وحدة الاصل لاتدل على واحدية الفروع وتعدد الفروع لايدل على اختلاف الاصول
هل تدل تعدد هويات الفروع المنحدرة من اصل واحد دائما على واحدية الهوية والمصير؟
ام
هل يدل تنوع الفروع المستقلة بهويات متعددة على اختلاف في الاصول التي انحدرت منها؟
هذا هوجوهر الخلاف بين الشمال والجنوب لمسألة الاصل والفرع
الشماليون وبسبب تحققهم من الاصل الذي انحدرت منه فروع اليمنيين انما هو اصل واحد يريدون ان يقولوا دائما يجب ان يكون مصير الفروع واحديا ومتحدا لانهم انحدروا من اصل واحد
اما الجنوبيون وبسبب معاينتهم تعدد هويات الفروع واستقلالياتها الخاصة بها ظنوا انها انما انحدرت من اصول مختلفة
وحجة الشمال هي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن سبأ ..أ رج؟ل هو ام ام امرأة
فقال صلى الله عليه وسلم بل هو رجل وله عشرة اولاد ستة تيامنوا واربعة تشاءموا اما الذين تيامنوا فذكر عليه الصلاة والسلام منهم كندة ومذحج وحمير قوام قبائل الشمال والجنوب
وهو يدل على ان الاصل الذي انحدر منه اليمانيون واحد ولكن هل ذلك يجب ان يدل دائما وابدا على ان الفروع التي تتكون من هذا الاصل يجب ان تكون هوياتها واحدة وثقافاتها واعرافها .....
يجيبك الجنوبيون ببساطة على ان اسحاق عليه السلام واسماعيل عليه السلام قد انحدرا وذرياتهما من اصل واحد وهو ابراهيم عليه السلام ولكن لكل ذرية هوية بل وثقافة حيث صار من ذرية اسحاق الاسرائيليين وصار من ذرية اسماعيل قريش العربيه
وهذا المنطق صحيح ولكن الخطأ الذي وقع فيه الجنوبيون انهم ظنوا ان تعدد الثقافات والهويات من هذا الدليل انما يدل على ان لكل فرع اصل مختلف يميزه بجنس عن الجنس الاخر فظنوا اننا جنس واهل الشمال جنس مختلف
اذا المشكلة ان الشمال ظن ان اتحاد الفروع في الاصل يجب ان يدل دائما على واحدية الثقافة والهوية بينما ظن الجنوب ان تعدد الثقافة والهوية باستقلالياتها يجب ان يدل على اختلاف الاجناس المنحدرة منها تلك الاصول
ازاء ذلك يجب تحرير موضع النزاع الذي هو ببساطة ان هناك طرفين دخلا في اتفاقية شراكة هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وعليه يجب ان تنبني اسس الخلاف بعيدا عن التفسيرات التاريخية التي تسوق الناس الى جدل سفسطائي
الموضوع مطروح للنقاش
|