[طائر الاشجان]

يُفهم من بيان الوفد الحضرمي المنسحب من اجتماع القاهرة بأن السبب محصور في عدم إتاحة الفرصة لمكونات جنوبية أخرى ويقصد بها السلاطين ، فمجيء الشيخ غالب القعيطي قد أحدث تحولاً في المسار الحضرمي على طريق قضيتهم التي تراوحت على مدى الفترة الماضية بين الإفصاح عن المشروع الحضرمي المعروف وبين الخشية من الخروج عن الإجماع الجنوبي ومواجهة المجهول ، والوفد الحضرمي بطبيعة الحال يعرف ما تنطوي عليه أجندة اجتماع القاهرة ، وذهابه إلى هناك ليس إلا لحفظ ماء الوجه ، وللتأكيد على أن الخلافات ليست مبيتة ، ولكنها تأتي فجأة ، وكان بإمكانهم أن يشترطوا حضور أطيافاً يرون أن وجودها ضروري ، فإن لم يُستجب لهم عدلوا عن الحضور ، لكن تواجدهم في قاعة هذا المؤتمر ، لمجرد فقط أن ينسحبوا بالمبرر المذكور إنما لإعطاء السلطان زخماً إعلامياً ، وأنهم كرد فعل طبيعي سيؤيدون مشروع استقلال حضرموت تحت لواء السلطان الذي جاء بخطته وأعلن عنها في حينه ، وهي تفصح عن نية السلطان في استعادة ملكه الذي يرى أنه صودر بفعل ثورة 14 اكتوبر ، وبرأيي أن هذه بداية الشرخ الذي سنشهد اتساعه على رقعة حضرموت والجنوب العربي ، وأن بداية مخطط جديد يهدف إلى حصول حضرموت على استقلالها الذاتي بمعزل عن الكيان الجنوبي ، ولا يُستبعد أن يقتحم الساحة أحد أنجال السلطان الكثيري للمطالبة بحقه في استعادة مجد آبائه ، ولا شك أنه سيجد مؤيدين له كثر ، وعلى هذا يجب النظر بعين حصيفة إلى ما يجري ، ومواكبة تطوره بشكل دقيق ، لأن اللعبة السياسية بدأت تدير عجلتها في اتجاهات الشرذمة للجنوب على خلفية غياب القيادة الشرعية الفاعلة ، وتدخل قوى أجنبية ما تزال أطراف الخيوط بأصابعها تحركها كيفما شاءت ، وتوجهها وفق مشيئتها ، ويا خبر بفلوس بكرة ببلاش .

تحياتي
طائر الاشجان