عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-08, 06:27 PM   #1
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي ثورة ، ثورة .. يا جنوب

( ثورة ، ثورة .. يا جنوب )

لم يكن أحد ليتصور أن حناجر أبناء الجنوب ستنطلق بهذا الشعار الذي يعنونهُ بمحتواه ، فهو ليس كغيره من الشعارات التي لطالما أرغِموا على ترديدها مكرهين ، إنه خلاصة اختزلت رحلة طويلة من المعاناة ، بل قسمٌ يتعهد به شعبٌ تاه في دروب الضياع ، وسار باتجاه سرابٍ يحسبه الضمآن ماء . إنه النداء الذي يستحث القاعد على النهوض ، والغافل على اليقظة ، والمكبّل على كسر قيوده ، إنه دعوة لعودة الروح ، وتحدٍ للإرادة الغاشمة .

إن أبناء الجنوب اليوم يقفون على حقيقة الخدعة الماكرة ، وتتكشف أمام أعينهم النوايا الخبيثة التي اتخذت من مشروع الوحدة غطاءاً يحجُب المقاصد الرخيصة ، ويستبيح من أجلها دماء شعبٍ قدّم خيرة أبنائه قرابين للحرية ، هذه الحرية التي اختُطِفَت منه بلعبةٍ قذرة اسمها الوحدة ، انطوت على كل الحيَل والأباطيل ، وخاض فيها كل أفاقِ وقوّاد ، في أسوأ استغلال لطيبة الجنوبيين وصدقهم ونقائهم .

كانت مذكرات سيء الذكر وصانع المكر " عبدالله بن حسين الأحمر " أولَ بابٍ أراد له المولى أن يُفتح لتبصير الجنوبيين فنون الخديعة وحبك الدسائس ، والتعرف على أوغاد المسرحية الهزيلة التي صوّرت فصول التهام الجنوب ، وشاءت عناية الرب أن يستمر تساقط أوراق التوت عن سوءات الغزاة الطامعين ، أولئك القتلة الذين أصبح بأسهم بينهم شديد ، وراحوا يتقاذفون حقائق ظن البعض أنها انطوت في بطن الماضي ، وأصبحت نسياً منسيا .

ورأينا علماءَهم الأجلاء ، وما خبأته عمائمهم من زيف " يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون " في موبقةٍ لم يشهد مثيلها التاريخ الإسلامي ، وهي الإفتاء بقتل المسلمين ، ووصم أمةٍ بالكفر ، وهو ما استنكره علماء الأزهر الشريف ، واستهجنه علماء الملة قاطبةً ، أما اليمنيون – دعاة الحكمة ، وذوي القلوب الأرق من أفئدة الطير – فما كان ينقصهم سوى فتوى ليجهزوا على أطفال ونساء وشيوخ الجنوب ( جهلٌ مُطبق يتسم به العالِمُ والجاهل ، والحاكم والمحكوم ) فأي مهاوٍ سحيقة أوصلهم إليها نظامهم المتخلف .

ذو العلم يشقى في النعيم بعلمه .. وأخو الجهالة بالشاوة ينعمُ

وجاء دور الساسة مشائخ القوات المسلحة ، في حوارٍ على طريقتهم المعروفة براجمات الصواريخ ، ومع كل رجمةٍ تهمةٌ مثبتة تدل على نهب ثروات الجنوب ، وابتزاز أمواله ، وتقاسم موارده ، وشباب التغيير في الساحات ما يزالون يرفعون شعار ( الوحدة أو الموت ) وكأن ما يجري حولهم لا يعنيهم ، وليس ذا بال ، ودعاة " الفيدرالية " ما يزالون يختبئون تحت " الزنة " الزيدية ، ويتحاشون مجرد النظر إلى ما يدور خارجها ، منهمكون في مقاس الحذاء الذي يصلح للدوس به على ما تبقى من كرامة أبناء الجنوب . قلوبهم على الوحدة التي هي جريمة سيعاقَب مرتكبوها كلٌّ بحسب ما اقترفه باسمها ، الجريمة التي بادر المحتلون إلى الإعتراف بزيفها :

وما تزال حثالاتٌ تهيمُ بها .. عشقاً وتبتاع فيها من وفٍ لوَفي

لم نعُد في حاجة إلى من يقنعنا ببطلان وحدة الضم والإلحاق ، ومشاريع اليمننة المكذوبة ، كما أن ما يحدث أمام أعيننا يغني عن القول ، ويدفع بكل جنوبي شريف إلى الثأر لكرامته التي لطِخَت على أيدي ثلة من سماسرة البغاء ، وحرصه على مستقبل أبنائه وأحفاده والذود عن حياض أمته ووطنه ، فذلك واجبٌ وفريضة ، وفي بقاء المحتل جاثماً على رقابنا خزيٌ وعار لا يقبله ابن حُرةٍ في أرض الجنوب الصامد ، وأبنائه الغُر الميامين .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ

التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-10-08 الساعة 06:47 PM
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس