عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-03, 09:55 PM   #4
أحمد الربيزي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
افتراضي

القصاصة – 3
المبصر الراحل في زمن العميان
البردوني : حرب 94 وصلت إلى أعماق العاصمة عدن والمكلا .. وكان ينبغي المحافظة على العاصمة (عدن ) بكل ما هناك من قوة، والمكلا تبقى طالما العاصمة باقية. أهم شيء في السياسة أن تبقى العاصمة

لاشك أن كل من يقرأ هذه المقابلة يشعر بحكمة الرجل وبصيرته التي أشتهر بها بالإضافة الى كونه مثقف ملم وأديب ناقد وشاعر وسياسي محنك ولعل ما طرحه هنا من رأي سديد حول ما كان يجب على الجنوبيين الحكام حينها والعسكر والسياسيين القيام به وهو الدفاع المستميت على العاصمة عدن وعدم التفريط فيها ومن هنا أدعوا كل سياسيي الجنوب ونشطاء الحراك السلمي وثوار الجنوب التركيز في نضالهم وتثقيفهم وتوعيتهم وإمكانياتهم على العاصمة عدن وتكثيف العمل فيها وأعتقد أن الجميع يعرف أهمية العمل في العاصمة
ولا يفوتنا أن نشير إلى أننا لا نتفق مع كثير من المصطلحات الواردة في المقابلة ونعرف أن شعب الجنوب التواق إلى تحرير بلده لم تعد تروق له كثيرا منها .. ولكن لا ننسى أن الفقيد الراحل شاعر وأديب وحكيم عربي وأن كان مولده في بردون – ذمار في الجمهورية العربية اليمنية ولا يمانع أن يقول كلمة حق في وقت عجز كثير من الجنوبيين عن قولها حينها – منتصف التسعينات – بل ومن المؤسف حق ونحن في عام الثورات (2011) أن بعض السياسيين الجنوبيين لم يتفوهوا بنصف ما تفوه به حينها الفقيد المبصر الراحل عبد الله البردوني
رحمة الله تغشاك أيها الفقيد الأديب والشاعر والحكيم العربي عبد الله البردوني


>الصحفي / جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن هذه الأبيات أستاذ عبد الله، من إحدى قصائدك، هل ما زالت تتمتع بفاعلية في مدلولها على صعيد الواقع، أم أن لها دلالة ضمنية الآن كيف؟

البردوني - القصيدة ما زالت قضيتها قائمة، وما يزال الجنوب جنوباً والشمال شمالاً، وما زال جنوبي في صنعاء شمالي في عدن. الظواهر كلها كما كانت، لأنه لم تحدث تغيرات ثقافية وتغيرات اقتصادية واجتماعية فتحل مفهوماً مكان مفهوم. ظلت المفاهيم القائمة قائمة. ليس عيباً أن يكون هذا جنوبيا وهذا شماليا، ليست المسألة الجهة أو الانتماء لأي جهة، المسألة: الإنسان، الذي يقدر أن ينفع في الشمال وينفع في الجنوب، وإذا كان أنفع في الجنوب يا حيا الله. كل ما يحدث من خير لشطر فهو في صالح الشطر الثاني. القضية ما زالت قائمة، وقائمة على أشدها، ولا بد أن الحرب أججتها وفجرت لها أبعاداً بعيدة وأغواراً لا أحد كان يظن أنه سيصل إليها، لأنه لم يسبق أن قامت حرب بين الشطرين، ولا سبق أن حدث هذا الهجوم الكاسح الذي يتكون من نصف مليون بما فيه الدبابات والطائرات والمدافع والصواريخ.

> الصحفي / ولكن وقعت حربان في عام 1972 و1979!

البردوني - لا. كانت هذه حركات حدودية ما تجاوزتها، لكن هذه (حرب 94)وصلت إلى أعماق العاصمة عدن والمكلا. لأن الجماعة الذين في عدن (لم يحسنوا تقدير) موقف هؤلاء ومقدار قوتهم وماذا أعدوا للحرب. (الرئيس وحلفاؤه) أعدُّوا لحرب كبرى، وهم (الاشتراكي) ما أعدوا لحرب كبرى وقوتهم صغيرة وقسموها قسمين، في عدن والمكلا، وكان ينبغي المحافظة على العاصمة بكل ما هناك من قوة، والمكلا تبقى طالما العاصمة باقية. أهم شيء في السياسة أن تبقى العاصمة. وبعدها كل إقليم سيلحق بعاصمته. لكن كانوا يظنون أن القتال على البترول وكانوا يتصورون أن علي عبد الله صالح سوف يصل إلى المسيلة حيث آبار النفط ويتوقف. لا، الرجل كان يعدُّ لحرب كاملة، وكان ينبغي أن يعرفوا، لا أدري، هم ما عرفوا أو أنهم ما قدروا أو أنهم تصوروا الحرب تصوراً، ما رأوها من علوم حربية: يعرف موقف العدو، كم قوته، ما مدى نجاح استخباراته... هذه مسألة ضرورية للمتحاربين، وإلا سيكون غالبا ومغلوبا إذا لم يكن (هناك) تكافؤ في المعرفة. أتصور لو أن القوة الجنوبية احتفظت بعدن وما يتصل بها، كالضالع والعند، لكانوا انتصروا، وحتى يأخذوا المكلا، يأخذونها مدة، أيام، لأنها ليست عاصمة. إنما هو احتلال أرض، وإذا احُتُلّت أرضك وأنت صاحب عاصمة في الإقليم يمكنك تسترجعها بالاحتجاجات الدولية وبالمرافعات إلى مجلس الأمن بواسطة الجامعة العربية... كله كان يمكن أن يعود إلى أهله لو احتفظوا بعدن، لكن سقوط العاصمة أبقى البلد ليس فيه من يقول هذه بلادي!!


المقابلة مأخوذة من مدونة الأستاذ سامي غالب رئيس تحرير أسبوعية "النداء " اليمنية
أحمد الربيزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس