واشنطن تطالب الحكومة اليمنية بأن تلبي فوراً التطلعات الديموقراطية لشعبها
2011/09/25 08:44 م
التقيم التقيم الحالي 5/0
استمرار سقوط قتلى في صنعاء وتعز
نائب الرئيس اليمني ينفي نيته خلع صالح بعد عودته من السعودية
صنعاء – الوكالات: قتل ثلاثة اشخاص في تعز جنوب غرب العاصمة اليمنية أمس، في حين تظاهر الشبان في صنعاء حيث ساد الهدوء الليلة قبل الماضية.
وقالت مصادر طبية وقبلية إن ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم مسلحان من القبائل خلال اشتباكات مع قوات عسكرية موالية للرئيس في تعز (270 كلم جنوب غرب صنعاء).
وأكد سكان ان الحرس الجمهوري الذي يتولى أحمد، النجل الأكبر للرئيس اليمني، قيادته عزز مواقعه في هذه المدينة التي كانت من اوائل المنتفضين ضد صالح عبر نشر أسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بها.
في المقابل، كانت الأوضاع هادئة في صنعاء غداة مواجهات بين القوات الموالية لصالح وتلك المعارضة له أوقعت ما لا يقل عن 40 قتيلاً بحسب مراسل «فرانس برس».
واشنطن
ودعت الولايات المتحدة اليمن الى القيام بانتقال «فوري» للسلطة نحو الديموقراطية وحضت كل الأطراف على وقف العنف.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند «نحض كل الأطراف على وقف العنف وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس»، معربة عن «قلق بالغ» حيال أعمال العنف في اليمن. واضافت «على الحكومة اليمنية ان تلبي فوراً التطلعات الديموقراطية لشعبها».
وأكدت نولاند ان واشنطن تدعم دعوة مجلس التعاون الخليجي الى ايفاد لجنة للتحقيق في ظروف مقتل المدنيين. وقالت «قتل عدد كبير من المدنيين وكل يوم يمر من دون إجراء انتقال سلمي (للسلطة) هو يوم آخر يجبر فيه الشعب اليمني على العيش في مناخ غير مستقر يهدد أمنهم وسلامتهم».
وأضافت «نحض مجدداً الرئيس صالح على القيام بانتقال كامل للسلطة من دون تأخير والتحضير لانتخابات رئاسية تجري قبل نهاية العام تنفيذاً لخطة مجلس التعاون الخليجي».
وكان مجلس الأمن الدولي دعا مساء السبت الى وقف أعمال العنف في اليمن.
ودعا المجلس في بيان كل الأطراف الى «نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل»، وطلب «عملية انتقالية ديموقراطية».
خلع صالح
إلى ذلك نفى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي انه كان ينوى خلع الرئيس علي عبدالله صالح إثر عودته من السعودية.
وقال بيان صادر عن مكتب هادي نشره الحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على موقعه الالكتروني «لا صحة لما تردد عن إحباط مخطط انقلابي كان يهدف الى إصدار بيان من نائب رئيس الجمهورية لنزع الشرعية عن الرئيس».
وعبّر مكتب هادي «عن أسفه ان تنجر مطبوعة صادرة عن وزارة الداخلية اليمنية الى ترديد ونشر مثل هذه الأكاذيب»، وطالب وزير الداخلية مطهر المصري بالتحقق من مصادر هذه المطبوعة وبصورة سريعة.
وكانت أسبوعية «الحارس» الصادرة عن وزارة الداخلية اليمنية اتهمت نائب الرئيس بأنه كان ينوي إصدار بيان يعلن فيه خلع صالح ونزع الشرعية عنه.
تقرير إخباري
الرئيس اليمني يرقص على «رؤوس الثعابين»
صنعاء – رويترز: شبّه الرئيس علي عبدالله صالح ذات مرة حكم اليمن «بالرقص على رؤوس الثعابين».
على مدى 33 عاماً قاد صالح تلك الدولة الفقيرة عبر حرب أهلية وانتفاضات وحملات لمتشددين وصراعات قبلية علاوة على الفقر.
