علي صالح مستعد لنقل السلطة عبر انتخابات مبكرة
الإثنين, 26 سبتمبر 2011
صنعاء - فيصل مكرم
أكد الرئيس علي عبدالله صالح، في أول ظهور له على شاشة التلفزيون اليمني منذ عودته إلى صنعاء الجمعة الماضي، التزامه الكامل المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة الراهنة كما هي، والتوقيع عليها من قبل نائب الرئيس «بموجب تفويضنا له بذلك للخروج بالوطن من هذا المأزق الخطير».
ودعا الرئيس اليمين، في خطاب لمناسبة الذكرى الـ49 للثورة، أطراف المعارضة إلى الحوار والتفاهم وإلى تداول سلمي للسلطة. وقال: «أنا أزيد إلى ما جاء في المبادرة الخليجية بالدعوة إلى إنتخابات شاملة رئاسية ونيابية ومحلية إذا تم التفاهم حولها... ولنتجه جميعا نحو الحوار والتفاهم والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة».
واضاف أنه عاد إلى اليمن بصحة جيدة بعد تلقيه العلاج في السعودية، غير أنه أشار إلى قيامه برحلة لاستكمال مراحل العلاج خلال الشهور المقبلة و»التفويض بيد نائب الرئيس ومؤسسات الدولة للعمل على إخراج الوطن من هذا المأزق الخطير».
واتهم «العناصر الإجرامية والإرهابية والخارجة على القانون والشرعية الدستورية بالوقوف وراء محاولة إغتياله بتفجير مسجد دار الرئاسة». وقال «ان هذه العناصر لا تشعر بالمسؤولية وتركض خلف السلطة والثروة والنفوذ».
وأكد «أن تلك العناصر تقف وراء الإعتداء على المواطنين وتخريب المصالح العامة وسفك الدماء بين اليمنيين. وأنها دعمت الإعتداءات على معسكرات الجيش في أرحب... ودعمت الإرهابيين بالمال والسلاح». واشاد بـ»بتعاون اصدقائنا في الولايات المتحدة وأشقائنا في المملكة العربية السعودية لدحر الإرهابيين في محافظة أبين، وفك الحصار على اللواء العسكري 25 ميكانيكي ومساندة قواتنا المسلحة التي لقنت الإرهابيين درساً قاسياً في كل المواقع».
وطالب الرئيس اليمني أحزاب وقوى المعارضة إلى «تحكيم العقل والمصالح العليا للوطن وعدم اللهث وراء السلطة والتربع على كرسيها على جماجم ودماء الشعب اليمني». وقال» ان الأزمة كبيرة، وخطيرة وتستحق أن يراجع العقلاء والسياسيين مواقفهم، وأن يستفيدوا من من دروس ما حدث في الأشهر الأخيرة».
وخاطب شباب الثورة المطالبين بالقول: «أنتم ضحايا يدفع بكم الراكضون على السلطة إلى المحرقة وتجعل منكم ستاراً لسفك الدماء».
وخلص الى توجيه الشكر الى الملك عبد الله بن عبد العزيز والقيادة السعودية «لما وجده من رعاية ورفاقه الجرحى أثناء العلاج في السعودية». كما شكر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفه ببن زايد على «مساعدة اليمن بالمحروقات والمعونات الإنسانية في الشهور الماضية».
على الصعيد الامني، نجحت لجنة الوساطة المحلية في اليمن، برئاسة اللواء غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات)، في وقف المواجهات العسكرية والقبلية في العاصمة صنعاء، ووقف إطلاق النار من كل الأطراف، بعد أسبوع دامٍ شهدته العاصمة اليمنية سقط خلاله مئات القتلى والجرحى غالبيتهم من المتظاهرين المناهضين للرئيس علي عبدالله صالح.
وباستثناء مواجهات محدودة بين متظاهرين وقوات الأمن في جولة سبأ، وسط العاصمة، وخلفت نحو 17 جريحاً برصاص الأمن، عاشت صنعاء منذ بعد ظهر السبت هدوءاً شاملاً وحذراً. وتم سحب معظم الآليات العسكرية وناقلات الجند من الشوارع الرئيسية.
وعاد التيار الكهربائي إلى معظم أحياء العاصمة بصورة تدريجية، بعد انقطاع شبه كامل لأكثر من أسبوعين. وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، رغم الحذر الشديد.
على صعيد آخر (ا ف ب)، افاد شهود بان عناصر من «القاعدة» عمدوا الى قطع يد فتى في الخامسة عشرة من عمره وشابا بعد اتهامهما بسرقة كابلات كهربائية في مدينة في جنوب اليمن.
وقطع عناصر «القاعدة» مساء السبت بالسيف يد الفتى امام عشرات من سكان مدينة جعار في محافظة ابين التي تحولت معقلا للتنظيم المتطرف قبل ان يجوبوا انحاء المدينة رافعين اليد المقطوعة.
كما قطع عناصر القاعدة يد شاب (26 عاما) بعد اتهامه بسرقة كابلات كهربائية، بحسب شاهد عيان.
وصرح احد الشهود بان المسلحين «احضروا المتهم... وجروه وقطعوا يده اليمنى».
واضاف انه تم نقل الرجل بعد ذلك الى عيادة خاصة بينما جاب المسلحون انحاء المدينة حاملين اليد المقطوعة.
وسيطر مئات من المقاتلين المرتبطين بـ»القاعدة» في نهاية ايار (مايو) على زنجبار عاصمة محافظة ابين. واعلنت السلطات اليمنية في العاشر من ايلول (سبتمبر) ان الجيش استعاد السيطرة على شمال المدينة وشرقها بعد معارك استمرت ثلاثة اشهر واسفرت عن مقتل 230 جنديا يمنيا وخمسين من افراد القبائل.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...aralhayat.com/