2011-10-18, 11:04 AM
|
#2
|
قلـــــم فضـــي
تاريخ التسجيل: 2011-04-02
المشاركات: 1,176
|
http://www.mukallatoday.com/pages/De...&C=NewsDetails
14 أكتوبر ... تاريخ وعبر
بدر محمد باسلمة
10/16/2011

تمكنت يوم امس السبت من حضور الندوة السياسية التي نظمها مجلس الحراك السلمي وبعض من منظمات المجتمع المدني في حضرموت تحت عنوان ( ثورة 14 اكتوبر 1963م تتويج لنضالات شعب الجنوب ضد الاحتلال ).. القيت فيها العديد من اوراق العمل التي تشيد بهذه الثورة وفي نفس الوقت تدعو الى الحاجة لمراجعة منجزاتها ومدى تحقيقها لاهدافها وتقييمها لاستخلاص الدروس والعبر .
وقد ادهشني مدى التشابه الذي وجدته بين ثورة 14 اكتوبر وثورة الشباب الحالية التي لازلنا في مخاضها والمحذور من تكرار اخطاء الماضي نتيجة عدم قراءة التاريخ برؤية نقدية للاستفادة والتعلم من اخطاء الماضي... واحدى هذه العبر التي خرجت بها من ندوة يوم امس اننا مقبلون على فترة عجاف لآننا لانقرأ التاريخ ولا نستخلص العبر والدروس.
لقد كان هدف ثورة 14 اكتوبر واضحا وهو اسقاط الاستعمار البريطاني والحصول على استقلال الجنوب... هدف لم يتجاوز فترة الكفاح المسلح وحتى الحصول على الاستقلال, اجتمعت غالبية القوى السياسية للعمل على تحقيق هذا الهدف وتأسست الجبهة القومية من ائتلافات سياسية مختلفة المشارب والاتجاهات لغرض واحد وهو نيل الاستقلال وبناء حكومة وطنية... اتفق الجميع بشكل واضح وتفصيلي على هدف الكفاح المسلح وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني دون رؤية واضحة متفق عليها حول شكل الدولة الوطنية المراد اقامتها ونظامها السياسي بعد نيل الاستقلال... وما حدث بعد 67م يعرفه الجميع .. تصفيات وحروب وتحول كامل الى احضان الشيوعية ثم الهرولة العمياء للوحدة اليمنية.... وكلها نتاج لعدم وضوح الرؤية للمستقبل والاتفاق عليه قبل 67م والالتزام بعد 67م في السير عليها.
وفي الوقت الراهن اتفق الجميع على اسقاط النظام , تكون المشترك باتجاهاته المختلفة والمتناقضة لهدف واحد وهو اسقاط النظام , تحالف الحراك الجنوبي مع الثورة وغيرها لنفس الهدف . في العلن الجميع متفقون على هدف واحد وهو اسقاط النظام , بينما يعد كل طرف في الخفاء خططه للاستعداد لما بعد سقوط النظام .... أهداف بعد سقوط النظام وشكل النظام السياسي غير مسموح مناقشتها حاليا الا بعد سقوط النظام بدعوى لم الصف وعدم السماح بالانشقاقات حتى يتم تحقيق هدف سقوط النظام وبعد ذلك يمكن الجلوس والاتفاق على كل شيء.
حتى الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط يتخوف من مناقشة شكل المستقبل بعد فك الارتباط وهو يعرف انه لا احد يريد عودة دولة الجنوب بأيدولوجيتها ولا بشكل نظامها المركزي ولا رموزها السياسية التي كانت سبب ازماتها وتخلفها لثلاثة وعشرين عاما , كيف يمكن كسب ولاء ودعم جماهير الجنوب لمطلب الانفصال دون رؤية واضحة لشكل النظام السياسي القادم ودون وقفة تقييمية دقيقة لماضي الجنوب ؟؟... ونفس التفكير والخطأ يعيد نفسه ... اولا استعادة دولة الجنوب ومن ثم نتفق على شكل النظام السياسي القادم لدولة الجنوب.
التحالفات الانية والتفكير القصير المدى دون رؤية واضحة للمستقبل يتم الاتفاق حولها اثبت التاريخ انها لا تقود الا الى مزيد من الانقسامات والحروب وعدم الاستقرار ... فهلا اعتبرنا من التاريخ ووضعنا النقاط على الحروف واحترمنا ارادة ورأي الناس من الان وقبل ان يسود الاقوى وليس الافضل على المستقبل ؟؟؟؟
إندفاع ابناء حضرموت وراء المطالب السياسية الآنية في ظل غياب رؤية واضحة للمستقبل يبين بجلاء ان منهم الكثير من لم يعد يقرأ ليعتبر بالتاريخ
|
|
|