الإتجاه المعاكس أصبح مسرحاً للمناكفات ، وحلبة للملاسنة ، والتراشق بالألفاظ ، وليس مجالاً لبسط القضايا بموضوعية ، والتبصير بأبعاد هذه القضايا بالأدلة والبراهين ، والإتيان بما يدخض افتراءات الطرف الآخر ، وأتذكر حلقة - إن لم أكن مخطئاً - طان الطرف فيها من الجانب الجنوبي الأستاذ / أحمد عبدالله الحسني . وحقيقة يجب تقريرها بأن توثيق الجرائم التي اقترفها الإحتلال على أرض الجنوب منذ احتلاله في 07/07/1994م يمثل كتاباً يضم بين دفتيه ضحايا المعجلة من النساء والأطفال والشيوخ ، بالإضافة إلى ضحايا مخازن الذخيرة بجعار ، وضحايا ومشردي أبين وتدمير بيوتها وبنيتها التحتية ، وضحايا القصف الهمجي في يافع وردفان والحبيلين ولودر ، والضحايا في المكلا على إثر المسيرات السلمية ، وكل هذه الجرائم هي التي تتحدث ، وبأفصح لسان ، فمتى كان المحاور لديه هذه المستندات الناطقة تمكن من التلويح بها ليرى ويسمع العالم أجمع ، ويرى أولئك الذين ابتلعوا ألسنتهم وآثروا الصمت على الكلام وتحولوا إلى شياطين خرسى ، وهناك من استنكر ورفض هذا الإجحاف بحق أبناء الجنوب وخيرات الجنوب ، والغريبة أن دول مجلس التعاون وهي التي اكتوت بنار الغزو واحتلال جزءاً من مكونها الجغرافي والبشري تزم شفتيها وكـأن الأمر لا يعنيها ، بل وأكثر من هذا تبارك بصورة غير مباشرة هذا الإحتلال وتستكثر مجرد الإستياء من بشاعة أفعاله . هذا هو الإتجاه المعاكس الذي لا يتعدى حلقة في قناة الجزيرة بمعية الدكتور فيصل الجاسم فهل ستأتي لنا بكثير مثلما لم تأت به من قبل .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
|