الحقيقة أن هذا العنوان استفزني كثيراً .. ولا شك أن كثيرين غيري انتابهم نفس الشعور ، كنت أتمنى ألا أرى جنوبياً يفاخر بمنطقته وأنه ينتمي إلى قلعة صمود لا يجاريها غيره في الثبات والعلياء ، ونحن هنا نخاطب النخبة المثقفة التي لا يجوز بحال من الأحوال أن تمرر مثل هذه المفاهيم ، فبالأمس كان اخوتنا في حضرموت يعزفون على وتر دولة حضرموت ، ويفتخرون بأنهم مساحة الوطن الأكبر ، وخيره العميم ، ووصل بهم الحال إلى المطالبة بالإستقلال تحت مظلة حكم فيدرالي ، وذهبوا ينقبوا في التاريخ عن الأمجاد والبطولات ، والخصوصية التي يتمتع بها هذا الجزء من الجنوب العربي ، واليوم تتعالى نبرة يافع ، ولا نريد أن نخوض في موال الإنشقاق الذي تعرض له الجنوبيون ، وجذوره وانتماءاته ، لأن نهر التصالح والتسامح قد غسل كل بقاع الرجس ، ورمى خلف ظهره برواسب الأمس القريب ، وأمام هذه الأيقونة لا بد من التأمل في خاصية الولاء لمن تكون هل ليافع أم للجنوب العربي ، وهل من دوافع السرور أن نرى الضالعي واللحجي والعوذلي وغيرهم وقد انبرى كل منهم يردد قول الشاعر الجاهلي :
" ونشرب إن أردنا الماء صفواً .. ويشرب غيرنا كدراً وطينا "
هل نعيد نعرة خلافات الأمس القبلية والذود عنها بثقافة اليوم ، لماذا لا يكون الوطن السليب هو انتماؤنا ، وقضيته هي قضيتنا ، ولا فخر لأحد على أحد ، من يستحق التقدير والتكريم والرفع على الرؤوس هو من يقدم النفس والمال رخيصة في سبيل تحرير الأرض والعرض ، ويضع حداً لاستباحة المستعمر الغاشم لكافة موارد هذا الوطن وخيره العميم ، ويكون بذلك استحق رضاء الله والناس لأنه ارتفع بحسه وفكره إلى المستوى الذي يليق به كثائر ، ولم يلتفت إلى الغثاء لأنه لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-10-27 الساعة 09:17 PM
|