هل يدخل اليمن نفقاً مظلماً؟
2011-09-28 12:00 AM
يعود الغموض ليخيم على المشهد اليمني، بعد أن كانت كل المؤشرات تشير إلى قرب توقيع المبادرة الخليجية، وهو ما يثير التساؤلات عن المستفيد من وراء كل ما يحدث ، فبعد الاعتداء على المتظاهرين فيما عرف بمجزرة صنعاء تصاعدت دوامة العنف ووقوع قتلى بين المتظاهرين وهو ما قد يزيد الوضع تعقيداً ويدفع اليمن نحو حرب أهلية طاحنة، فخلال الأيام الماضية، ومنذ عودة الرئيس علي عبدالله صالح، سقط عدد من القتلى منهم متظاهرون وضباط كبار وإعلاميون، وهو ارتفاع ملحوظ في مستوى العنف في ظل غياب أي أفق لحل سياسي.
الإعلام العربي لا يزال يتناول الوضع اليمني تناولاً ثانوياً، بالمقارنة مع أوضاع الدول الأخرى، بينما كل المؤشرات تدل على أن الوضع هناك بات خطيراً على عدة أصعدة، ومنها الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً في ظل نقص الغذاء والدواء وارتفاع عدد النازحين، وهي نتائج متوقعة في ظل الأوضاع التي سبقت حركة شباب التغيير.
الوضع اليمني اشتعل بعد التصريح الذي أشار إلى نية الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، وتفويضه نائب الرئيس بذلك، وتكراره الالتزام بالتوقيع بعد عودته، بيد أنه لا توجد خطوات حقيقية إلى الأمام، وهو ما يدل على أن هناك أطرافاً داخلية تسعى لتقويض هذه الخطوة، وجر اليمن لحالة احتراب داخلي، بدلاً من السعي للوصول لحل، حتى إن بعض الأطراف رفضت مقترح إجراء انتخابات مبكرة، وهو الأمر الذي بات يستلزم تدخلاً أكثر قوة من الأطراف العربية بشأن ما يجري في اليمن، والعمل على تفعيل المبادرة الخليجية بأسرع وقت ممكن، تلافياً لأي تطورات في الاتجاه العسكري، لأن تداعياتها ستكون خطيرة على المنطقة كلها.
من المهم أن يلتزم شباب التغيير اليوم بالهدوء، وضبط النفس والحفاظ على شعار السلمية الذي رفعوه، دون أن يميلوا إلى أي طرف من الأطراف السياسية المتناحرة، حفاظاً على اليمن قبل أي شيء.
http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx