[قيوان]

بسم الله الرحمن الرحيم
من الموضع اعلاه نجد ان ثقافة الفيد والمغنم هي راسخة في المجتمع القبلي منذ القدم فحروب القبائل العربية على بعضها معلوم في الجاهلية ثم اتى الاسلام لينهى عن هذه الاعمال, وبمرور الزمن بدأت عقلية السلب والنهب تعود الى المجتمعات القبلية وخاصة في اليمن ولكن اخذت طابع ديني مذهبي فكانت تجتمع القبائل على بعضها البعض تحت شعار مذهبي وما اعتناق القبائل اليمنية في الشمال المذهب الزيدي الا لتماهي مع المتغيرات التي تفرضها الوقائع الجديدة الا ان العقلية الجاهلية راسخة في الاعماق, وهنا حقيقة يجب ان ندركها هي ان القيادات السياسية القبلية عندما تجيش المجاميع القبلية ضد أي جهة فهي تعطيهم تصور واضح عن الغنائم ما بعد الغزو ومن ثم تعطيه الصباغ الديني او العرفي او.. حسب التوقيت والمرحلة , وهناك امثلة من التاريخ اليمني وهذه قصة يوردها الشامي في كتاب رياح التغيير في اليمن ان الامام احمد لجى الى القبائل الشمالية في حجة وصعدة بعد مقتل الامام يحيى في ثورة 48 فجمع المشائخ والمؤثرين وخطب بهم كيف استباح الثوار دم ابيه الامام وهو المرجع الديني الاول في البلاد واستنهض عندهم المشاعر الدينية عندهم ورمى بين ايديهم ضفائر (شعر مقصوص) اخواته وقال بنات الرسول يستغثن بكم وهو فعل استغاثة عند العرف القبلي فلم يلقى رد من احد فخطب بهم مرة ثانية فلم يجدي نفعا َفقام اليه احد كبرائهم وقال بلهجتهم(وحنا مالنا لو نصرناك يا احمد ما عا تدي) فغضب الامام في قصة طويلة الى ان قال لهم الامام (جني لكم صنعاء حلال لكم) قالوا له( الان ننصرك يا مولانا الامام احمد) فستباحوا صنعاء بعد فشل ثورة48 وسمي الامام المنصور وهذا مثال قريب للعقلية الشمالية التي لا تفرق بين مذهب وشمال وجنوب لكن اين الفيد .
ايضا مثل اخر في حرب94 حين تجمعت القبائل على الجنوب وكان الشعار حرب المرتدين الانفصالين الشيوعين والمغنم ثروات الجنوب واقل شيء من ارضية في عدن او المكلا ومسألة فتوى الديلمي هي من باب التحريض لكن ثمن الحرب كان واضح وجلي وايضا مغري جدا جدا .
واليوم ثورة التغيير الظاهر تغيير النظام وحرب الفساد لكن المغنم المباشر هو بتأكيد ارض و ثروة الجنوب والتعويض للثوار هو ما يغنمون من الجنوب لانه ببساطة ارض الشمال لا تسع الجميع والازاحة الى الجنوب, والعجيب من اخواننا الجنوبيين المساندين لثورة التغيير ما هو المكسب معهم ومن اين التعويض لثوار الجنوب من ارضهم ومن ثروتهم (اقطع من لحمه واطعمه)واقول لهم ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة اعظم.