عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-27, 01:33 AM   #2
المهندس عبدالله الضالعي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-03
المشاركات: 3,359
افتراضي


آفاق: كيف تقيم أداء أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) في تعاملها مع الأزمة اليمنية عموماً وقضية الجنوب بصورة خاصة ؟
الحبيشي: في الحقيقة إني أحاول دائماً تجنب الحديث عن المعارضة ولكني أفشل في كثير من الأحيان لأن المآخذ على هذه الاحزاب كثيرة ولا يستطيع إي إنسان يريد أن يتحدث بإنصاف وموضوعية أن يغض الطرف عن سوء التعاطي السياسي والتنظيمي لهذه الأحزاب ولكني لا أريد الخوض في التفاصيل فأرجوا المعذرة.

بيد أني أود الإشارة بشكل خاطف هو أن بعض رموزالمعارضة في الداخل تتحسس من الأصوات المقاومة للنظام خاصة التي تصل من الخارج وكأن المعارضة هي إحتكار داخلي فقط أو وكالة مسجلة يمنع التعاطي بها من غير الأحزاب المسجلة التي تعيش في الداخل ! ماهذا القصور !؟ مع العلم أنها تعاني من عجز كبير في تأدية دورها كمعارضة إلا بما يتفق مع تلميع الحاكم ؟

لذا دعني أوجه لهم أولاً هذه المناشدة: إعلموا إن الأصوات الوطنية المقاومة التي تنطلق من الخارج ليست منافسة لكم ولا ترغب أن تحتل أماكنكم في صفوف المعارضة بل قد تشكل إمتداداً لقواكم الشريفة ورديفاً لمناهضتكم الوطنية . تقول ما لا تقدرون على التعبير عنه بإعتباركم في المواجهة ورقابكم مباشرةً تحت سيف الجلاد.

نحن ندرك ذلك تماماً ؛ لكن لابد من التضحية. كما أن الذين في الخارج لا يعيشون في نزهة ترفيهية. صحيح أنهم يتمتعون بالحرية التي تفتقدونها لكنهم يدفعون ثمن هذه الحرية صباح مساء من عرقهم ودمائهم ؛ من بؤسهم وتشردهم ؛ من غربتهم وفراقهم لإهلهم ووطنهم؛ ومن حياة أبنائهم. أليس لكل هذا قيمة لديكم؟؟

لاشك أن المعارضة قد قطعت شوطاً كبيراً ولا يحق لنا أن نغبنهم إلا أن جهودها لم ترتق إلى مستوى الهم العام لذلك نجدها تلهث في ملاحقة الشارع بدلاً من قيادته وتلهث من جانب آخر وراء حسابات رد الفعل على حماقات السلطة بدلاً من صنع المبادرات والإمساك بعجلة المقود من خلال تأثيرها على الشارع المتعطش لوجود قيادات حقيقية تعبرعن همومه وتقوده إلى شاطئ الأمان.

أما قضية الجنوب هي القضية الشرعية والمركزية الأولى في عموم المشهد اليمني وإذا لم يتم العمل على حلها عن طريق الإعتراف بالإحتلال أولاً ورفعه ثانياً ثم إعادة كافة الحقوق لإهلها ورفع آثار حرب 94 ومضاعفاتها والعمل بدستور الوحدة المتفق عليه والمستفتى عليه من قبل الشعب اليمني وتنفيذ كل إتفاقيات الوحدة فوراً فالإنفصال الفعلي هو الرد على هذا التخاذل والتقاعس لاسيما وأن كل ما هو قائم منذ 94 يمثل عين الإنفصال الذي أنتج حالة الإنقسام النفسية الراهنه بين المواطنين اليمنيين التي لم يكن لها أثر قبل ذلك فباتت المسألة الان مسألة وقت إذا لم يتم التعاطي مع هذه القضية بمسؤولية وطنية محضة.

في المقابل نجد أن أحزاب المشترك وللأسف الشديد لم ولا تعطي هذا الموضوع أهميته القصوى بل تتعامى عنه وتتعامل معه كحدث طارىء آيل إلى الزوال ، وفي بعض الاحيان تساهم في التعمية عنه وهذه جريمة. اليمن في طريقه إلى الإنهيار والانفصال بل والتشظي نجد البعض من رموز المعارضة يطالب (بالحوار) مع الحاكم أو التهيئة معه لإقامة إنتخابات مزورة ! مقابل مكاسب شخصية تافهة! ماهذه البِدّع ؛ بدلاً من العمل على تجييش عموم الشارع اليمني في الشمال والجنوب لعزل هذا الحاكم الذي أصبح وجوده على سدة الحكم عبئاً على اليمن؟؟؟ وإنقاذ البلاد من الكارثة؟