ويبدو أن أيام الرقص قد ولت هذا العام في ظل احتجاجات شعبية حاشدة استلهمت الثورات التي تجتاح العالم العربي. وقد وعد صالح مراراً بالتنحي ليتراجع في اللحظة الأخيرة في كل مرة.
ووقع انفجار في دار الرئاسة في يونيو في محاولة اغتيال فيما يبدو مما أدى الى إصابته بجروح خطيرة واضطره للتوجه الى السعودية المجاورة للتعافي.
لكن صالح الداهية نجح في العودة الى جحر الثعابين يوم الجمعة ووصل الى العاصمة صنعاء في خطوة مفاجئة يقول محللون إنها تزيد احتمال تكريس أعمال العنف ونشوب حرب أهلية.
وشهد اليمن احتجاجات شعبية تكثفت باضطراد ضد حكم صالح منذ يناير وبلغت ذروتها حين وقعت اشتباكات بين أفراد قبيلة حاشد والقوات الموالية لصالح في العاصمة وغيرها.
مخاوف أمريكية
وتحدثت الولايات المتحدة بصراحة عن مخاوفها بشأن من قد يخلف صالح حليفها في الحرب ضد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وهو جناح للقاعدة مقره اليمن.
وتبيّن في الآونة الأخيرة ان حكم صالح لا يتزعزع فيما يبدو. في العام الماضي ضغط أنصاره من أجل إجراء تعديلات دستورية تسمح له بالترشح لولايات رئاسية بلا حد أقصى مدة كل منها خمس سنوات. وسرت تكهنات على نطاق واسع بأنه يعد أحد أبنائه ليكون خليفته المحتمل.
لكن الانتفاضات الشعبية التي بدأت في تونس في ديسمبر جاءت لتقضي على الخطط. وبعد سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك صعد عشرات الآلاف من اليمنيين احتجاجاتهم اليومية في العاصمة صنعاء وبدأ صالح يعرض تنازلات شفهية.
في البداية قال صالح إنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة عام 2013 ونفى فكرة أن يخلفه ابنه ثم عرض إجراء استفتاء على دستور جديد بحلول نهاية العام والانتقال الى «نظام برلماني» ديموقراطي.
لكن بعد مقتل 52 محتجاً ومعظمهم سقطوا بنيران قناصة في مارس استقال عدد من كبار ضباط الجيش وشيوخ القبائل والدبلوماسيين والوزراء أو أعلنوا انضمامهم لصفوف المحتجين.
وينتمى كثيرون الى قبيلتي الأحمر وسنحان اللتين يرتبط صالح بصلة قرابة بهما وكان يعين أفرادهما في مناصب عسكرية وحكومية مهمة.
حكم صالح
ومنذ ذلك الحين شارف ثلاث مرات على التوقيع على اتفاق لنقل السلطة بوساطة دول خليجية ليتراجع في كل مرة في اللحظة الأخيرة مما أطال من أمد المواجهة.
أصبح صالح حاكماً لشمال اليمن عام 1978 في وقت كان الجنوب فيه دولة شيوعية منفصلة وقاد البلاد بعد دمج الدولتين عام 1990.
وتتكرر شكاوى معارضي صالح من أن اليمن تحت حكمه لم يستطع توفير الاحتياجات الأساسية للشعب حيث يعيش اثنان من كل ثلاثة على أقل من دولارين في اليوم. وتتراجع الثروة النفطية وتنفد المياه على الرغم من بدء تصدير الغاز الطبيعي المسال عام 2009.
لكن صالح استطاع أن يحافظ على دعم القوى العربية والغربية.
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على مدن امريكية تنبهت واشنطن الى أن اليمن مصدر للمقاتلين الذين ينضمون لصفوف تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن. وعلى الرغم من مولد بن لادن في السعودية فإن أصوله ترجع الى منطقة حضرموت باليمن.
