عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-01, 04:56 PM   #1
الزامكي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-10
المشاركات: 2,807
افتراضي هنا مربط الفرس ياشباب الجنوب..اتركوا سالم صالح في حالة

ياشباب الجنوب فجروا افكاركم هنا..موضوع رائع جداً..
عدن نيوز - خاص - 1-3-2009
النظام والمشترك والتأجيل

*المهندس: علي نعمان المصفري

النظام اليمني يعيش هذه الأيام وضعا لا يحسد عليه, لتنها ل الطعنات الموجعة في خصره. ولم يعد لديه مخرج من انهياره وسقوطه سوى البحث عن جرعات تخديرية فقط. وجد في المشترك رافدها وحاملها.
الوضع في اليمن خطير جدا, حذرنا منه مرارا وتكرارا, عسى أن يكون لمن يدعون ذاتهم قوى التحديث دورا محوريا في عمليه التحديث والتغيير والوقوف مع الشعب لا أن يكونوا مصدات تعثر في طرق التطور الحتمي للتاريخ وقوانين الحياة.
لكن الأمر اختلف تماما في الحالة اليمنية والعقلية المستندة على التعصب. لقد ظلت عامه الناس تراهن في حتمية وضع حد نهائي للوضع الحياتي والإنساني المعاش, وأعتبر المشترك ذاته على أنه معارضه وحزام ناقل لهموم الناس وممثل طبيعي لها, وذات أحاديه التمثيل دون الجنوب الذي شارك في تدميره سوى من خلال اليمننة لما وصل إليه بفعل الاشتراكي وعوده الجنوب إلى المربع الأول, أو من خلال مشاركه الإصلاح في الحرب المشئومة صيف 1994 إلى جانب النظام اليمني وتحت مبررات فتاوى مشائخ الموت منهم.
وسقطت مراهنات المشترك بفضيحته عشية قبوله بنتائج الانتخابات الرئيسية والمحلية عام 2006. بل وساهم اللقاء المشترك في إخراج النظام من مأزقه وحتمية انهياره, وعمل على تجميل صورة النظام, بما مكنه من قبول الدول المانحة على تقديم المنح والقروض على الرغم من قناعتهم بعدم جدوى ذلك والتي جمدت لاحقا, وتم إعادة نظام صنعاء إلى صندوق الألفية الثانية. بعدما أخرج منه لعدم التزامه بشرطيه العضوية في مجالي الديمقراطية وانتهاكه لحقوق الإنسان واستشراء الفساد في كل مفاصل النظام وعمت الفوضى كافة مناحي الحياة دون استثناء وغاب القانون والنظام وعم بديلا عنه قانون الغاب وسيادة العناصر المتنفذة واستفحلت الجر يمه بكل أشكالها وألوانها دون أي رقيب أو حسيب.
وليس من تلك اللحظة فقط, فلقد ظلت أحزاب اللقاء المشترك بعيده تماما عن كل قضايا الساحة السياسية بل وكانت مشاركته في الحرب على الجنوب أو بالسكوت عنه. ولم يتبنى واحده منها وعلى وجه التحديد بعد حرب صيف 1994 التي شنها النظام اليمني على الجنوب, والتي خلصت فيها إلى احتلال الجنوب, ولم يكن للمشترك موقف واضح..حيث شهدت الساحة السياسية جمله من الأحداث. غاب عنها المشترك, ولم يكن له حضور فيها.
و أدار ظهره لتلك المسائل إلهامه والحساسة دون أن يترك بصمه فيها. مما أفقدته المصداقية وحضوره الشعبي وسط الجماهير. وظهرت حقيقته. ولم يعد له مكانه بعدما كان الدرس بليغا في الضالع. ومع أن بعض أفراده من أبناء الجنوب بقوا ضمن النسيج في قياده الحراك في الثورة الجنوبية فاعلين بمعزل عن المركز, باعتبارهم جنوبيين وحزبهم الجنوب.
واهم تلك الأحداث, الحروب الخمسة في صعده, وألازمه ألاقتصاديه الطاحنة, والانهيار الأمني, وقضايا الإرهاب والإرهابيين, وثوره الجنوب التي أقعدت وشلت النظام اليمني تماما عن الحركة.
