عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-21, 11:07 PM   #6
عمقيان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
افتراضي

الأخ الكريم د. سيف

شغل الجنوبيين أنفسهم خلال السنوات الماضية بجدل عقيم وتنظيرات واهية بشأن قراري مجلس الأمن المتخذة في عام 94 ، وذهب بعض الساسة والكتاب والمجتهدين إلى اعتبارها الأساس الذي يمنحهم الشرعية الدولية في استعادة دولتهم ، وترسخ في أذهان قطاع واسع من الجنوبيين هذا الاعتقاد بالإضافة إلى الدعوات والتصريحات المعلنة بفك الارتباط الذي تم التنظير له لاحقا بمعزل عن فهم مبادئ وقواعد القانون الدولي ومفهوم حق تقرير المصير المثبت في شرعة الأمم المتحدة وفي ظل قراءة سياسية خاطئة لمقدمات أساس الوحدة التي قامت أساسا بين شطرين ودولتين لشعب ووطن واحد .

وفي الموضوع المتقدم الذي تم نقله، يتضح جليا بأنه لا توجد هناك قراءة سياسية لقراري مجلس الأمن وفقا للسرد اللاحق للوقائع والخطوات التي اتبعها المجلس وتقارير المبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والقراءة السياسية والقانونية الوحيدة للقرارين، تتمثل في أن الأمر لا يتعلق بنزاع دولي بين دولتين وشعبين، بل بين طرفين سياسيين في إطار دولة واحدة ، ولا يتضمن أي منهما أي إشارات أو نصوص تخالف هذا التفسير . ولما تغيرت موازين القوى على الأرض وتمكن أحد الطرفين بفرض وجودة واقعيا وبالقوة ، ماتت القرارات وتوقفت كل الجهود الدولية الأخرى، بل وتخلت الدول الداعمة للجنوبيين عن مواقفها بعد انهيار القيادة والقوات الجنوبية وهروبهم إلى الخارج بشكل جماعي ، وانعدام أي اثر للمقاومة الفعلية أو أي نشاط سياسي تحمل المجتمع الدولي فيما بعد على الاستمرار في متابعة تنفيذ قراراته. واذا كان من اعد المادة المنقولة هم نخبة من الدبلوماسيين فكان من المستحسن ان يتعمقوا بمضمون القرارات لا بشكلها وبطبيعة الازمة القائمة حينها لا بقناعاتنا اليوم ، فالدراسة الموضوعية والواقعية تهدف الى تبصير الناس بالحقائق والوقائع السياسية والقانونية كما هي وليس كما نرغب ان تكون.

وفيما يتعلق بإعلان فك الارتباط عام 94 الذي يتمسك به البعض قانونيا اليوم ، فهو الأخر يظهر مدى التخبط السياسي الذي يعاني منه القوم في تأصيل مشروعية قضيتهم ، فوثيقة إعلان الدولة في 21 مايو عام 1994 تؤكد بقوة على الوحدة اليمنية وتؤكد على أن الجنوب شطر من اليمن و بأن الشعب اليمني شعب واحد خلافا لما يروج وينظر له البعض اليوم ، وتأكيدا لذلك يمكن اقتباس بعض النصوص من وثيقة إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حيث تنص مقدمتها على ما يلي :

على مدى عقود التاريخ الوطني المعاصر كانت الوحدة اليمنية هدفا لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاجتماعي وصون الكرامة الوطنية لشعبنا اليمني ، وبإرادة طوعيه مخلصة لنيل تلك الغايات عملنا لقيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990 م بين دولتي اليمن ، ولترسيخها في حياة المجتمع ومن أجل معالجة المشاكل العميقة التي كان يعيشها في كل المجالات وعملا بروح أهداف الثورة اليمنية ، وانسجاما مع حركات التطورات العالمية المعاصرة اعتمدنا الديمقراطية و الإصلاح أساسا لإعادة صياغة النظام القديم الشطري لبلادنا وبناء الدولة اليمنية الموحدة . ( هذا هو إلاعلان في 94 الذي يتمسك به دعاة فك الارتباط اليوم)

وفي موقع أخر من الوثيقة وتأكيدا على وحدة الوطن اليمني الذي يعتبر الجنوب مجرد شطر منه وردت عدة فقرات منها : ( تتحمل أسرة بيت الأحمر وعلى رأسها علي عبد الله صالح وحلفائها المسئولية التاريخية في إحراق أواصر الاخوة ومقومات الوحدة وفرض الانفصال على الواقع استكمالا لأعاقتها السابقة في إنجاز وحدة البلاد والتي تمت ظلت مشطرة فعلا رغم إعلان وحدتها .

ومن المستغرب أن الناس اصبحوا لا يعرفوا مواقفهم المتخذة بالأمس أو قراءة ما كتبوا هم بأنفسهم ، وهي مواقف واضحة غير قابلة للتحوير أو التأويل، فوثيقة إعادة إعلان دولة اليمن الديمقراطية ( والتي تعرف بفك الارتباط اليوم ) تؤكد أن خيار إعادة إعلان الدولة يعتبر خيارا مؤقت ضمنيا وليس نهائي فهي مجرد خطوة على طريق استعادة الوحدة مجددا وهو ما نصت عليه المادة الثانية من الإعلان حرفيا بالتالي:

( تظل الوحدة اليمنية هدفا أساسيا ، تسعى الدولة بفضل التحالفات الوطنية الواسعة وتعزيز الوحدة الوطنية إلى إعادة الوحدة اليمنية على أسس ديمقراطية وسلمية )

ورغم إعلان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية فان الإعلان في المادة (5) اعتبر دستور الجمهورية اليمنية دستور مؤقت لدولة جمهورية اليمن واعتبر وثيقة العهد والاتفاق أساس قيام وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية ونظامها السياسي والاقتصادي .

اجتهدت في هذه القراءة المستعجلة بوضع بعض النقاط بالإيجاز قدر الاستطاعة ، والغاية من ذلك، هي محاولة لفت نظر القوم إلى خطاء الاجتهادات التي لا يشفعها اختصاص أو علم أو دراية سياسية ، ولعل التعمق في الوثيقة التي جرى الاقتباس منها و جرى بموجبها إعادة إعلان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية في 94 سيؤكد أن هناك بون شاسع بين أساس الوثيقة ومضمونها وما يطرح اليوم نسبة أليها ولقراري مجلس الأمن . تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة عمقيان ; 2011-10-21 الساعة 11:19 PM
عمقيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس