الأخ الكريم نبيل العوذلي
التفسيرات التاريخية مهمة ، والتعامل مع التاريخ بوقائعه الحقيقية لا تترب عليه بالضرورة نقاوة الأمم والشعوب ولا وحدتها أو تمزقها ، وإذا تتبعنا تكوين العالم اليوم ،سنجد أن هناك أمم جديدة قامت على أنقاض أمم أخرى ، وشعوب سادت ثم بادت ، وإذا تم التعامل بمنطق العلاقات أو الروابط التاريخية على جغرافيا معينة ،بالسيطرة أو الوجود عليها لفترات أو حقب تاريخية كمدخل للحق التاريخي ، فسيتم إعادة تشكيل العالم بكاملة وتقسيمه من جديد ، فالجغرافيا في الغالب لم تنبت الشعوب بل وجدت الشعوب عليها . وجدت أجناس و أعراق متعددة في دولة واحدة وتوزعت أعراق و أجناس من أصول واحدة في عدة دول . وفي واقعتا فان مسمى الشمال والجنوب يعتبر حديث العهد بمقاييس التاريخ ، فالجنوب لم يكن جنوب بل عدة كيانات ود ويلات وظل بعضها محتفظا باستقلالية وجوده حتى عشية الاستقلال . والهوية لا تولد فجأة بل تتأصل و تتجذر بالوجود التاريخي المشترك والمصالح المشتركة للسكان والعيش في رقعة جغرافية واحده . تحياتي
|