[عبدالله البلعسي]

هدوء حذر في صنعاء بعد مواجهات عنيفة
آلاف المتظاهرين يناشدون مجلس الأمن اتخاذ موقف


جندي من القوات المنشقة يحمل قذيفة منفجرة في حي الحصبة شمال صنعاء (ا ب)
صنعاء - نبيل سيف الكميم
تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين امس في صنعاء، مطالبين مجلس الأمن باتخاذ موقف حازم من نظام الرئيس علي عبدالله صالح اثر صدور قرار المجلس القاضي بتنفيذ المبادرة الخليجية المتضمنة تنحي صالح عن حكم اليمن. وانطلقت التظاهرة من «ساحة التغيير» بجامعة صنعاء نحو شارع الزبيري وتقاطع «كنتاكي»، متخطية للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، ما بات يعرف بخطوط التماس بين القوات الموالية للرئيس صالح والقوات المؤيدة للمحتجين بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. وللمرة الأولى، لم تسجل أي إصابات في التظاهرة. وقدم المتظاهرون الورد والزهور لقوات الأمن المركزي الموالية لصالح.
إلى ذلك، تنظم الجماهير اليمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح اليوم مسيرات مليونية عقب صلاة الجمعة في صنعاء وعموم المحافظات اليمنية تحت شعار «جمعة فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز»، للتعبير عن الوفاء لولي العهد السعودي الراحل وللدور الذي لعبه في مساندة القضايا العربية والإسلامية.

تجدد المواجهات
خيم هدوء حذر على العاصمة صنعاء بعد اشتباكات، اسفر عنها مقتل واصابة نحو 60 شخص من العسكريين والمدنيين والمسلحين التابعين لقوات الجيش المنشق والمسلحين التابعين لآل الأحمر.
وفيما سمع دوي انفجارات ضخمة في الساعات الاولى من الخميس في منطقة الحصبة وحي صوفان والنهضة والصيانة، فقد اعلن مصدر مقرب من الجيش المؤيد للثورة بقيادة اللواء على محسن صالح مقتل اثنين من كبار ضباط الحرس الجمهوري احدهما برتبة عميد والآخر برتبة عقيد خلال المواجهات. من ناحيته، طالب الشيخ حمير عبدالله الاحمر نائب رئيس البرلمان بتشكيل لجنة من قبل الاتحادات البرلمانية الدولية لتقصي الحقائق حول الاعتداءات التي شنتها قوات الحرس الجمهوري وقوات نظام الرئيس صالح على منزله في حي صوفان. واعلن التزامه بالتهدئة المعلنة من قبل اللجنة التي يترأسها الفريق عبدربه منصور هادي والتزامة بوقف اطلاق النار في صنعاء، وذلك «تجنبا للفتنة».

حرق {المقارم}
والاربعاء، قامت عدة آلاف من النساء اليمنيات بحرق «مقارمهن» بصنعاء، احتجاجا على الحملة القمعية التي تشنها الحكومة ضد المحتجين. وهتفت النساء «ايها العالم! اين ضميركم؟ أوقفوا قتل الحرائر». يذكر أن إحراق «المقارم» عُرف يمني يعبر عن القهر والظلم، ولا يلجأ الى هذا الفعل إلا في حالة الظلم والقهر الشديد وآخر وسيلة تستخدمها المرأة اليمنية لطلب الاستغاثة والنجدة.

مقتل 6 متشددين
في إطار امني آخر، صرح مصدر مسؤول بالسلطة المحلية في محافظة أبين بأن 6 أشخاص لقوا مصرعهم من عناصر «القاعدة»، وأصيب العشرات، بينهم جنديان في مواجهات مسلحة بعدة مناطق بمحافظة أبين.
كما قتل ثلاثة عناصر مفترضين من «القاعدة» في غارة جوية شنتها «طائرة بلا طيار مجهولة ويرجح انها اميركية»، على الشقرة قرب زنجبار عاصمة ولاية ابين.

الطيارون السوريون
في غضون ذلك، كشف مصدر عسكري يمني تفاصيل تحطم طائرة عسكرية في محافظة لحج، وأوضح أن المدربين السوريين الثمانية الذين لقوا حتفهم كانوا يعملون مدربي طيران في كلية الطيران والدفاع الجوي للطيران التدريبي الأساسي منذ 11 عاما. وإن الحادث وقع نتيجة «لخطأ وسوء تقدير من الطيار بالهبوط قبل المدرج».
وأكد المصدر أن السوريين يعملون مدربين في اليمن منذ عام 1999 في إطار بروتوكول للتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين. وكانت رواية أخرى قالت ان الطيار حطّم الطائرة عمداً بعد ان كانت الاوامر تقول بقصف المعارضين.