وتعاون صالح مع السلطات الامريكية وشنت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي. ايه) هجوماً ناجحاً بطائرة بدون طيار استهدف شخصية مطلوبة. لكن بحلول عام 2007 كان المتشددون أعادوا تنظيم صفوفهم في اليمن وفي 2008 أعلنوا أن جناحيهم في السعودية واليمن اتحدا تحت لواء القاعدة في جزيرة العرب.
ومنذ عام 2009 بدأ التنظيم يقوم بمحاولات أكثر جرأة لشن هجمات على أهدف أمريكية وسعودية خارج اليمن فضلاً عن استهداف السائحين الأجانب داخله. في الوقت نفسه تمرد الحوثيون الشيعة على حكم صالح وبدأ الجنوبيون الذين يشعرون أنهم مهمشون مسعى انفصالياً جديداً.
وردت السعودية والولايات المتحدة وغيرهما من الحلفاء بزيادة الدعم المالي لتعزيز حكم صالح.
كاريزما
ولو كان صالح مقاتلاً قوي العزيمة فإنه أيضاً صاحب كاريزما وتمتع بشعبية في أوقات كثيرة وهو يفهم جيدا تفاصيل المجتمع اليمني.
ولد صالح في صنعاء عام 1942 وتلقى قسطاً محدوداً من التعليم قبل أن ينضم الى الجيش كضابط صف.
كانت انطلاقته الأولى حين عينه الرئيس احمد الغشمي الذي ينتمي لقبيلة حاشد التي ينحدر منها صالح حاكماً عسكرياً لتعز ثاني أكبر مدينة في شمال اليمن. وحين قتل الغشمي في انفجار عام 1978 حل صالح محله.
وفي عام 1990 أدت مجموعة من الظروف الداخلية والإقليمية الى توحيد شمال اليمن بقيادة صالح ودولة جنوب اليمن الاشتراكية في خطوة عارضتها السعودية في البداية.
وأثار صالح غضب الرياض لقربه من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال احتلال العراق للكويت في عامي 1990 و1991 مما أدى الى طرد ما يصل الى مليون يمني من السعودية. وقبل الأزمة كانت الكويت تقدم مساعدات مالية لليمن.
لكن القوى الغربية أشادت بصالح آنذاك لإجرائه إصلاحات اقتصادية وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبذل الرئيس اليمني جهوداً لجذب المستثمرين الأجانب.
وحقق صالح انتصاراً كبيراً حين حاول الجنوبيون الانفصال عن اليمن الموحد عام 1994 وازداد قرباً من السعودية.
«صحتي لا بأس بها وسأواصل العلاج وإعادة التأهيل»
صالح: نائب الرئيس اليمني سيوقع على المبادرة الخليجية
قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه يلتزم بالمبادرة الخليجية والتوقيع عليها سيكون من جانب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. واضاف صالح في خطاب متلفز أذاعه التليفزيون اليمني انه فوض نائبه تفويضا كاملا بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والتي تقضي بإجراء انتخابات مبكرة.
ودعا الرئيس اليمني بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مؤكدا انه ملتزم بنقل السلطة عبر الانتخابات.
وفي اشارة الى انه ربما سيعود الى المملكة العربية السعودية لاستكمال العلاج قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان صحته لا بأس بها وانه سيواصل العلاج واعادة التأهيل خلال الفترة القادمة، وحيا الرئيس اليمني المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الملك عبدالله على وقوفهما مع اليمن وانتقد صالح المؤسسات الدولية وبعض الدول قائلا إن هناك دولا تطلب منا ضبط النفس ولا تطلب من الآخرين وقف التخريب.
وشكر الرئيس اليمني الولايات المتحدة والسعودية على «وقوفهما معنا ضد «القاعدة» المدعومة من قبل العناصر الخارجة على النظام والشرعية الدستورية».
وانتقد معارضيه وقال كان من المفروض ان نتوجه نحو البناء وليس من اجل الركض وراء السلطة.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alwatan.com.kw