آفاق: مارأيك بما يقوم به الشيخ حميد الأحمر من دور وحركة وتشاور ومايتردد عن إنعقاد مؤتمر وطني شامل؟
الحبيشي: أي دور يصب في مصلحة البلاد لا شك بأنه عمل جيد لكن لا يجب أن يرتبط بالموسمية الانتخابية لذا نتمنى من الشيخ حميد ممارسة العمل الفاعل طوال العام لكننا في خلاص نؤمن بأن اليمن لم تعد الان بحاجة إلى عقد مؤتمرات وحوارات وما شابه ذلك. الخلل واضح للعيان وللأطفال قبل الكبار ومالم تتكاتف كل الجهود للقيام بعملية قيصرية لإستئصال هذا الخلل لن تجدي البلاد من هذه الفعاليات المضيعة للوقت والمال شيئاً.

لاسيما ونحن نعرف تماماً ماتتمخض عنه هذه المؤتمرات واللقاءات وحتى الإجتماعات الرسمية ، إنها دائماً تخرج بتوصيات وقرارات للحفظ في الأدراج مع إلتقاط الصور الاستعراضية لا أقل ولا أكثر. ليس هذا ما ينفع اليمن في الوقت الحاضر. اليمن بحاجة إلى ثورة تغييرية شاملة تبدأ من رأس الهرم حتى أصغر موظف لكي تعاد لثورة سبتمبر وأكتوبر ألقها وتوهجها وأهدافها التي لم تتحقق حتى هذه اللحظة.

آفاق: مارأيك بما حصل في صعدة منذ 2004م وكيف تقرأ إيقاف الحرب فجأة وحصول الحوثي على مايشبه الحكم الذاتي؟
الحبيشي: لقد كتبنا الكثير عن ذلك وقلنا أن الجيش هو من الشعب اليمني وإليه لحماية البلاد وأمنها ضد أي عدو خارجي وليس لضربه وقتله وتشريده. وماحدث في صعدة هي جرائم حرب وجرائم إبادة إنسانية ترتكب بسبب هاجس التوريث المسيطر على الحاكم وإيقاف الحرب بشكل مفاجئ كان نتيجة بعض المستجدات السياسية التي برزت على المستوى الاقليمي والدولي وإنعكاساتها السلبية على نظام صالح بالأضافة إلى صمود الأبطال في صعدة للدفاع عن أنفسهم وأهلهم رغم عدم مساندة المعارضة وسكوتها عن الجرائم التي يرتكبها النظام.

أما من حيث حصول الحوثي على مايشبه الحكم الذاتي فهذا كلام مبالغ فيه لأن الحاكم لا يستمد بقائه إلا عن طريق نشر الفوضى وتكريس الانحلال وقيم غازية لاتمت بإي صلة لمجتمعنا العربي الإسلامي وهو بالتالي لا يقوى أن يصمد أمام مجتمع محلي متماسك سواء كان في صعدة أو أي مكان في العموم اليمني الكبير، ومجتمع صعدة متمسك بقيمه الأصيلة سواء أتفقنا معها أم لم نتفق فهذا من حق أي مجتمع محلي يريد الحفاظ على هويته وتماسكه وتعزيز تراثه في إطار مجتمع أشمل يحافظ على تنوعاته وخصوصياته التاريخيه والثقافيه وفي حدود جغرافية أوسع تحكمها المؤسسات والنظام والقانون العام وتكافؤ الفرص وإمكانية التبادل السلمي للسلطة.

والمجتمع اليمني ثري بتنوعاته وخصوصياته إنساناً ومكاناً وهنا تكمن الثروة الحقيقية لليمن التي ينبغي الحفاظ عليها بدلاً من العمل على محيها عن طريق المحاولات اليائسة بالتشويه الديمغرافي ومحاولات مسخ الهوية اليمنية التي يرتكبها النظام حالياً دون وعي وطني من أجل تسهيل منهجية الغنيمة والفيد أو تمرير السياسات الأجنبية التي تريد أن تحول مجتماعتنا إلى قطعان من الإسترقاق المقنع تحت العديد من المسميات البراقة.






آفاق: انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وخاصة على الصحفيين كيف تقرؤها وهل تجد لها آذاناً صاغية في أمريكا والمجتمع الدولي عموماً ؟
الحبيشي: إنتهاكات حقوق الإنسان سواء ضد الصحافيين أو غيرهم في أي بلدٍ تنم عن جهل مُطبق للنظام الذي يمارسها لاسيما ضد مواطنيه. ونحن في اليمن بالذات يجهل النظام القيم والقيمة الإنسانية ويساوي الفرد بالثور أو البقرة. وإرتكاب هذه الانتهاكات على الصحافيين في بلادنا بشكل خاص الغاية منها الحيلولة دون تعرية مفاسد النظام وفشله الذريع في إدراة الدولة ولهذا يقوم بحجب كل الصحف الإلكترونية التي تكشف عوراته ويمنع نشر أي مقال جرئ يفضح إدعائته متناسياً بأن العالم أصبح في عالم الفضاء المفتوح فما لا نستطيع نشره في الداخل سينشر في الخارج وسيصل إلى القارئ وهاهي ذي قناة عدن الحرة المتلفزة ستصل قريباً إلى كل بيت يمني وسينكشف كل مخبأ عن الشعب اليمني فكيف سيقوم النظام بحجبها وغيرها في المستقبل القريب؟

الرأي العام الامريكي والأوروبي الرسمي والشعبي يقوم كما أسلفت برصد كل الانتهاكات وتنعكس المعلومات المتجمعة لديهم سلباً على علاقات هذه الدول بالنظام اليمني ومن ثم تفرض عقوبات على اليمن يكون الضحية الاول هو الانسان اليمني.






آفاق : ما رأيك بوضع الأقلية اليهودية في اليمن وكيف تقرأ ما حصل لهم في صعدة من تهجير وكذلك في عمران وحادثة قتل المواطن اليهودي ماشا النهاري ؟ وهل تتوقع بساط ريح جديدة تأخذ اليهود إلى إسرائيل ؟
الحبيشي: لم يعد هناك الكثير من اليهود الذين يمكن أن نطلق عليهم أقلية أو يصل عددهم لدرجة تمكنهم من تشكيل أقلية ليتمتعوا بالحقوق المفترض منحها للأقليات مثل ماهو قائم في أي بلدٍ في العالم لذلك ينبغي التعامل معهم كمواطنين يمنيين باعتبارهم يمنيين أصليين لكن المشكلة أن النظام لا يعترف بحقوق المواطن اليمني المسلم الذي بات التعامل معه بحسب اللقب والقبيلة والمنطقة وليس بحسب الكفاءة والقدرة ويتم تصنيف اليمنيين كشرائح من الدرجة الثانية أوالثالثة أوالرابعة فكيف له يعامل مجموعة صغيرة من هذا المجتمع يعتنقون ديانة غير سائدة بمنطق المساواة وتكافؤ الفرص.

آفاق : كيف قرأت غياب اليمن في قمة الدوحة وقبلها قمة دمشق بصورتها المفاجئة وكذلك كثرة المبادرات اليمنية لحل الخلافات الفلسطينية ؟ وفي أي محور تضع اليمن بين المحاور الإقليمية ؟
الحبيشي: ليس مثيراً للدهشة غياب اليمن عن قمة الدوحة وقبلها قمة دمشق للمتابع السياسي. نظام صنعاء لا يملك القرار السياسي للبلاد على المستوى المحلي فهو لا يستطيع أن يقوم بتعيين وزير إلا بعد أخذ الموافقة من الخارج فكيف يمكن له أن يتخذ قرار مستقل له أبعاد إقليمية ودولية كحضور قمة مثلاً لاسيما القمم العربية الاخيرة المثيرة للجدل من الناحية الأقليمية والدولية وهذا دليل على أن كثرة المبادرات التي تطلقها الحكومة اليمنية كما ذكرنا في مقالات ومقابلات سابقة إنما هو من أجل الإستهلاك الإعلامي ودغدغة مشاعر الشعب اليمني والعربي بالإستهتار بعقولهم وذكائهم.

ها هي ذي إسرائيل التي ظلت الأنظمة العربية تخيف شعوبها منها طيلة ستة عقود بل تستقوي بها ضد شعوبها لم تستطع أن تلحق هزيمة بمجموعة صغيرة من حركة حماس المحاصرة منذ سنوات وقبلها في 2006 بمجموعة صغيرة من حزب الله!! ألا يدل ذلك على ممارسة الدجل؟؟؟ ثم ألم يقوم صالح بطلب فتح الحدود له مع إسرائيل حتى يتمكن من محاربتها ليحرر فلسطين والقدس؟ فكيف بالله عليك يستقيم ذلك مع حاكم لم يتجرأ أن يحضر حتى إجتماع هو في الأصل من دعا إليه؟

أما من حيث مكانة اليمن فيفترض أن تكون من أقوى المحاور الإقليمية إنساناً ومكاناً وثروتاً وعمقاً إستراتيجاً بحكم موقعها الفريد وثروتها البشرية والمادية لكنها أفرغت من هذه المقومات بتعمد وأصبحت على عكس من ذلك تشكل مصدر قلق للجميع بعد أن أخرجت من دائرة الفعل الوطني والأقليمي والدولي بتعمد وفعل فاعل لكن ليس من الصعب على اليمن إستعادة مكانتها ودورها إذا تمكنت أولاً من تحرير نفسها وهناك إشارات إيجابية طيبة تلوح في الأفق وإن غداً لناظره قريب بإذن الله
المهندس عبدالله الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس