هناك بالإضافة إلى ما جاء بمقالة أخي ( ابن الشعيب ) جانب مهم لا بد من تسليط الضوء عليه ولو في عجالة :
الإندماج الذي أعقب وحدة عام 90م والذي أتاح لشباب البلدين من التعايش والتمازج ، وتبادل الحوارات عبر جلسات القات ، أو في التجمعات الشبابية الأخرى ، وكذا التقاء فتيات الجنوب بنظيراتهن في اليمن كل هذا كان له دوراً فاعلاً في غرس ثقافة جديدة كان من نتيجتها انفتاح عقول شباب اليمن على آفاق رحبة في الإطلاع على تجارب الحرية والديمقراطية لدى الشعوب الأخرى .. ومن عجب أن أطروحات شباب الجنوب كانت تنصب في التجربة الديمقراطية من حيث كونها معتقداً سياسياً له انعكاساته الإيجابية على النواحي الإقتصادية والإجتماعية ما جعل أبناء اليمن يهيمون عشقاً بالديمقراطية ، وتلقفت الحكومة هذه الرغبة برحابة صدر ما دامت تحقق الهدف من الإستيلاء على الجنوب وثرواته بهذا العنصر السلمي الحيوي ، لكن نقاشات هؤلاء الفتية لا تتعدى إلى الهوية اليمنية وأن الجنوب دولة مستقلة عبر التاريخ ، وأن ليس لها علاقة باليمن السعيد لا من قريب ولا من بعيد ، وأن سياسة عبدالفتاح والرفاق هي المسؤولة عن يمننة الجنوب ، لم يكن هذا ليحدث لأن أبناء الجنوب أنفسهم لم تتكشف لهم الحقائق المرة إلا بعد الغزو الآثم على الجنوب لبسط السيطرة عليه بقوة السلاح في العام 94م ومن يومها بدأ الجنوبيون ولا سيما النخبة المثقفة تعيد خلط الأوراق ، وتنبش في الماضي ومفارقاته ، وتستنطق التاريخ وأسفاره ، لتصل إلى حقيقة أن الجنوب وحضرموت كيانٌ مستقلٌ عبر القرون ، وأن اليمن أرتالٌ بشرية متجانسة من بقايا الغزاة ، ولم تطل حيرة المترددين في استيعاب الحقيقة طويلاً فقد جاءت مذكرات عبدالله بن حسين الأحمر ، ومذكرات الشيخ أبو لحوم ، وأعقبتها تصريحات علي محسن الأحمر ، فمحت كل أثر للشك في أن الجنوب كان غنيمة لأطماع يمنية استغلت معطيات وإفرازات الخلافات الجنوبية الجنوبية لتوظفها لصالح مشروع السيطرة على الجنوب ونهب ثرواته تحت مبرر الوحدة ، وجاء الخطاب الديني وما اشتمل عليه من فتاوى ليصب الزيت على النار ، ويخرج الجنوبيون برؤية موحدة لا يحيد عنها إلا أصحاب الحسابات الخاصة الذين يرون في استقلال الجنوب خطراً على مستقبلهم السياسي ، وربما تعرضهم لمساءلات قانونية على خلفية جرائم الماضي .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-10-20 الساعة 06:15 PM
|