وبعدما خرج النظام اليمني مهزوما من حروب صعده, وجهت الثورة الجنوبية إلى نحره ضربات موجعه . لم يقو على الاستقامة أمامها, بالرغم من كل المحاولات المستميتة لوأدها. بل عززت القناعة الوطنية على ضرورة الاستمرارية والخلاص من واقع هذا النظام واستعاده الدولة والهوية الجنوبية.
لقد تواصلت الانتصارات الجنوبية وتوجت بقيام المجلس الوطني الأعلى لقياده مسيره التحرير واستعاده الدولة الجنوبية وبقية القوى الاستقلالية والذين شكلوا انعطافه تاريخية لتقوية دور ومكانة قوى الاستقلال لتأمين وتحصين مسيرة النضال السلمي وتحقيق الهدف الوطني السامي في الاستقلال والتي أطلق بشائرها تاج من ساحات الحمام اللندنية في زمن العتمة واليأس عام 2004م. تلك التي بدورها أسهمت في تطوير الوعي الشعبي بقراءة منطقية للواقع وامتلاك رؤية وموقف ثابت, خلقت من وحي الشارع السياسي الجنوبي ومعاناته, وفضحت كل السياسات ألالتوائية على الجنوب واستحالة تمرير خطط القائمين على يمننته.
لقد ظل المشترك يلعب على حبل الانتخابات القادمة تارة برفضه القاطع للمشاركة, وتارة أخرى يعقد خلف الكواليس صفقات الزيادة والنقصان. وفي الخفاء تمت صفقه الحديدة مع الحزب الحاكم على أجراء الانتخابات أو تأجيلها حسب ترمومتر الجنوب. ليظهر بصوره القوه شعبيا وأمام العالم على انه قد فرض واقع آخر غير ما يريده الحاكم لإعطاء ذاته صفه التمثيل الشعبي وأهليته لها. وبدل من تكريس جهوده لإسناد ومؤازرة شعب الجنوب اتخذ موقف مضاد للوقوف أمام ثورته ومحاربتها بمختلف الطرق والأساليب. ووقف في ذات الاصطفاف مع النظام,( يمني- يمني) ضد الجنوب الأرض والإنسان والدولة والتاريخ والهوية الجنوبية العربية الأصيلة والنقية نقاء أبناء الجنوب في الوطن وكل بقاع الشتات. وللأسف تعاملوا مع الجنوبيين بروح عنصريه وتمييز واضح, وكأن شعب الجنوب من ارض أخرى غير الأرض, التي في عبقها وترابها ومائها معصور في الحامض النووي..
وكأن الجنوب لم يأت ضمن أجنده المشترك نهائيا, بل واعتبر المشترك الجنوب الهدف الذي يصب فيه مجمل نشاطه. ويرى في أي خطوه من خطوات تطور الثورة الجنوبية خطرا يهدده, لابد من القضاء عليه, باعتبار ذلك من وجهه نظرهم واجب سياسي وديني وخروج عن شرعيه النظام القائم بدليل فتاويهم على الجنوب.
مما يعطي دليل قاطع على انه وجها آخر للنظام ومنقذا له من أزماته يطيل عمره. وهو ما أكده الأستاذ القدير محمد قحطان في أحدى المناظرات مع الكاتب عبر منبر قناة الحوار اللندنية.
وهاهو الاتفاق الذي ابرم يوم أمس مع ر يئس النظام بتأجيل الانتخابات لحولين من تاريخه حتى عام 2011م. يعد هروبا من قرار الشعب في الجنوب برفضه للانتخابات جمله وتفصيلا. والذي يعد استفتاء الجنوب على رفض وحدة الضم والإلحاق والإقصاء, وحتى لا يذوقون مرارة الهزيمة وينكشف زيف ادعاء تهم أمام العالم. ولم يحسبوا لتواجد العالم بعيونه في الشارع الجنوبي يرصدون كل فضائحهم وجرائمهم بحق الجنوب أرضا وشعبا وثروة ودوله, والذي يتعاطف ويتفهم لمعاناة الجنوب.
يأتي هذا ليعزز قناعه الشعب في الجنوب على انه لا توجد إيه فائدة من سياسات الالتفاف والترقيع, وثقته على أن ذلك يمثل مسرحيه لضياع الوقت ليس إلا. وهو ما يذكرنا بالمقولة المشهورة للزعيم المصري الراحل سعد زغلول قبل إن يتوفاه الله عز شأنه وجل جلاله, حينما التفت إلى زوجته وقال لها ما فيش فائدة ياصفيه ).
نعم, لم تعد فائدة لهؤلاء المتزحلقون على جلود الناس بعدما تكشفت كل خططهم, وهو الأمر الذي من خلاله نستطيع التأكيد على أن الهدف من كل هذا هو تفرغهم للعمل للقضاء على الثورة الجنوبية بعدما جربوا كل ما يمكن تجريبه على شعب الجنوب وكأنه معمل لتجارب الفئران, واعتقادهم من إمكانية تحقيق ذلك. وتفرغهم لتمرير المؤتمر الجنوبي المزمع انعقاده في 27 مارس القادم في عدن لنزع التمثيل الجنوبي وتحت حماية وتمويل النظام اليمني..
انه من المضحك على اعتياد النظام اليمني على قمع أي تجمع أو اجتماع لفصائل الثورة الجنوبية. بينما في ذات الوقت الذي يتم الإعداد والتحضير لهذه الزوبعة يحدث وسط مباركة ودعم النظام للقائمين على المؤتمر, وعبر جولات مكوكية سرية في الداخل و في العديد من العواصم العالمية. تقوم بها العناصر المنظمة للمؤتمر مع النظام وحلفائه. ولم يدركوا أن كل خطواتهم باتت مفضوحة و مرصودة من قبل شعب الجنوب وقواه الخيرة في اصطفاف قوى الاستقلال. ولهذا فان من يحضر ويشارك هذا المؤتمر المولود ميتا أصلا, لم يكن سوى ممثلا لنفسه. وأما شعب الجنوب فقد كان قراره الواضح ليس فقط في رفض الانتخابات بل وانه لا تعنيه لا من قريب أو بعيد.
لقد خانهم الظن تماما ولم يستوعبوا حقيقة التاريخ وإرادة الشعوب على أنه لا يمكن لأي قوه مهما كانت على الوقوف أمام أراده شعب الجنوب لكونها أصبحت عقيدة مسكونة في وجدان الناس. لم ولن يحجبها ظلال الحاكم ولا أعوانه. وسيثبت التاريخ حتمية انتصار شعب الجنوب وسيكون النجاح حليفه والفشل من نصيبهم.
وليدرك العالم من إن السيل قد وصل الزباء ولا يتقبل وضع مأساوي كهذا, بما يبيح لشعب الجنوب تحديد خياراته, حسبما يراه مناسبا, للدفاع عن الأرض والعرض وتحرير نفسه من ويلات أعدائه ويخرج إلى الحياة كما كان الجنوب عامل استقرار وتطور بتكافله وتكامله مع بقيه دول العالم والجوار على حد سواء, وفق تشابك وتبادل المصالح. ليستعيد حريته ودولته ويحمي ثروته من هذا العبث اللاإنساني وينهي معاناته بعدما تجرع مرارة مشاريع يمننته وينزاح عنه الغبن ويعم الأمن والعدل والسلام ربوعه بوحدة أبنائه واستيعابهم الدرس تماما. فمن لا يخرج اليوم لا يستطيع الخروج غدا.
ولهذا كله أقولها للتاريخ: أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء؟؟ إلى متى تسيرون ضد حركه الحياة ومنطق العقل؟؟. عودوا إلى ربكم قبل فوات الأوان؟ قدموا العقل على العواطف. لا تجعلوا الأجيال في عقدة اللاعودة في الالتقاء في العروبة والعقيدة والجوار, وحتى لا يكون بقاء الوضع هذا جرحا سرمديا. فهل يتعض هولاء؟؟ فالمرء المحظوظ لا يحمل معه من الحياة إلى الدار الأخرى سوى ثلاثة متر دون جيوب. أتركوا الجنوب وشأنه يقرر ما يريده؟؟. كما كان إعلان مشروع التوحد سلميا. يتم فك الارتباط الشكلي سلميا أيضا, حتى لا تصحون بعد أن يقع الفأس في الرأس ونندم على هذا اليوم. وليس عيبا من التسليم فيما فشلت أجيالنا فيه, لنتركها لأجيالنا القادمة ضمن لملمه الحضن العربي العام ولا تجعلوا من الجنوب قربانا لأفراح الآخرين.
والله على ما أقوله شهيد.
*كاتب وباحث أكاديمي
لندن قي فبراير 2009
الزامكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس