لم تبلغ سن الرشد السياسي تضيع معها مصلحة الوطن أوان هذا الشعب الذي قدم التضحيات العظام التي توجت ب30 نوفمبر عاجزا أن يبرز من بين صفوفه قياده ميدانية قادرة على تجاوز القيادات الحالية بكل إمراضها الموروثة التي نخشى أن تكون قد أصبحت مستعصية على الشفاء
ولا نريد أن يقال عنا كما تولون أو كما تكونون يولى عليكم .

http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...19/243175.html
ابو عبود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس